تجارب ومواقف غريبة

الفيلا المهجورة

بقلم : Sung – Yemen
للتواصل : [email protected]

الفيلا المهجورة
أمور غريبة تحدث في تلك الفيلا !

مرحباً أعرفكم بنفسي ، أنا حسام جبرتي من اليمن وهذه قصتي وهي حقيقة ، من لم يصدق فليكتفي بالقراءة .

حصلت بعض الحروب في مدينتي مما أدى إلى نزوح كل من في المدينة ومن ضمنهم أسرتي وأقاربي إلى مدينة أخرى ، وقد سكنا في سكن للطلاب الجامعيين وفرته لنا المدينة الأخرى وكنا نازحين (لاجئين) من الحرب ، فكان السكن هذا جميع غرفه متجاورة وهناك الكثير من الأسر التي سكنت بجانب بعضها وهم لا يعرفون بعضهم ، ولكن الحمد لله استغلت أسرتي مع أقاربي طابقاً كاملاً لكي نكون متجاورين ولا عيب في أن تخرج أختي عند عمتي أو بنت عمتي عند خالتي ..

مرت الأيام و تحسنت أحوال أبي وعمتي المالية قليلاً وقررا أن يستأجرا فيلا , لأن أبي بدأ لا يشعر بالراحة كثيراً في السكن , وكان هذا القرار في شهر رمضان الكريم .
و بعد مرور أسبوع وجد أخي فيلا للاستئجار بعيدة من السكن في مكان فيه فلل مثلها ، لكن المكان يحوي القليل من البيوت وهو بعيد جدا عن السوق والمدينة , فذهب أبي وأمي وعمتي لكي يروها وأعجبتهم ، فقد كانت كبيرة جداً وتحتوي طابقين وجدار كبير حولها وسعرها مقبول .

رجعوا إلى السكن وأخبرونا بأن نجهز مستلزماتنا للنقل ، فكان يوم النقل آخر ليلة من رمضان يعني غداً سيكون أول أيام شوال وهو (عيد الفطر ) ، فذهبت البنات مع أبي وأمي وعمتي في سيارة قبلنا نحن الرجال ، وكانت مستلزماتنا معنا في سيارة أخرى .

كان الوقت 9 ليلاً عندما وصلت أنا والشباب إلى الفيلا ، أنزلنا كل المستلزمات وقلت لأبي وأمي : أنني سأعود مع الشباب وسأنام الليلة في السكن عند جدتي ، وفي اليوم التالي ذهبت أنا وابن عمي “محمد” إلى الفيلا سيراً فكانت بعيدة في منطقة صحراوية ولا توجد بجانبها إلا يمكن عشر فلل فقط ، و المسافة بين كل فلة حوالي 100 متر أو أكثر .

وصلنا وسلمنا على أسرتي , جاءت إلي أختي وقالت لي البارحة عندما كنا في طريقنا إلى الفيلا كان الظلام حالكاً وكان هناك الكثير من الكلاب التي تنبح بشكل غير عادي وتأتي امام زجاج السيارة وتنبح في وجهك ، فمشينا وتجاوزناهم ولكن لم نجد الفيلا , لم تكن موجودة هنا ! كنا نبحث عنها بالسيارة وكنا ندور حولها ولكننا لا نراها !!

فتعجبت وقلت لها وكيف وجدتموها ؟ قالت أنهم توقفوا فرأت أختي ضوء بيت في المكان التي كانت فيه الفيلا فعادوا إليه و وجدوها , فقلت لها : عندما أتيت مع الشباب كان هناك كلاب ولكن لم تكن تنبح كانت صامتة وتنظر إلينا بترقب ، ولكننا وجدنا الفيلا بسهولة , قاطعتنا أمي قائلة يا حسام اذهب أنت ومحمد إلى السوق و اجلبا هذه الأشياء المكتوبة في الورقة ، فذهبنا وعدنا منهكين جداً ، كانت طلبات أمي ثقيلة والمسافة بعيدة والشمس حارقة فوق رؤوسنا .. ارتحنا قليلاً ونمنا 

كان الطابق الأعلى لأسرتي والأسفل لعمتي , عندما استيقظت كنت سأنزل عند عمتي فوجدت في الدرج “دماً ” نقاط من الدم في كل درجة حوالي أربع نقاط وبعضهم سبع نقاط وتفقدت إخوتي إن كان أي أحد منهم مصاب وينزف ولكن لم يكن أحد مصاب بل وأيضاً كان البيت نظيفاً نظفته أمي وأختي بعناية حتى الدرج كان نظيفاً , فتحاشا أبي الأمر و قال أنه بسبب جرح محمد ..

كان محمد مجروح في أحد أصابعه ولكن الجرح كان لا ينزف أبداً ، فقد جرح قبل أسبوعين وكان الجرح صغيراً وسببه أنه كان يجري ودقت رجله في إزفلت الطريق مثل ما يحصل مع الكثير من الصبيان المتهورين , حاول أبي أن ينسينا الأمر فتظاهرت بالغباء وقت نعم إنه من جرح محمد .

نزلت وكان في الأسفل مطبخ صغير منفصل عن الفيلة فدخلته و وجدت الكثير من الكتابات الغريبة والرموز وأثر كف أيادي في جدران المطبخ ، فعرفت أنها مهجورة، و قد دخل أبي هذا المطبخ من قبل وكان الوقت 5 عصراً عندها وقلت لأبي: أنني سأنام الليلة أيضاً عند جدتي , فعدنا أنا ومحمد إلى السكن .
وقال لي محمد ” أنت تعلم أنه لم يكن جرحي الذي ينزف ” قلت له أعلم ذلك .

و بينما أنا في السكن , جاء شخص قريب تحت الفيلا وكان ينادي ” يا صاحب الفيلا ” ” يا صاحب الفيلا  فسمعه أبي وخرج من الشرفة (البلكونة) و وجد رجل عجوز يحمل طفلاً غريباً في ظهره ، كان الطفل مربوط في ظهره بطريقة غريبة , فقال العجوز لأبي أأنت صاحب الفيلا , فقال له نعم أنا استأجرتها منذ يوم .

و بينما استمر يتحدث كانت أمي بجانب أبي ولكن لا تعلم مع من كان يتحدث , كان تسمع صوت أبي ولكن لا تسمع أحداً يتحدث معه ، و عندما أنهى أبي كلامه قالت له : لمَ كنت تحدث نفسك قال لها : كنت أتكلم مع عجوز يقول أنه حارس الفيلا قالت له بتعجب : عجوز ؟! قال : نعم ، قالت لم أكن أسمع إلا صوتك وأنت تتكلم قال لها : قلت لك أنه كان عجوز تعالي سأريك إياه , فنظروا ولكن لم يجدا أحد ، كانت مسافز كبيرة بينه وبين الفيلا الثانية وكانت خالية ، أي الرؤية واضحة صحراوية لا يوجد أي شيء غير التراب ، وكأنه اختفاء وحسب ، فتعجب أبي وقال لابد أنه وصل إلى الفيلا الأخرى . 

وفي اليوم التالي أتوا أقاربي لكي يزوروا أمي ويروا الفيلا أخذهم كلام النساء من هنا وهنا , ذهبت ابنة عمي إلى الحمام , وعندما أرادت الخروج لم يفتح الباب ,كان الباب يقفل من الداخل ولكناها فتحت القفل وأرادت الخروج ولكن لم تستطع فنادت أختي وبقية الأسرة وكانت خائفة ، وكانوا يحاولوا أن يفتحوا الباب ولكن دون جدوى ، كان الباب وكأن خلفه جدار يمنعه من الفتح ، ولكن بعد عشر دقائق من المحاولات والخوف انفتح الباب وخرجت وهي خائفة تبكي فقاموا البنات بتهدئتها وبعدها عادوا إلى السكن .

وفي هذا اليوم لم أذهب أنا إلى هناك لأنني ذهبت إلى البحر مع أصدقائي وعدت في المغرب, وفي اليوم التالي صحوت من النوم في الظهيرة ووجدت أهلي وعمتي قد عادوا من الفيلا مع مستلزماتهم فتعجبت وقلت لمَ عدتم , وهنا كانت الصدمة ..

في نفس الصباح صحت أختي من النوم وقد نامت في الأسفل عند عمتي ، عندما أفاقت وجدت حفرة كبية لا نهاية لها في وسط الغرفة وكانت قربية من السقوط فيها هي وابنة عمتي ، فهلعت أختي من أين أتت هذه الحفرة كيف هذا , كانت غرفة جميلة ذات سراميك جميل أين ذهب كل هذا ؟!  وكانت الفيلا تهتز وكأنه زلزال ، وكان في الطابق الأعلى كل تلك الأصوات الغريبة وكان السيراميك يتطاير , تخرج الواحدة “السراميك ” من الأرض وتطير للسقف بقوة ، وكانت الجدران تتموج وكأنها موج ، وكأنت الأبواب تقفل وتفتح بقوه والفيلة تبدو كلها كأنها ستسقط .

أسرع أهلي كلهم بجمع مستلزماتهم والخروج من المكان بأسرع وقت وخرجوا الحمد لله بدون إصابات وغادروا الفيلا .
و عندما اتصل أبي بصاحبها وقال له أن الفيلا تتكسر وستسقط قال له ” اخرجوا منها بسرعة “, كيف هذا ” اخرجوا بسرعة” من ذلك الشخص سلمته فيلا جاهزة كاملة جميلة ويفاجئك بقوله “إن فلتك تتكسر وستسقط” ماذا ستقول له , لقد كان صاحبها يعلم بأنها مهجورة .

أخبرت أصدقائي بالقصة وبعضهم خافوا ، وبعد مرور أسبوعين قلت لهم لنذهب ونرى الفيلا وإن وجدنا أناساً فيها أم لا , بعض من اصدقائي خافوا ورفضوا الذهاب معي وبعضهم وافق وذهبنا إلى هناك مشياً .

وعندما وصلنا وجدت الفيلا ليس فيها شيء ، جديدة ومرتبة مثلما كانت بدون تكسرات أو أي شيء ، و سمعنا أصوات أناس كثيرة خارجة منها ، فقرعت الجرس وجاوبني شخص من الشرفة (البلكونة) فسلمت عليه وقلت له متى استأجرت الفيلا ؟ قال منذ أربعة أيام ، قلت له ألم تواجه أي مشكلة معها ؟ , قال بابتسامة خفيفة لا لم نواجه أي مشكلة ، قلت له حسناً مع السلامة .
وكان يحدق بي وكنا راحلين عنها ، ولا زال يحدق بي وابتعدنا و نظراته تلاحقني ، فوجدنا شخصاً ماراً من تلك المنطقة فسألني أنت سكنت وعائلتك في تلك الفيلا ؟ قلت له نعم ، قال وقد حصل ما حصل ، قلت له نعم ، قال الذين سكنوا قبلكم كانوا عندما يفتحون حوض الماء كان يخرج بدل الماء “دم” ، فقلت له نعم ربما ، وعدت إلى السكن .

 

تاريخ النشر : 2017-11-15

guest
12 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى