تجارب ومواقف غريبة

رحلة إلى العالم الآخر

بقلم : ريماس عمر يحى – السودان

رحلة إلى العالم الآخر
أتت لي تلك الفكرة بلعب تلك العبه التي تدعى بـ (ويجا) ..

أنا ادعى ريم , يبلغ عمري الآن 20 سنه , وسأنقل إليكم قصتي مع العالم الآخر , وهو عالم الجن , فلي تجربة مخيفة , لكنها فتحت بصيرتي على الكثير من الأشياء .

أعيش الآن في شقة مع ابنه خالتي , أنا وهي ندرس في نفس الجامعة , ولنا نفس الطموحات التي نرغب بالوصول إليها .. ذات يوم كان الجو ممطراَ وبارداَ جداَ ولم نذهب إلى الجامعة , جلسنا نقرأ القصص , وكما تعلمون أعزائي عندما نرغب نحن البشر في اكتشاف شيء ونتحمس بشأنه , فقد أخذنا الفضول لمعرفة (عالم الجن) , وهكذا أخذنا نقرأ الكتب ونبحث في النت لمعرفة المزيد عن هذا العالم الذي لا يعلمه إلا الله تعالى .

أخذنا نبحث ونقرأ ولم نجد شيئاَ جديداَ , فأخذنا نلقي بعض المزح على أنفسنا , هي تقول لي انظري خلفك رأيت واحدا ورائك , فكنت أخاف وأصدقها فانظر برعب بينما تضحك هي وتقول أنه مجرد مزاح , واستمررنا نفعل المقالب ونلهو مع بعض حتى حان موعد النوم فذهبت لسريري ولم اعلم لماذا أتت لي تلك الفكرة بلعب تلك العبه التي تدعى بـ (ويجا) فأخبرت أبنة خالتي بفكرتي وكانت هي سريعة الانفعال والتحمس فقالت لي هيا نجربها لربما نكتشف شيئاَ عنهم , لكني شعرت بالخوف الشديد وتراجعت عن الأمر , لكن هي لم تتراجع وأخذت الفكرة تدور في رأسها .

وفي صباح اليوم التالي صحوت ووجدتها ترسم على لوح سبورة طباشير قديمه وقلت لها : ماذا تفعلين؟! .. قالت : ارسم تلك اللعبة , أريد أن اعرف كل شيء عنهم . فأجبتها قائلة : نحن لن نعلم شيئا .. الله فقط يعلم ما بيننا وبينهم فكفي عن هذه السخافات . قالت لي : حسنا فقط بعض الأسئلة عن شكلهم وصفاتهم وكيف يقضون يومهم , فغضبت منها وتركت المنزل وذهبت إلى الجامعة . وعندما رجعت الساعة 7 وجدتها مع اثنين من صديقاتها ( لمياء و امل ) فرحبت بهما وتناولنا العشاء مع بعضنا . وقلن سوف يبتن عندنا فسعدت بذلك وأحضرت ابنة خالتي (ساره) لوح السبورة القديم وعليه لعبه الويجا وقالت لي سوف نلعبها معاَ .

امل قالت : من المؤكد أنها لعبه ممتعه . على عكس لمياء التي كان يبدو عليها الخوف . أما أنا فقد تركت الغرفة بعد أن حذرتهن بلا فائدة . وبدئن باللعب ورحت أسمع ضحكاتهم , فنزلت إلى الغرفة ووجدتهم يلعبون ولم يحدث شيء , فتملكني الفضول وذهبت وجلست معهم وشاهدتهم وهم يلعبون وينتظرون من الغطاء أن يتحرك .

أخذت ساره تنادي برعب وحماس : هل من احد معنا في الغرفة ؟ .

لكن الغطاء لم يتحرك ولم نسمع شيئا , عندها ضحكت وقلت : هذه اللعبة ليست سوى سحر ومن يلعبها ضعيف الإيمان بالله . فقالت لمياء : أوافقك الرأي يا ريم .. إنها مجرد لعبه تافهة لا أكثر ولا اقل . ثم قالت امل : حسنا فلنكف عن هذا . لكن ساره مازالت واثقة ان هناك شيء سيحدث فلم تتوقف وظلت تلعب مع نفسها ثلاث مرات ولم يحدث شيء .

وحانت الساعة الـ 11 ليلاَ فأصابني النعاس وقلت لهم أني سوف أنام وذهبت إلى غرفتي وتركتهن , وقد توضأت وصليت ركعتين لخوفي بمن تلك اللعبة المرعبة ثم أويت إلى سريري .

عند الساعة الخامسة فجراَ سمعت صوت احد ينادى باسمي بأعلى صوت وكأنه غاضب مني , فنزلت ووجدت الجميع نائمات في غرفة المعيشة , ثم استيقظت ساره وقالت إنها سمعت نفس الصوت ينادي عليها طوال الليل , وقالت لي ربما نحن نتوهم بسبب اللعبة , فمسحت الرسم من على اللوح وقالت لي الأفضل ان نستعد للذهاب إلى الجامعة يا ريم وننسى أمر الجن فانه شيء مخيف ويكاد يربكنا .

ذهبت للجامعة وأنا أفكر وأفكر عن تلك الأصوات حتى أخذتني غفوة خلال المحاضرة فاستأذنت وعدت للمنزل حزينة وكئيبة .

وعندما عدت إلى المنزل سمعت اصواتاَ وليس صوت واحد , فقلت : من هنا ؟ .. من ينادى ؟ .

لكن أحدا لم يجب احد , فصمتت للحظه وبدأت اسمع الصوت يزداد ويقترب مني , فخفت وذهبت مسرعة إلى غرفتي وأنا ارتجف تحت غطائي ورحت اقرأ بعض الآيات ثم أخذت قيلولة قصيرة تحولت إلى نوم هادئ لمدت ساعتين , حلمت خلالها باني في مكان غريب يبدو مثل بيت قديم , وكانت واقفة أمامي طفلة صغيرة ترتدي فستانا ابيض وورائها يقف رجل مسن كان يكلمني لكني لم اسمعه جيدا فبكيت ونظرت مجددا وقلت لهم ماذا تريدون مني ؟ .

فأجابني : نحن ؟ أم انتم ماذا تريدون منا ؟؟ ..

فصمتت لبرهة ثم قلت مع نفسي ربما هي فرصة لأساله وقلت : من شوقنا لمعرفتكم يا إخواننا من العالم الآخر .

قال لي : العلم عند الله وحده .. هذه حفيدتي وأنا جدها وابلغ من العمر ألف عام , وهناك عائله كاملة منا تسكن في هذه العمارة , ونحن لا نؤذي , فنحن مسلمون ونؤمن بالله , والأفضل لكم أن تبتعدوا عنا وعن خرافاتكم نحونا فنحن مثلكم تماما لا نختلف عنكم كثيرا إلا في بعض الأشياء .

وكان قلبي يكاد أن يتوقف ثم فجأة صحوت على صوت ساره وأخذت دقات قلبي تنخفض شيئاَ فشيئاَ وهيا تقول : ريم ماذا أصابك ؟ .. أنتي تتحدثين وأنتي نائمة ! .

فرويت لها حلمي واقشعر بدنها وقالت لي أنها تعلمت درساَ وأنها لن تعود إلى البحث أو التحدث عنهم , ومنذ ذالك اليوم أصبح شعوري عادياَ تجاههم .. وهذه نهاية قصتي أعزائي أتمنى إنكم تعلمتم درس مثل ساره , فالجن لا يختلفون عنا , إنما هم يريدون الهدوء والراحة في معيشتهم وأن نتركهم في حالهم .

تاريخ النشر 23 / 04 /2014

guest
105 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى