تجارب من واقع الحياة

قصة حياتي

بقلم : فقط أنا – أربيل

قصة حياتي
أنا تعبانة جداً بعد أمي

أنا فتاة في ١٧ من عمري ، لم أعش أية لحظة أكون فيها فرحة ، ولكن دائماً أشكر ربي على قدري و نصيبي ..

عندما كنت صغيرة مثل كل الفتيات الصغار لم أكن أعرف عن الجنس و الزواج و كيفية الولادة ، بالمختصر كنت صغيرة جداً في سن الـ ٩ ، كلنا نعرف بأن في بلادنا ؛ أقصد الشرق الأوسط بعضهم لا يسمحون للفتيات بأن يعرفن عن حياة الزواج و هكذا أمور ، و أنا مثلهم .

و قصتي هنا هو بأنني تعرضت للملامسة الجنسية مرتين و لكن لم تنجح محاولتهم لأنني لم أسمح لهم و هربت ، كنت حينها في التاسعة ، بعد ذلك كنت أخاف الاقتراب من الناس و التساؤل الدائم في رأسي عما يحدث ، وعندما أردت أن أسأل خفت من ردة فعل أمي و أبي ، علاقتي مع أمي لم تكن جيدة ، و من سوء حظي لم تكن عندي أخت ، و لكن كانت عندي صديقة ، كانت أكبر مني بسنتين و عاشقة أفلام إباحية .. 

دعتني إلي بيتها للعب وأنا كالعادة ذهبت معها ، لعبنا و تعبنا و عندما جلسنا قالت لمَ لا نشاهد فلما ؟ كانت أول مرة لي أشاهد فلماً هندياً ، قلت لمَ لا ..
في اللحظة التي بدأت المشاهد الرومانسية ( آباؤنا كالعادة يغيرون القناة ) و لكنها لم تغيرها ، وأنا سألت لماذا تشاهدينها فأجابت بغرابة : و لماذا لا أشاهدها ! فإن ذلك أفضل مشهد لي ..

أنا استغليت الفرصة وسألت ما الذي يفعلونه ؟ و لماذا يفعلون ذلك ؟ ضحكت وقالت أنت لا تعرفين شيئاً ، هل تعرفين بما تحس و هكذا و هكذا.. حكت عن كل الذي يحصل و حتى أنها عملتها بالفعل لكي أفهم ، و مرة بعد مرة كانت تعلمني أكثر حتى أصبحت في الـ ١٢ تقريباً ، كنت محترفة بهكذا أمور و بعد قراءة الكتب و البحث عنها في النت عرفت ماذا يحصل في العالم ، والأسوأ أنني كنت أرى ذلك في كل ليلة بشكل مباشر .. 

أنا أذني خفيفة جداً و أسمع أبعد الأصوات ، و أنا و أخوي و أمي وأبي كنا ننام في غرفة واحدة ، كل مرة كنت أستيقظ من النوم بسبب صوت والداي ، كان حقاً كابوس لي لأنني كنت أمسك بأذني لكي لا أسمع ، وأرفع الغطاء حتى رأسي لكي لا أري ، و أبكي طوال الليل حتي أغفو .. هذا كان عذاباً لي لأنني لم أرد أن أري أو أعرف عنها ، لهذا السبب كرهت أبي و أمي ، كرهتهما لدرجة أنني كنت أتمنى الموت لي أو لهم ، حتى ذهبنا لبيتنا الجديد ، و انفصلت غرفتنا عن غرفتهما ، ولكن لم أكن أستريح أبداً ، كنت دائماً أسمع صوتهما وأتذكر كل شيء .. عشت هكذا لثلاث سنوات .

والأسوأ من هذا و الذي أندم عليه دائماً هو أنني كنت أكره أمي لهذا السبب ، لم تكن تفهمني ، حتى أصيبت بمرض سرطان الثدي .. لخمس سنوات كانوا يخفون هذا عني ولكنني عرفته بالأخير ‫، كنت سيئة جداً معها ، لم نتفق مع بعض أبداً ، و لكن قبل بضعة أشهر من موتها قال الأطباء بأنها لن تعيش لفترة طويلة ، سمعت ذلك بالصدفة و قررت بأن أتغير نحوها ، و هي كانت متعبة طول الوقت لدرجة أنها لم تقدر على الحركة أو الكلام ، كنا نتمنى سماع صوتها و كنت أتقرب إليها ولكن بعد ماذا .. بعد أن خسرتها إلى الأبد .

أنا تعبانة جداً بعد أمي ، و الأسوأ بأنني تعبت جداً من الحياة حتى أنني حاولت أن أتخلص من حياتي لكني فشلت .. بعد أمي خسرت كل الذي حولي ، والآن أعيش فقط لأخوي ، وأنا الآن في الصف الساس العلمي آخر سنة ، أحتاج إلى طاقة ولكن ليست لدي ، لا أعرف ماذا أفعل ! أنام و طوال الليل أدعو الله أن يغفر لي أخطائي و أن أتفوق على مشاكلي مع الناس لأنني حقاً أكره الناس الذين حولي ، حقاً لا أعرف ماذا أفعل .. لدي آلاف المشاكل ، لا أعرف عن أيها أتحدث ، ليس لدي شخص أتكلم معه ، كلهم خذلوني ..

ساعدوني بدعائكم و شكراً لقراءة كل ذلك الكلام التافهه عن حياتي .

 

تاريخ النشر : 2017-07-15

guest
25 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى