سينما ومرئيات

الخوف ضروري

 
بقلم : قاتل الاساطير – الجزائر

 

الخوف ضروري
احد افلام الرعب الهندية المميزة

 

كل من يسمع كلمة بوليوود تتبادر إلى ذهنه فورا السينما الهندية المكونة من رقص غناء ودراما ورومانسية واكشن .. لكن صدقوني ان أفلام الرعب التي أنتجتها بوليوود متميزة ومن عالم آخر , خاصة أننا في موقع كابوس لم نتطرق لهذه السينما , لذلك أحببت كتابة هذ ا المقال , فبرأيي بولييود هي قمة في الإبداع على الرغم من أنها أغرقت جمهورها في عاطفة جياشة لكنها أيضا أخرجته من روتين حياته الممل ليستمتع بساعات سحرية في بلاد العجائب التي ظلمها النقاد وقالوا أنها ميتة .

هنالك أفلام ستغير نظرتك إلى بوليوود , ومنها فيلمنا لهذا اليوم , دارانا زاروري هاي , أو “الخوف ضروري” , انتاج عام 2006 , وهو عبارة عن عمل فني هندي كبير من 108 دقيقة وشارك فيه العديد من ممثلي بوليوود المتألقين في مقدمتهم اميتاب باتشان الأسطورة , وأنيل كابور الرجل الشاب , وشارك في إخراج الفيلم نخبة من المخرجين المتميزين , لأن الفيلم كان عملا مشتركا بين عدة مخرجين.

البداية الترويجية للفيلم

الخوف ضروري
تطلب منه امه ان لا يذهب عن طريق المقبرة

البداية تتحدث عن رجل بدين يدعى ساتيش (مانوج باهوا) يعيش مع والدته , ولديه عادة مشاهدة أفلام بوليوود السينمائية في المسارح كل يوم جمعة . وكعادته ذات يوم جمعة كان يتأهب للذهاب لمشاهدة فيلم فحذرته والداته من عدم الذهاب للمدينة على طريق المقبرة القديمة في الغابة كما كان يفعل أختصارا للوقت , قالت له بأن هذه الجمعة تصادف يوم 13 من الشهر , كما أنها ستشهد  ليلا ولادة قمر جديد , والسحرة قد تظهر في هذا الوقت.

لكن ساتيش استهزأ وسخر من كلام والدته ولم يأخذ كلامها على محمل الجد , وأخذ طريق المقبرة المختصر كعادته ووصل بأمان إلى السينما , وهناك أشتري وجبة طعام وشاهد فيلمه ثم انطلق عائدا للديار وقد اتخذ طريق المقبرة من جديد سبيلا لرجوعه إلى المنزل .

وبينما هو يمشي سمع أصوات أقدام , فشهر بالرعب وبدأ بالهرب , ليجد أمامه فجأة ساحرة فيسقط أرضا من شدة الرهبة والرعب , ومن شدة ذعره مات .. واتضح لاحقا أن أصوات الخطوات التي سمعها لم تكن في الواقع سوى قعقعة العملات المعدنية في جيبه , أما الساحرة التي رآها فقد كانت في الحقيقة صورة على ملصق ترويجي لفيلم سينمائي أسمه “دارانا زاروري هاي” .. أي فيلمنا الذي نتحدث عنه الآن!.

الأطفال وساحرة البيت المسكون

الخوف ضروري
الاطفال يصلون لمنزل فيه عجوز وحيدة

يضم الفيلم ست قصص رعب , والمدخل إلى هذه القصص يكون عن طريق خمسة أطفال يضلون طريقهم وسط غابة في جو عاصف حتى يصلوا إلى منزل مسكون. داخل المنزل يجدون سيدة عجوز تأمرهم بأن يبقوا عندها حتى تتوقف الأمطار عن السقوط وتوافق على إخبارهم بست قصص مرعبة ويتنافسون جميعا على الشخص الذي يستطيع الجلوس إلى انتهاء القصص دون أن يصاب بالرعب.

القصة الأولى : الشبح المتوهم

الخوف ضروري
البروفيسور وتلميذه

عن بروفسور أسمه سونيل خانا (أميتاب باتشان) يعطي درسا في منزله لأحد طلابه في مجال التكنولوجيا الحيوية , الطالب أسمه ألتاف (ريتيش ديشموخ) . الغريب أن الأستاذ يشير كل دقيقة إلى شخص ما في منزله , مرة يكون في المطبخ , ومرة يكون في غرفة الطعام , ومرة في غرفة الجلوس , مع أنه لا يوجد أحد … فبدأت تظهر على الطالب مظاهر الانزعاج والارتياب ويقرر الرحيل . لكن عندها يحذره البروفسور من مغادرة البيت الآن , لأن الشبح سيسعى وراءه إن فعل ذلك. فيسأل الطالب أستاذه حول الشبح , فيخبره أن الشبح يشبهه ويحاول أن يتقمص شخصيته , إلا أن لديه وجها داكنا ويرتدي قبعة . فيحاول الطالب المرعوب الهرب , لكن البروفيسور يمسكه ويأخذه إلى المرآة , فيظهر انعكاسه فيها , ويكون ذو وجه داكن ويرتدي قبعة!.

 

بعد سماع هذه القصة يذهب احد الأولاد الخمسة إلى الحمام لكنه سرعان مايعود على شكل شبح وتكمل العجوز قصصها.

القصة الثانية : الأرواح تأتي حقا!

الخوف ضروري
زوجي مات قبل سنتين

القصة الثانية هي عن مصور، كونال (أرجون رامبال) يجد نفسه قرب منزل بعد أن تحطمت سيارته ولا يجد حلا الا طرق باب ذلك المنزل , فتفتح له امرأة جميلة تدعى فارشا (بيباشا باسو) وتدعوه للدخول , وتخبره أنها تعيش وحيدة منذ وفاة زوجها راهول قبل عامين , ويطلب منها استعمال الهاتف لمحاولة طلب ميكانيكي لتصليح سيارته , فتسمح له بذلك ثم تخرج وتتركه لوحده , فيحاول إجراء مكالمة هاتفية ليجد فجأة رجلا يقف خلفه ويقول أن اسمه راهول (ماكراند ديشباند) , فيصاب كونال بالخوف , ويقول للرجل أن امرأة أسمها فارشا فتحت لي الباب قبل قليل وقالت لي أنك مت قبل عدة أعوام. فيتعجب راهول من كلامه , ويقول له أن زوجته فارشا هي التي ماتت منذ عامين!.

كونال المرعوب يرفع رأسه ليرى فارشا تقف عند الدرج فيصاب بالذهول , فيتدخل الزوجان ويخبرانه بأنهما كانا يمازحانه لاغير , وبأن كلاهما على قيد الحياة . الزوجان يجلسان مع كونال ويحدثانه عن الأشباح , فارشا تخبره بأن راهول حاول استدعاء الأرواح وإحضارها إلى الأرض , ثم يحاولان عمل مقلب آخر فيه .. لكن كونال يقاطعهم ويقول انه في عجلة من أمره. عندها يبدأ راهول بلعب دور محضر الأوراح ويحاول ان يستدعي روح ميكانيكي .. وماهي إلا لحظات حتى يسمع الثلاثة الباب يدق فيذهب راهول خارجا للتحقق فيجد عامل إغاثة يطلب منه أن يتصل بالشرطة لأن سيارة تحطمت أمام منزله , راهول ينظر إلى السيارة المحطمة ويصرخ مرعوبا , فتخرج فارشا إليه , ويظهر الرعب على وجه الأثنين , لأن داخل السيارة المحطمة وفي المقعد الأمامي يجلس السائق ميتا .. وذلك السائق الميت يكون هو نفسه كونال .. الشاب الذي حاولا عمل مقلب فيه .. أي أنه هو الشبح .. ثم نراه يخرج من المنزل ويقف إلى جواره جثته القابعة في السيارة ويقول للزوجان بصوت بارد : ” أن الأرواح تأتي عندما تستدعيها , لكن في بعض الأحيان اعادتها مرة أخرى يصبح صعبا جدا” .. ثم يضحك بخبث.

بعد هذه القصة، طفل آخر، روهان، يذهب إلى الحمام لكنه أيضا يعود شبح.

القصة الثالثة : لا يتم توقع الحوادث أبدا

الخوف ضروري
ارجوا ان تشتري بوليصة تأمين

القصة الثالثة تدور حول زوجين، فيشواس (سونيل شيتي)، وزوجته (سونالي كولكارني) الذين يعيشون مع ابنهما، تشينتو .

ذات يوم يزورهم وكيل التأمين برابهاكار بانديت (راجبال ياداف) الذي يحذرهم من مخاطر الحياة وان الحوادث لا تتوقع أبدا ويحاول اقناع الزوج بعمل بوليصة تأمين على الحياة . لكن فيشواس يقوم بطرده من البيت , لكن بعد برهة يعود جرس المنزل للرنين مرة أخرى , فيفتحون الباب ولا يجدون احد هنالك فيعودون للمنزل , لكن الجرس يعود للرنين مرة أخرى وعندما فتحوا الباب وجدوا الوكيل الذي طردوه قبل قليل والذي يدعي أنها تمطر في الخارج بغزارة وأنه قد نسي مظلته في الداخل . فيدخلانه إلى المنزل , ويحاول اقناعهما من جديد بأن مفاجآت الحياة لا يمكن توقعها الموت يمكن أن يداهمها في اي لحظة وبطرق شتى , ولأثبات وجهة نظره يخرج العديد من الأشياء من حقيبته مثل سكين وحبل ومسدس .. وجميعا طرق مختلفة للموت ..

الزوج فيشواس يتعب منه ويطلب منه الخروج وعدم قول المزيد من الترهات , عندها يأخذ الوكيل المسدس ويهدد فيشواس وعائلته , فيتعارك الاثنان مما يؤدي إلى إطلاق نار عن طريق الخطأ على الوكيل والذي قبل موته كما لو أنه أراد تأكيد وجهة نظره بالقول : “انظر ياسيدي .. لا يتم توقع الحوادث أبدا” ! .

بعد هذه القصة، طفل آخر، أديتي، يترك الغرفة للحصول على المياه ويعود مع نفس المصير كما حدث مع الطفلين السابقين. وتستمر العجوز في إلقاء قصصها على الأطفال.

القصة الرابعة : شبح الاختبار

الخوف ضروري
وجد فتاة على قارعة الطريق بحاجة لتوصيلة

مخرج أفلام كاران شوبرا (أنيل كابور) قرر أن يصنع فيلم رعب . وفي طريقه إلى المنزل التقى مع فتاة جميلة تدعى ريا (ماليكا شيراوات) كانت تقف على قارعة الطريق تريد توصيلة , فيوافق على توصيلها , وفي الطريق يخبرها بأنه مخرج أفلام وأنه يبحث عن فتاة مناسبة ليعطيها دورا في فيلم الرعب الذي يعتزم اخراجه. بالمقابل ريا تخبره بأنها شبح , فيعتقد كاران أنها تلعب معه وتمزح فقط , فقالت ريا أنها تمزح حقا .

عندما يضرب الطقس العاصف كاران يأخذ ريا إلى قصره ليجد الكهرباء مقطوعة والأضواء مطفأة , وفي الظلام يشاهد وجه ريا بدأ يتلطخ بالدم , لكنه لا يرتعب ويظن بأنها مازالت تمزح معه , ثم يبدأ صوتها يتغير وتتحدث معه كأنها شبح حقيقي , فيدب الرعب في قلب كاران هذه المرة ويسقط على الأرض ميتا من شدة الصدمة!. فتخلع ريا قناعها الوهمي الملطخ بالدم وتنزع المكرفون الصغير الذي كانت تخفيه في ملابسها وتكشف له أنها مجرد مزحة وإنها هي الفتاة التي اختارها هو للعب دور البطولة في فيلمه الجديد وأنها فعلت هذا فقط لتعرف رأيه عنها .. ولكن فات الأوان الآن على أي حال لأن كاران كان يرقد ميتا بالفعل في غرفة نومه الخاصة.

بعد هذه القصة، طفل آخر يترك الغرفة للحصول على المياه ويصبح أيضا شبح.

القصة الخامسة : انتقام العروس

الخوف ضروري
يصبح مجمدا بعد رؤية وجهها

القصة خامسة تركز على أجاي (رانديب هودا)، شاب يقود على الطريق ويستمع للموسيقى ثم يجد أمامه شابه تقف على قارعة الطريق السريع وعندما ينزل من سيارته ويقترب منها يصبح مجمدا بعد رؤية وجهها . بعد فترة وجيزة يستيقظ اجاي ليجد نفسه في السجن وانه متهم بقتل رجل .

ضابط شرطة الذي يقوم بدوره الممثل (زاكر حسين)، يجلب أم الضحية إلى مركز الشرطة لترى قاتل ابنها , لكنها تكتشف أن اجاي تملكته روح امرأة , ليتضح بأن تلك الروح تعود لزوجة ابنها سانديا .

أم الضحية اعترفت أنها هي وزوجها وابنها احرقوا الزوجة الجديدة لأبنهم حتى الموت , وأن روحها قد عادت للانتقام.

في هذه اللحظة تكشف سانديا عن نفسها وتبدأ بالتحدث على لسان اجاي قائلة إنها تمتلكه وأنها تلبست جسده ليقوم بقتل زوجها .

بعد ذلك روح سانديا تتلبس بجسد الضابط وتجعله يطلق النار على والدة زوجها وعندما تترك جسد الضابط ينهض هذا الأخير ويدرك ماذا حدث له فيشعر بالرعب ويدفن جثة الأم سرا ويقوم بإطلاق سراح اجاي .

اجاي يعود إلى المدينة بسيارته وسط جو عاصف , وفي الطريق ينظر في المرآة فيرى روح سانديا تجلس في المقعد الخلفي للسيارة وتقول له أن والد زوجها قد غادر المدينة من اجل الأعمال وإنها يجب أن تكمل انتقامها بقتله , لكنها ستقوم بالعمل بمفردها هذه المرة وأكدت لأجاي أنها لن تضره وانه كل ما عيله فعله هو إيصالها إلى منزل والد زوجها. جدير بالذكر أن هذا الجزء الأخير قد تعرض لانتقادات شديدة من قبل الجمهور الهندي لأن حسب معتقداتهم فأن الأرواح والأشباح قادرون على نقل أنفسهم بحرية دون الحاجة لمساعدة الوسائل التي يستخدمها البشر.

القصة السادسة : النهاية

الخوف ضروري
العجوز تبتسم بخبث

بعد انتهاء كل القصص صبي واحد اشو أدعى انه لايزال غير خائف من قصص العجوز , فتبدأ العجوز بالضحك بخبث وتنطفئ أضواء المنزل فجأة ..

اشوا لايدري ماذا يحصل من حوله , ثم تشتعل الأضواء من جديد فيرى انه وحيد في الغرفة ولا يوجد احد من أصدقائه أو العجوز .. ومرة اخرى تنطفأ الاضواء ثم تشتعل وهذه المرة يجد أصدقائه وجميعهم الآن قد تحولوا لأشباح ويبتسمون بشكل غريب ومخيف.

وتظهر العجوز من جديد على كرسيها وهي تبتسم بخبث , فيدرك الصبي ماذا يجري ويحاول الهرب , لكن جميع الأبواب تغلق , وينظر اشو مرة أخرى خلفه ليرى العجوز خلفه وشعرها ابيض منفوش وعلى وجهها ابتسامة قاتلة فيصاب الطفل بنوبة قلبية ويموت في مكانه.

في صباح اليوم التالي تأتي الشرطة ووسائل الإعلام وتقوم الشرطة بإبعاد جثث الأطفال القتلى . خادم البيت يخبر ضباط الشرطة أنه منذ وقت طويل كان المنزل يعود لسيدة مسنة تحب الأطفال ولكن للأسف لم يكن لديها أطفال , ويوضح أنه مرة تركها لعدة ساعات ذات يوم ليجلب لها بعض الأدوية وعندما عاد وجدها ميتة.

المقطع الختامي للفيلم

ينتهي الفيلم بمراسل يقرأ القصة المأساوية لرحلة تخييم الأطفال التي تحولت إلى كابوس . ويقول أن السبب الدقيق لوفاة الأطفال لازال غير معروف ومن المرجح أن لا يعرف أبدا , ومع ذلك فأن هناك شيء واحد مؤكد وهو أن كل الأطفال ماتوا بسبب السكتة القلبية نتيجة تعرضهم لرعب شديد.

ملاحظة :

هنالك فيلم هندي اصدر عام 2003 اسمه دارنا مانا هي بمعنى الحصول على الخوف ممنوع وله نفس اسلوب فيلمنا وله نظام قصصي يتكون من 6 قصص وقد يكون الجزء الاولي لفيلم دارنا زروري هي ويشارك فيه ممثلين رائعين مثل سيف علي خان وشيلبا شيتي فيفك اوبروي بالاضافة الى اسماء كثيرة.

مصادر :

Darna Zaroori Hai

تاريخ النشر : 2017-12-16

guest
64 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى