تجارب من واقع الحياة

صديقتي .. !!

بقلم : أمنية –  مصر

صديقتي .. !!
صديقتي كانت جميلة جداً ليس بالشكل بل بالروح

السلام عليكم … قصتي تحكي عن أكثر صديقة أحببتها في حياتي ، لأعرفكم الآن بي وبها : 

أنا اسمي أمنية ، عمري هو 14 عام ، أنا من عائلة متوسطة ليس لدينا مال كثير وهكذا .. في العاشرة من عمري وأنا في الفصل الرابع الابتدائي تعرفت على فتاة اسمها إيمان وكان عمرها أيضاً من عمري ، كنا نجلس في نفس الصف و أصبحنا صديقتين وأكثر ، فكنت أشاركها أحزاني وأفراحي ولا يوجد شيء في حياتي لم أحكيه لها ، حتى أسراري كلها تعرفها وتعلم بها ، لكني لم أكن أخاف أن تفشي أسراري إلى أحد ما فهي كانت جميلة جداً ليس بالشكل بل بالروح .

لكن في ذات يوم توفي والدها فوقفت بجانبها و واسيتها فأنا لا أقدر على رؤية دموعها ..

مرت الأيام وأصبحت صديقتي في مدرسة أخري غير مدرستنا لأن المال لم يتوفر معها لدفع مصاريف المدرسة التي تعرفنا على بعض فيها ، ولكن من وقتها تغيرت صديقتي كثيراً فلم تعد تحبني كالسابق ، تعرفت على أصدقاء جدد ونسيت صديقتها التي كانت تحبها كثيراً ، كنت أراها مع صديقة غيري وتتنزه مع غيري وتلهو وتمرح مع غيري أيضاً ، فحزنت كثيراً لكن توقفت وقولت بداخلي : هل سأدعها تذهب وتضيع مني ؟ لا لا أستطيع تركها فأنا لا أستطيع العيش بدونها لا لا .

وبالفعل أوقفتها وقلت لها كلاماً كثيراً بأنها تغيرت من ناحيتي و هكذا ، فأوضحت لي بأنها مازالت تحبني ، و عدنا أصدقاء من جديد .. لكنها لم تكن إيمان التي أعرفها  و التي لطالما أحببتها واعتبرتها أختي وأكثر من ذلك ، فكانت تفعل أفعال غريبة جداً مثل تعرفها علي الفتيان ومقابلتهم وإرسال صورها وأرقامها لهم ، هذا الشيء أزعجني كثيراً وقلت لها إن لم تخرجي هؤلاء الفتيان من حياتك سوف أذهب أنا .

لم يكن هذا أنانية مني أو أنني أريدها لي فقط ، بل خوف عليها ، أقسم بالله كان خوف ليس أكثر من ذلك ، فنحن نسمع الكثير عن الفتيان الذين يستغلون الفتيات للتسلية فقط وليس أكثر ، وأنا لم أرد أن يجرح قلب صديقتي فمثلما قلت سابقاً أنا لا أستطيع أن أراها حزينة أبداً.

فعلت صديقتي كما أمرتها وقامت بوضع الحظر لكل الفتيان الذين كانوا موجودين علي صفحتها في الفيسبوك ، مرت الأيام أيضاً وصارت صديقتي تتحسن ، وفي يوم كانت هنا في منزلي وكنا جالستين مع بعضنا نضحك ، وكنا فرحتين جداً لكني لم أكن علم أن هذا هو آخر يوم سوف أراها فيه و يا ليتني كنت أعلم هذا لكنت احتضنتها كثيراً وكثيراً .

في هذا اليوم كنا جالستين وفجأة أرسل إليها شخص علي موقع الفيسبوك أنه (يحبها) فقلت لها : احظريه وامسحيه من هنا فأنا لا أريد أن نعود لهذا الهراء مرة أخرى ، و لكن هذا الولد لم يتوقف فظل يرسل لها من على صفحات أخرى فقلت لها : حسناً كلميه لكن لمدة قصيرة فقط و لا أريد أن تسمع أمي أنكِ تتكلمين مع الفتيان مرةً أخرى ، و يا ليتني لم أقل لها هذا ..

فلم يمر على هذا الموضوع يومين إلا وقد عرفت أمي أنها تتكلم مع الفتيان ثانيةً و قالت لي : هذه الفتاة سيئة ولا يمكن لكِ أن تكلميها مرةً أخرى .
وقد أغلقت أمي حساب الفيسبوك الخاص بي ، ومن وقتها لا أعرف كيف حال صديقتي ، هل هي بخير أم ماذا ، هل هي سعيدة أم حزينة ، ومن وقتها صار ضميري يؤنبني لأنني سمحت لها بأن تكلم هذا الولد .

قررت نشر قصتي هنا لكي ينصحني القراء هل ما فعلته كان صحيحاً أم خاطئاً ؟ لا أعلم ، وأريد أن أقول شيء ؛ إن رأيتِ هذا المنشور يا صديقتي فاعلمي أنني لا أستطيع العيش من دونك أبداً ، أقسم بربي أني أحبكِ وسأظل أحبكِ حتى إن لم أرك ثانيةً .
 

تاريخ النشر : 2017-08-18

guest
29 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى