تجارب من واقع الحياة

غلطة حياتي التي لن أنساها أبداً

بقلم : فاطمة الزهراء – الأردن

غلطة حياتي التي لن أنساها أبداً
أنا أفكر فيه كثيراً و أحلم به و أخاف أن أدمر حياتي مع زوجي الحالي

 سأعترف لأول مرة في حياتي بخطأ اقترفته منذ سنوات عديدة و لكني إلى اليوم أعاني ندماً شديداً و إحساساً متأخراً بالذنب بعد أن فات الأوان ، فقد تزوجت في سنين صبايا الباكر قبل أن أتم 18 سنة من رجل يكبرني بست سنوات ، كان وضعه المادي مستوراً و رغم ذلك كان يعاملني كطفلته المدللة و يحبني حباً كبيراً و لا يرفض لي طلباً مهما كان ، كان يجهد نفسه في العمل حتى يسعدني بالهدايا و الورود ، و لكني لم أكن أحبه و كنت أحب نفسي فقط و تعاملت معه بفوقية و أنانية ، كنت عنيدة و متطلبة مهما أهداني لا يعجبني شيء ، كنت أريد أن أعيش كصديقاتي اللاتي يهديهن أزواجهن الذهب و الرحلات و العطل في الفنادق الفاخرة ، خاصة أنني كنت أجملهن جميعاً و كان جميع من يراني يتغزل بجمالي و فتنتي و يعتبرونني غير محظوظة بزواجي من رجل غير ميسور الحال

 حتى عائلتي بعد سنة من زواجي ندموا على تسرعهم و لا حديث لهم سوى على حظي العاثر في زواجي ، و باتوا يحرضونني على طلب الطلاق علي أنال زوجاً غنياً يقدر جمالي و أنوثتي ، و لأني كنت مراهقة حينها أثر في كلام المحيطين بي و بدأت أتسبب في المشاكل لزوجي و أنكد عيشته و أقضي في بيت أهلي معظم أيام الشهر و لا أعود إلا بعد أن يحضر “جاهة” لإرجاعي و يتوسل و يقسم بأنه لن يغضبني ثانية مع أنه في كل المشاكل أكون أنا السبب ، حاول إرضائي بكل الطرق حتى أنه بدأ في التفكير في السفر للخارج عله ينال عملاً بمرتب أكبر

 و لكني كنت حمقاء و ضربت بحبه عرض الحائط و أصريت على الطلاق رغم توسلاته لي ، و حتى عندما تطلقنا كان أهلي يقولون لي : إياكِ أن تندمي على الطلاق فهو لا يستحقك ، أو ستتزوجين رجلاً أفضل منه بملايين المرات ، أو هو لا يليق بك فأنت كثيرة عليه و تستحقين رجلاً يقدر جمالك و يدللك كصديقاتك

لقد تزوجت بعد أقل من سنتين من طلاقي من صديق أخي و هو تاجر سيارات و غني و لكنه أكبر مني ب15 سنة و أنجبت بنتين و ولدين ، و قد وفر لي كل ما كنت أحلم به من الذهب و الرحلات و السيارة و البيت الكبير الفاخر و لكني لست سعيدة ، فرغم من مرور 12 سنة على طلاقي إلا أنني أحن دوماً إلى طليقي و أشتاق إلى رومنسيته و تلك الورود التي يحضرها يومياً إلي بعد رجوعه من العمل ، و كيف كان يساعدني في عمل البيت و يخاف علي ، لا أعرف كنت أظن بأني سأكون أسعد واحدة في الكون بزواجي من رجل ثري و لكن بعد شهور فقط من الزواج بدأت أشعر بالندم و الحنين لطليقي ، لقد ندمت خاصة بعد أن عرفت أنني أحبه أيضاً و لكني كنت حمقاء في تعاملي معه ، و لكن فات الأوان الآن ، انصحوني كيف أتخلص من هذا الشعور فأنا أفكر فيه كثيراً و أحلم به و أخاف أن أدمر حياتي مع زوجي الحالي.

تاريخ النشر : 2017-12-10

guest
81 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى