أدب الرعب والعام

ابن اغتصاب – الجزء 1

بقلم : أبو الحسن ماجد – العراق

ابن اغتصاب - الجزء 1
لم تنسَ جثث عائتلها التي تفحمت بعد انطفاء البيت وكانوا ممدين على رصيف الشارع

أحياناً نحتاج مجرم لتحقيق العدالة 

2003

***

بعد أن أحرقوا بيت عائلتها قبل أربع سنوات واحترقت فيه عائلتها بالكامل ظلت فاطمة تدور باحثة عن وظيفة عمل بعد أن تخرجت من الجامعة مثلها مثل الكثير أمثالها ، تتذكر جيداً ذلك المساء التي جاءت فيه من الجامعة بعد انتهاء موعد الدوام وكانت ألسنة الدخان تتعالى من بيت عائلتها وقد حوصر فيه شقيقاتها الاثنتين وأمها وأبيها وقد ماتوا جميعا بذلك الحادث .

لم تنسَ جثث عائتلها التي تفحمت بعد انطفاء البيت وكانوا ممدين على رصيف الشارع بانتظار سيارة الإسعاف .
حادث احتراق بيتهم كان مدبراً من قبل جهاز استخبارات المدينة حيث كانت المدينة تخضع لإدارة حزب الحداثة الذي أوصل المدينة إلى المستويات الدنيا من كل نواحي الحياة ، والدها ابراهيم كان من المناهضين والمحرضين على الحزب لذلك تم حرق داره وموت جميع أفراد عائلته إلا فاطمة ، ومع مرور السنوات عاشت فاطمه شابة وحيده بين هذا المجتمع المتعجرف الجاهل ، ماذا عسى فتاة في العشرينات من عمرها أن تفعل تجاه آلة الزمن التي تستطيع فرم أي شيء ! فكانت تتجنب المجتمع محاولة الهروب بجسدها من ثعالب البشر الماكرة .

كانت تعيش في بيت صغير وسط بستان يقع على أطراف المدينة ، كان هذا ترك والدها لها ، وأما بيتهم الذي احترق فقد تم هدمه الاستيلاء عليه من إحدى أعضاء المحافظة المنتمي لحزب الحداثة سيئ الصيت .

الساعه السابعه صباحاً ، تقوم فاطمه من سريرها لتتجه نحو السوق مثل كل يوم بحثاً عن عمل وليس وظيفة ، تخرج من بيتها وتتوقف على جانب الشارع منتظرةً سياراة الكوستر لتقلها إلى مركز المدينة ، وبعد مدة تأتي السياره تركب فاطمة وتتوجه نحو المدينة وتأمل رغم كل شيء أن يكون هذا اليوم أفضل مما مضى .

كان السوق مليء بالرجال الذي تعلو شهوتهم حتى المخيخ ، لم تسلم فاطمة من كلامهم الرديء وإيحائاتهم الجنسية ، كانت تدخل المحل تلو الآخر ولكن لا فرصة عمل اليوم ، كانت فاطمه تزداد تعاسه مع مرور كل دقيقة ، عندها تذهب نحو الحديقه لتستريح وتريح أعصابها من هذا الضغط .

تجلس على مصطبة الحديقة وتتذكر كيف كانت عائلتها تأتي هنا أوقات العطل والمناسبات ، لم تتخيل يوما أنها ستأتي إلى هنا وقد مات جميع أفراد عائلتها بذلك الحادث ..

تمر الأيام وتبدأ فاطمة تصاب بالجنون جراء أوضاع المدينة والتي ازدادت رداءة وانخفاض مستويات المعيشة بسبب تصارع أعضاء الحزب فيما بينهم ، فبدأت تظهر شخصيات على المشهد السياسي للمدينة أغلبهم مجرمين أصلاً وقطاعي طرق يطالبون بحقوقهم ، فكانت بين المدة والأخرى تندلع مواجهات بين أفراد عصابات مجهولة ورجال الشرطة تسفر عن وقوع ضحايا وتحرير مسجونين مجرمين وتخريب الممتلكات العامة .

كانت فاطمه قد عزلت نفسها بذلك البستان حيث لا أحد بجانبها عدا الناس الذين يبعدون عنها مسافة طويلة .

يوم الخميس الساعة الخامسة عصراً يوم بارد وغائم ينذر بسقوط المطر ، كما أن أشعة الشمس قد حجبتها الغيوم فحل الظلام على وجه المدينة ، كانت فاطمة في السوق للتبضع وشراء الأكل و فجأة يسمع أصوات إطلاق رصاص كثيف وأصوات رجال الشرطة عند السجن المركزي القريب من السوق ، إنهم عصابة هجموا على السجن وحرروا المسجونين وقد قتلوا من الشرطة ثلاث أفراد ولاذوا بالهرب .

تأخذ فاطمة حاجتها بسرعة وتتوجه نحو الكراج المتجه نحو منطقة حي المعلمين حيث تنزل هي على الطريق وتتجه نحو بيتها .

ها هو المطر ينهمر ويتوقف ، كانت فاطمة جالسة بسيارة الكيا منتظرةً أن تمتلئ بالركاب حتى ينطلق السائق ، ولكن سوء الأحوال الجوية وخوفه من صولة ثانية للعصابة جعل السائق يركب سيارته ويذهب مع القليل من الركاب ..
تنطلق السياره نحو حي المعلمين وبعد المضي ربع ساعة تنزل فاطمة وتتوقف على جانب الطريق وقد حل الظلام تماماً والمطر انهمر بشدة .
كانت فاطمه تسير بذلك الدرب الذي ابتل بماء المطر وأصبح طيني ومن الصعب السير عليه دون أن تنزلق ..

كانت فاطمة تسير بحذر و هدوء عندما سمعت أصوات أخشاب صغيرة تتكسر ، توقفت لبرهة تشعر أن هناك أحد يمشي وراءها بحذر ، يختفي الصوت ثم تمضي قدماً وهي حذره وقد بدأت تسمع أن أحد قادم نحوها من الخلف فبدأت تتسارع نبضاتها والفتت وراءها وإذ بها تتفاجأ برجل قادم من الظلام يركض نحوها ، تترك ما بيدها من بضاعة وتهرب وهي تصرخ وتستغيث ، لكن الاشجار والطين جعلها تصبح فريسة سهلة ، بعدها تفاجأت بيدين تمسكانها وتسحبانها إلى الخلف بقوة ، حاولت فاطمة الهرب وهي تبكي وتصرخ ولكن يبدو أن تلك اليدين مثل السلاسل قديتاها ، وبعدها يدفعها ذلك الرجل ويسقطها على ظهرها فتبدأ بالزحف هرباً وقد اتسخت بالطين ، ولكن لا جدوى فقد رمى ذلك الرجل – وكان شاباً بعمرها – بنفسه فوقها واغتصبها بقوة..

حاولت فاطمة منعه فضربته على وجهه بظفرها وركلته ولكن لا فائدة كانت تنظر إليه ولم ترَ من وجهه سوى الظلام الكالح وقد صعبت رؤيتها قطرات المطر التي اختلطت مع دموعها ، كان معه مجموعة من الرجال الذين أحاطوا بها وقد وضعوا المصايبح الضوئية في عيونها ، لقد كانوا قاطعي طرق ونفس العصابة التي اشتبكت مع رجال الشرطة وهربوا فالتجؤوا إلى البستان .

تمر الليلة بكاملها وفاطمة فاقدة الوعي .. تفتح عيناها بصعوبة فتجد نفسها مقيدة ومرمية على الأرض داخل غرفة صغيرة ومظلمة لا تعرف أين هي أو ماذا حدث لها ، تحرك نفسها قليلاً فتشعر بالألم بكامل جسدها ، كل شيء حولها مظلم وهادئ لا تسمع شيئاً سوى أصوات أقدام تتحرك خارج الغرفة ، أرادت أن تنادي فجالت بخاطرها الأفكار أين هي الآن ومن الذي يتحرك خارج الغرفة المعتمة ؟؟

يمر شهر كامل وفاطمة ماتزال في تلك الغرفة ، كان يدخل عليها رجل كل ليلة يغتصبها في الظلام ومن ثم يخرج ، كانت تسمع في كل ليلة أصوات الغناء وأصوات رجال سكارى ، كانت فاطمة قد اعتادت على دخول الرجل إليها في مثل هذا التوقيت عندما سمعت أصوات إطلاق نار كثيف يطلق على غرفتها ، عندها سمعت أصوات النداء والذعر الذي حصل في الخارج فبدأت هي بالصراخ ، لقد علمت أن الجيش متواجد قربها وبعد دقيقة عم الهدوء المكان وكانت فاطمة المقيدة تنصت بحذر إلى أي حركة قد تسمعها ..

لم يمضِ الكثير حتى سمعت صوت باب الغرفة يفتح بهدوء مصدراً صفيره المزعج ، كانت فاطمة معصوبة العينين حينما سمعت أصوات أقدام تقترب منها بهدوء ، عندها ازدادت ضربات قلبها بشدة وأنزلت رأسها من الخوف ، لقد ظنت أنه نفس الرجل الذي يغتصبها منذ شهر لكنها تفاجأت حينما رفع العصابة من عينها لتجد نفسها أمام جندي ثم يسألها
– هل أنتِ بخير ؟
لم تستطع فاطمة الإجابة عندها يضطر الجندي إلى حملها ويخرج من الغرفة المظلمة لتتفاجأ بوجودها داخل منزلها وأنها كانت محبوسه بإحدى غرفه منذ شهر ، فكانت تطالع أرجاء البيت بغير وعي لتنظر إلى الطاولات المنتشرة في صالة البيت وعليها زجاج الخمر والمكسرات والسجائر ، وتطالع إلى جدران منزلها التي اخترقتها رصاصات الجيش والعصابة. 

لم يستطيع أفراد الجيش أن يمسكوا أو يصيبوا أحداً من أفراد العصابة ، فلقد لاذوا بالفرار تاركين فاطمة بغرفتها وذكريتها المؤلمة 

تمر الأيام بعد تلك الحادثة عندها تزداد ثقة فاطمة بنفسها فتبدأ بالعمل خادمة في البيوت ، ولم تخلو هذه المدة من التحرش من الكثير من الرجال الذين عملت في بيوتهم
، في نهاية اليوم تعود فاطمة أدراجها بمبلغ مالي يسد رمقها لليومين المقبلين ..

الساعه السابعه مساءً كانت فاطمة تجلس خارج المنزل بجنب النهر الذي يقع خلف بيتها وكانت قد وضعت السم في كأس الماء واتكأت على الشجرة ، أرادت أن تشرب ولكنها ما إن رفعت الكأس حتى شعرت بالغثيان والدوار ، وضعت الكأس على الأرض وبدأت تتقيأ وأخرجت ما في جوفها ، لقد استغربت من الأمر وفجأة تتذكر تلك الأيام ، أيام الاغتصاب. عندها تندهش ما الذي حصل و تتساءل في نفسها بخوف
هل هي حامل ؟؟

لم تطق فاطمة الانتظار ، أرادت الذهاب نحو الطبيب ولكن كان الوقت ليلاً ولا توجد سيارة توصل إلى المدينة .
تقوم متجهة إلى داخل البيت وتغلق الباب وتذهب نحو المغسلة ، تفتح صنبور الماء وتغسل وجهها وتنظر في المرآة وتتذكر المصائب التي مرت بها وتتخيل نفسها حامل ، إنها كارثة بالنسبه لها .
ترجع وتجلس على الكرسي الهزاز أمام موقد النار وتبدأ بالاهتزاز فتغمض عيناها بحزن وتنام …

عند الصباح كانت فاطمة تقف على جانب الشارع لتستقل إحدى السيارات للذهاب نحو سوق المعارف حيث أطباء السونار .
تركب فاطمة سيارة الأجرة وتمضي نحو السوق ، تنزل في بداية شارع دجلة وتتجه لتدخل عيادة الطبيب هيثم جواد طبيب السونار .
تجلس على الكرسي منتظرةً دورها وهي قلقة من النتيجة ، وعندما كانت سارحة بخيالها تسمع أحداً ينادي .. فاطمة ابراهيم أين فاطمة ابراهيم ؟
تلتفت نحو المنادي إنه السكرتير ، تقوم فاطمة من مكانها وترتب نفسها ، تتجه نحو غرفة الطبيب فدورها قد حان تدخل عليه وتجلس على الكرسي ثم تشرح ما حصل لها ليلة البارحة ، وبعد الكشف ..
– مبروك أنتِ حامل
هكذا قال الطبيب ، تتفاجأ فاطمة بهذا الخبر المزلزل الذي حل بها ، تخرج من العياده منذهلة و تتوجه نحو السوق .

سارت مع الناس وهي تنظر إلى الباعة الذين يحيطون بها وكيف كانت وجوههم تنم عن الشر المطلق الذي يكون داخل نفسيات البشر ، تسير بخطوات قلقة وهي تحتضن نفسها وتلتفت يميناً ويساراً فقد يكون أحد الرجال الذين هنا هو من اغتصبها فيفضحها وسط السوق ، عندها تركض وتبدأ بالبكاء وكان الناس ينظرون إليها باستغراب ، كانت في حالة يرثى لها فالشعور الذي مرت به لا يتمناه أي أحد ، أن تبكي وسط الناس وينظرون إليك كأنك مذنب ، مجرم ، لقد شعرت أنها وحيدة في هذه الحياة ومطاردة من قبل شخص لا تعرفه ، قد يظهر لها مره أخرى وقد يقتلها .

لقد حملت بمولود هو في الحقيقة خطأ ليس خطؤها ولكن يجب أن تحاسب عليه رغم أنها ليست المذنبة ، كان يجب أن تستحمل كل مدة الحمل وأن تتحمل ألم الولادة نتيجة خطأ رجل شهواني ظهر في الظلام واختفى في الظلام ..

كانت الأيام تمر بسرعة كعادة الأيام ، ومع مرورها كانت فاطمة تزداد تعاسة وجنوناً ، وقد بدأت بطنها بالانتفاخ ، حاولت الإجهاض لكنها لم تستطيع ، هي جبانة بطبعها ولا تقدر على إيذاء نمله فقررت بنفسها أن تنتقم من كل من ظلمها على طريقتها .. طريقتها هي أن تلد هذا المولود وتربيه مجرماً قاتلاً أكان ذكراً أم أنثى ، فهذا المولود هو خطأ المجتمع فعلى المجتمع تحمل خطئه .

بمرور الوقت تبدأ شخصيات جديدة تظهر على الساحة السياسيه للمدينة ولكن كان هناك شخصية ظهرت بقوة اسمها الزعيم سيف ، كان زعيم عصابة واستطاع تكوين شبكات من المتسولين وجمع حوله الشباب العاطلين عن العمل   وكان جل أفراد مجموعته هم مجرمين وقطاعي طرق ، كان يمتلك ملامح دكتاتورية ، صاحب شج في جبينه أضفى إلى ملامحه الشيطانية شعور الرعب والخوف منه ، كان غريب الأطوار حيث كان يرتدي ملابس الرومان من درع وعباءة ويضع سيف على خصره ، ويلبس التاج ويحب الحروب القديمة ،
كان هو من يدير المدينة مناصفة مع أعضاء حزب الحداثة الذين باعوا أنفسهم للزعيم سيف وأخلصوا له الولاء .

تمر سنة ويصبح عمر إحسان سنتين ، إحسان هو ابن فاطمة ، هو ابن اغتصاب وليس ابن شرعي ..
كان إحسان أسمر البشرة بملامح عابسة ، كانت أمه فاطمة تعزله عن الناس في هذا البيت المختبئ داخل بستان النخيل الكثيف ، كانت تطعمه كثيراً محاولةً جعله يكبر بسرعة ويصبح جسمه قوي ، وهذا ماتحقق لها حيث كان جسمه يبدو أكبر من عمره بكثير ، ليس طفلاً بعمر السنتين ، كان وكأنه بعر الخمس سنوات !

وقت الغروب السادسه مساءً كان إحسان يجلس في غرفة المعيشة على الكرسي بهدوء ودون كلام مرتدياً ملابسه الجميله مسرحاً شعره وماسكاً بيديه الصغيرتين قطعة شوكولاتة ، عندها يطرق الباب ، ينظر إحسان ولم يتحرك نحو الباب فهو قد اعتاد هذا الأمر .

تأتي فاطمة وتفتح الباب ، إنه زبون آخر يأتي في الليل جالباً معه العشاء وشهوته قد وصلت ذروتها ، يحتضن فاطمة وهو على عتبة الباب ويبدأ بتقبيلها بعشوائية وشهوانية مفرطة ، تسحبه فاطمة نحو الداخل وتغلق الباب ثم توقفه عن التقبيل وتأخذ العشاء وتتجه نحو المطبخ ، يدخل ذلك الرجل ويجلس على إحدى الكراسي المقابلة لكرسي إحسان ، كل هذا حدث أمام أنظار الطفل ، هو على هذا الحال منذ مدة ، لقد اعتاد على كثره الرجال الداخلين على والدته في أوقات متفرقة من اليوم ..

كانت فاطمة تتعمد أن تجعله يرى كل ذلك وأكثر حتى تصنع منه مجرماً سينتقم لها من كل أحد قد ظلمها ..

ماتزال قطعة الشوكولاتة بيده وقد سالت على أصابعه وهو ينظر بوجه ذلك الرجل صاحب الكرش المتدلي والأسنان التي صبغها التبغ وأنفاسه النتنة التي لوثت جو الغرفة ، ورائحة أباطه التي جلبت معها حشرات القمامة ، وملابسه الرثة المتسخه بدهن السياراة ، كان الرجل ينظر بوجه إحسان ويبتسم بحقد وخبث وكأن تلك الابتسامة تقول أنت ابن عاهرة .

تأتي فاطمة وقد أعدت العشاء الذي جلبه ذلك الرجل ووضعته على الأرض وجلست ، وكذلك الرجل بجنب فاطمة فجلسا معاً أمام إحسان الذي ظل جامداً في مكانه ولم يبدِ أي ردة فعل سوى النظر بعينيه البريئتين حين بدأ ذلك الرجل يقبل فاطمه وبدأ يقاربها أكثر ، يقوم إحسان من مكانه ويتمشى ببطء مولياً ظهره لهمت تاركاً قطعة الشوكولاتة على ذراع الكرسي ويتجه نحو غرفته الصغيرة يدخلها ويغلق بابها المهترئ المثقوب من كل جوانبه ، يتمدد على وسادته ويغلق مسامعه بيديه حتى لا يسمع أصوات ضحك ذلك الرجل المستمتع بألم امرأة وابنها .

يظل إحسان ممداً دون حركة لساعة منتظراً ذلك الرجل متى ينتهي و بعد مدة يسمع إحسان صراخ والدته يقوم فزعاً من مكانه ويركض نحو باب غرفته وينظر من إحدى ثقوب الباب ليرى ذلك الرجل قد انتهى من والدته ولم يدفع لها المال ،  فظلت فاطمة ممسكة بقدمه وهي ممدة على الأرض وتبكي بحرقه بينما ذلك الرجل واقف مشعلاً سيجارة ويرفع ببنطاله بعد أن أنزلته فاطمه حين كانت تجر به من قدمه ، وبعدها يرفس ذلك الرجل وجه فاطمة فيتخلص منها ويمشي مغادراً نحو الباب .

لم يطق إحسان صبراً بعد مشاهدة هذا المنظر ، يخرج من غرفته متوجها لذلك الرجل محاولاً ضربه ولكن الرجل دفعه بقوة نحو والدته لينام بجنبها وهو ينظر لها كيف هي منكسرة عندها يقبض راحة يده بكل قوته …

يتبــــــع

 

تاريخ النشر : 2017-11-26

guest
21 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى