موقف مرعب تحول إلى كابوس متكرر
حاولت أن تنتقم منّي فألقت بالطوب في الترعة لأخاف |
عندما كنت في الخامسة عشرة من عمري كنت أسير ليلاً مع ابن عمي الذي يصغرني بعامين بين الحقول متجه إلى بيت خالة لي على بعد 5 كيلومتر ، و أثناء الطريق مددت يدي لأقطع غصن شجرة صفصاف قريب من رأسي فسمعت صراخاً مرعباً لفتاة ، ركضت و ابن عمي يلحق بي و فجأة وجدنا كأن هناك من يلقى بالطوب في الترعة فيغرق الماء ملابسنا !
ظللنا نجري حتى وصلنا إلى منزل الخالة و ملابسي مبتلة فقلت لابنة خالتي : أريد أن أجلس فوق السطح حتى يجفف الهواء ملابسي ، جلست وحيداً و كانت الساعة تقارب الواحدة بعد منتصف الليل ، و تعجبت عندما وجدت البط فوق السطح ليس بعشه ، فناديت على ابنة خالتي لتدخله العش و صعقت عندما قالت لي : ليس لدينا بط بالسطح ، و فجأة سمعت صفيراً كصفير العاصفة و كفاً يضربني بظهري و بدأ جسدي يرتعش ، و لم أفق إلا و خالتي و أمي و العائلة تحيط بي و جسدي به حمى تكاد تغلي رغم أننا كنا بالشتاء .
عدت إلى القاهرة حيث تقيم أسرتي بعد انتهاء عطلة نصف العام الدراسي و بدأ يراودني كابوس مرعب ، أسمع غليان الماء في براد الشاي و غطاء البراد يضرب بقوة من شدة الغليان و فجأة أشعر بأن هناك فتاة تقترب من فراشي و تحتضنني بقوة و تطير بي في أرجاء الغرفة و أنا أصرخ بقوة لكن صوتي مكتوم و أبدأ في تلاوة آية الكرسي فتصرخ الفتاة بقوة صرخات مرعبة ، أقسم بالله أنني واثق من أنني مستيقظ ، و لكن أخشى أن أفتح عيني و فجأة عندما أتمكن من تلاوة الآية بعد محاولات متعثرة يتلاشى صوت الصراخ و أستيقظ مرعوباً .
تكرر الموضوع مراراً و أخبرت والدي الذي أخذني بدوره إلى أحد المشايخ فقرأ القرآن و قصصت له قصة الريف و غصن الشجرة ، فأخبرني أني عندما شددت فرع الشجرة شددت معه شعر جنية تسكن الشجرة فصرخت ، حاولت أن تنتقم منّي فألقت بالطوب في الترعة لأخاف فلم أخف ، فازدادت غضباً فخدعتني بموضوع البط فوق السطح و عندما لم أخفْ لطمتني على ظهري و انسحبت ، ثم عادت إليّ على هيئة الكابوس ، و نصحني بالالتزام بالصلاة و تلاوة القرآن الكريم .
العجيب أن الكابوس بدأ يتلاشى و لكنه يعود كلما فكرت فيه قبل نومي ، و بعد أن تزوجت عاد لي مرة أخرى بقوة ، كنت أشعر بها قبل أن تأتي حيث تصيبني قشعريرة و بعدها أشعر بها تحملني و تطير بي في أنحاء الغرفة ، عدت مرة أخرى لزيارة شيخ آخر قام بعلاجي بالقرآن ، و الحمد لله لم يحدث مرة أخرى منذ عامين ، لكنني صرت أخاف أن أنام وحدي بالمنزل عندما تكون زوجتي و ابني نائمين عند حماتي ، أظل ساهراً طوال الليل و أنام في الصباح خوفاً من عودة ذلك الأمر.
تاريخ النشر : 2017-08-29