تجارب ومواقف غريبة

عاملة المنزل

 
بقلم : Maha – سلطنة عمان

 

دون أن تفعل شيئا سوى التحديق في كل من يدخل الغرفة بشكل مخيف ..

 

انتشرت مؤخرا الكثير من قصص الخادمات التي دارت معظمها حول تعنيف الأطفال وأخرى حول التصرفات الغريبة التي تصدر منهن وغيرها….حتى أن من يحصل على عاملة جيدة (لن أقول ممتازة فليس هنالك من يخلو من العيوب) أصبح يعد محظوظا…..

عموما ما أردت التحدث عنه هو عن خادمتنا الجديدة وعن تصرفاتها المخيفة التي عانينا منها فعلا…

كل شيء بدأ حينما أحضرناها إلى منزلنا لأول مرة وبدت في بداية الأيام عاملة مجدة نشيطة لا تتعب ولا تكل وكنا نحسب أننا محظوظون لاختيارها ولكننا في الحقيقة كنا عكس ذلك تماما…

لا تتعجب عزيزي القارئ إن قلت لك أنها كانت تنام معنا في غرفتي أنا وأختي، لأن غرفة العاملة كانت مشغولة في تلك الأيام ولا أود الدخول في التفاصيل…

عموما في اليوم الأول عندما دخلتُ الغرفة للنوم كان من المفترض أن تكون نائمة في سريرها ولكنها كانت فقط تجلس على سريرها من دون أن تفعل شيئا سوى التحديق في كل من يدخل الغرفة بشكل مخيف وهكذا استمرت في فعلها هذا أياما عديدة حتى أصبحت لاأطيق الأمر فلم أعد أنام في الغرفة لهذا توجهت للنوم في الصالة حيث كانت أمي تنام مع أختي المربية لفترة مؤقتة حتى تساعدها في أمور طفلها وتدريجيا أخذ إخواني ينامون معنا في الصالة وهكذا أصبحت الصالة غرفة نوم كبيرة لنا جميعا عدا أختي التي ظلت تنام مع تلك الخادمة في الغرفة لوحدها وكانت تأبى النوم معنا حتى جاء ذلك اليوم عندما كانت أختي مشغولة بهاتفها ليلا في سريرها والعاملة كانت كعادتها تجلس على سريرها دون فعل أي شئ…فجأة نهضت من سريرها وتوجهت الى نقاط المصابيح وأغلقت المصباح ووقفت في مكانها وبعدها فتحت المصباح مرة أخرى وعادت إلى السرير!!!!

كان ذلك كافيا ليُخرِج أختي من الغرفة وتنام معنا….ولكن تصرفاتها لم تقف إلى هذا الحد فأصبحنا كل يوم نستيقظ من النوم لنراها تقف عند باب الغرفة تحدق فينا واحدا تلو الآخر في صمت ونحن نيام…وكانت أختي الكبرى_وهي عصبية الطباع_دائما ما تعاتبها بحدة وتأمرها بدخول الحمام (أكرمكم الله) ، لتنظف أسنانها طبعا ، ولا أخفي عليكم أن صراخها كان عاليا لدرجة أنني كنت دائما ما أنهض الصباح بسببه ولكن ما كان يثير حيرتنا هو رد فعل العاملة البارد حيث كانت تحدق فيها بكل برود من دون أن تتحرك وأختي تبذل جهدها في النزاع بينما هي كالصنم،وإن تحركت ستفتح باب الحمام (أكرمكم الله) وستقف بجانبه وتكمل التحديق فيها،أصبح هذا أمرا عاديا نعده روتينا يوميا…

المهم في يوم آخر كانت جالسة وحدها بالمطبخ من دون فعل أي شئ فأمرتها أمي بالذهاب إلى النوم كي ترتاح قليلا وكانت كل ما تفعله كعادتها هو التحديق من دون أن تفعل شيئا (مع العلم أنها صامتة طوال فترة مكوثها معنا مما جعلنا نظن أنها لاتنطق العربية) ولكن بصورة مفاجأة ومن دون سابق إنذار تحدثت بجملة كاملة (لا أريد النوم لماذا أذهب إلى النوم؟أنا لست تعبة) ، بالطبع عربية متكسرة ، لقد اندهشنا كثيرا عندما سمعنا ذلك الكلام يخرج منها!!!كيف تحدثت بهذه الطريقة وقد كانت صامتة طوال تلك المدة من دون أن تنطق بأي حرف؟؟!!

تزايدت مواقفها الغريبة يوما بعد يوم….ففي أحد الأيام كنت أذاكر دروسي بغرفتي ودخلت فجأة بالمكنسة كي تنظف الغرفة ولكنها وقفت مكانها فجأة تحدق فيني ،وأقولها لك بصراحة أخذت واقفة تحدق فيني ما يقارب نصف ساعة وربما ستسألني لمَ لم أخرج؟؟؟ لأنني كنت خائفة منها…كنت أتصور أن أنهض وتنقض علي فجأة وتخنقني…أعلم أن مكوثي في مكاني كان أمرا غبيا ولكنها كانت مخيفة حقا….إلى أن دخل أخي الأصغر الغرفة فتشجعت وخرجت منها بسرعة وخرج هو ورائي ورحت أسترق النظر فرأيتها تقلّب أوراق كتبي!!!!لا أعلم مالشئ الجميل في تلك الكتب التي لطالما أثارت غثياني؟؟؟ولا أعلم أيضا لمَ أنا بالذات التي كانت تحب التحديق فيّ كثيرا؟؟حتى أن أهلي لاحظوا هذا الأمر وكانت أمي تنصحني بأن أبتعد عنها قدر المستطاع،فمثلا عندما أصلي تقف عند الباب حتى تحدق فيّ إلى أن أنتهي من الصلاة وعندما أذاكر دروسي أراها فجأة تقف عند الباب لتمارس عادتها المخيفة وعندما كنت مع أمي بالمطبخ كانت تقف خلفي تحدق بي فخرجت من المطبخ وجلست في الصالة وخرجت هي ورائي ووقفت متكأةً على الجدار تحدق بي فتنقلت إلى كرسي آخر كي لا تراني ولكنها تقدمت كي تكمل التحديق!!!!

تضايقنا من تصرفاتها كثيرا في أحد المرات أخذت أمي تعاتبها على عدم تنظيفها وأمرتها بكنس المطبخ وخرجت أمي وتوجهت نحونا وهي تشتكي من تنظيفها فسمعنا بصوت المكنسة يسقط على الأرض بقوة كأن أحدا رماها بعصبية فتوجهت نظراتنا جميعا إلى المطبخ ورأيناها تقف عند باب المطبخ تحدق في أمي بعصبية….

عندما كنا نخرجها، دائما ما تعود متعكرة المزاج وتأبى أن تأكل شيئا، في يوم ما خرجت مع أمي إلى منزل عمتي وعادت متضايقة جدا وأخذت تغمض عينيها وتسند رأسها بالجدار عموما كنت بالمطبخ أعد لنفسي وجبة ما فدخلت ووقفت ورائي وأخذت تصدر صوتا غريبا وكنت ألتفت إليها وأسألها ماذا؟؟فتهز رأسها بالنفي كأنها لم تقل شيئا!! وأخذت تكرره ثلاث مرات وكلما سألتها ترد بالنفي….

في نهاية الأمر لم نستطع تحملها فأرجعناها إلى المكتب وبعد عدة أيام أخذها شيخ من الشيوخ لتعمل معهم فاكتشف أنها مسكونة بالجن!!!حيث أتصلوا بنا مجددا وأخبرونا عنها!!!

لم أتخيل أن من كان يحدق فيني طوال تلك الفترة كان جنيا!!ولم أتخيل أن من كان ينام معي بالغرفة كان جنيا!!!من يدري؟؟؟ربما كانت تنهض من الساعة الثالثة فجرا لتقف وتحدق فينا واحدا واحدا طوال هذه المدة؟؟

على العموم بعدها بفترة أحضرنا عاملة غيرها ولم تكن أفضل منها في نظافتها….لقد شبعنا واكتفينا من عاملات المنزل….ونصيحتي لكم أن تتحدثوا إلى عاملات المنزل قبل اختيارها بالمكتب وتعرفوا أسباب رفضها من المنازل الأخرى إن كانت كذلك…فهذا كان الخطأ الذي ارتكبناه حيث أننا حتى لم نتكلم معهن قبل اختيارهن…عذرا إن أطلت بالموضوع.

 

تاريخ النشر : 2015-01-26

guest
98 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى