تجارب ومواقف غريبة

انتبهي ستظهر لك الآن !

 
بقلم : بشاير محمد – اليمن

 

كانت نظراتها باردة جدا وتخلوا من أي تعابير

قصتي لا تكاد تعدو عن كونها حلقة من حلقات مسلسل رعب متقطع أعيشه في حياتي .. فما هي إلا تتمة لأحداث متوالية بدأها انتقالنا للعيش في منزل لمدة مؤقتة .. وددت كثيرا أن أشارككم تجربتي في ذاك المنزل ولكن حاليا لا أشعر بأني مستعدة لذلك بيد أن قصة أحد الأخوات ( روح الأنين – أنا والعالم الآخر ) أعادت لي جزء من أحداث هذه القصة الغريبة ..

قبل قرابة السنتين – بعد أن انتقلنا من ذلك المنزل الكئيب – كنت معتادة على النوم في صالة المنزل , ولا أخفيكم أني كنت وقتها لازلت متأثرة بما جرى في ذلك المنزل الغامض على الرغم من مرور عدة سنوات على انتقالنا منه , والسبب وراء نومي هناك هو أني كنت اسهر على واجباتي وبحوثي في الصالة وانهي يومي الشاق بالتمدد هناك حتى يرن منبهي عند الساعة الرابعة فجرا فأستيقظ لاستعد للذهاب إلى جامعتي .. وفي أحد تلك الأيام وبعد أن انتهيت من التزاماتي , كالعادة نمت على كنبتي المفضلة وبدأت الخوض في أحلامي التي تكون في اغلب الأحيان ” مضحكة ” ليس لها أي تفسير أو ترتيب في الأحداث إلا ما ندر منها .. بينما كنت أرى أحد تلك الأحلام المضحكة , كان هنالك في الحلم صوت يقول لي بين الحين والآخر – بالعامية – ” انتبهي الحين بتطلع لك ” , فكنت أرد وأقول ” ما عليك أنا منتبهة ” , يمضي القليل من الحلم ثم يعود الصوت من جديد ” انتبهي الحين بتطلع لك ” ورددت مرة أخرى ” ما عليك أنا منتبهة ” , وتمضي أيضا أحداث الحلم ليعود ذلك الصوت مجددا ” انتبهي ترى الحين بتطلع لك ” لأضجر بعدها وأقول ” يووه خلاااص أناا منتبهة ” , أقسم بالحي القيوم الذي لا إله إلا هو أني فتحت عيني لأراها واقفة عند أقدامي !!!!!

يا إلهي مااا هذا ؟؟؟

ذكرت الله كثيرا وسريعا حتى اختفت أماااام نااااظري !!

أيعقل أن يكون هذا حقيقيا ؟

أيمكن أن أراهم بعيني مباشرة ؟

أيحدث هذا لي أناااا ؟؟

 

رغم كل الأحداث التي حصلت لي في ذلك المنزل إلا أنها لم تكن جلية هكذا !!

لم أرهم بأم عيني وأشعر بهم بكامل حواسي هكذاااااا؟

ربما يتساءل البعض منكم ” كيف كان شكلها ” !

لم تكن مخيفة على الإطلاق ,, لم تكن بشعة البتة ,, بل كانت طفلة أقرب ما تكون للكمال في رسم ملامحها وملبسها وتشذيب شعرها !! من تكون ولماذا ظهرت لي بهذا المنظر المسالم ؟

كانت نظراتها باردة جدا وتخلوا من أي تعابير وكأنها تمثال وضع أمامي !! بل هي كالدمى تماااماا !!

يالله !

 

رفعت ناظري للأعلى وأنا أتعرق بشدة وضربات قلبي تكاد تومئ بانفجار صدري .. أيعقل أن يكون ذلك واقع ؟

ماذا لو ظهرت لي بشكل آخر ؟؟ ماذا كان سيحدث لي ؟

مضيت قرابة العشر دقائق وأنا ارتعش مما حدث حتى استجمعت قواي ونهضت لأتوضأ وأصلي ..

 

مضى يومي غريبا بعض الشيء , ولن يلومني أحد على ذلك بعد ما رأيته !

ليحدث بعد ذلك أمر محير أكثر, حيث اتصلت بي ابنة خالي لتسألني ” بشاير هل أنت بخير ؟ ”

قلت لها نعم ولكن لماذا تسألين باهتمام وخوف على غير العادة ؟

قالت ” حلمت حلما غريبا بشأنك ” , سألتها وما هو ؟

ردت ” حلمت أني زرتكم وكنت تصرخين و تبكين في الصالة متمسكة بي وتشيرين إلى إحدى الزوايا قائلة انظروا إنها هناااك انظرواا .. وعندما كنا ننظر لا نرى أي شيء وكنت تزدادين رعبا وخوفا وتقولين كيف لا ترونها انظروا إنها أمااامي !! ” ..

 

ياااااله من يوم جميل !!

أيمكن أن يكون ما حصل لي وما حلمت به ابنة خالي اجتمع على محض الصدفة ؟

أيمكن أن تسوأ الأمور أكثر من ذلك ؟؟؟

 

لا يمكنني أن أعبر عما شعرت به في ذلك اليوم العجيب .. حتى أني عندما أخبرت أمي بكل ذلك رمقت في عينيها نظرة الرعب والخوف .. وكانت تأتي لتتفقدني من الوقت للآخر بحجة أنها تبحث عن شي ما .. لكنني كنت أعلم في قرار نفسي أنها تريد الاطمئنان علي ..

 

كل ذلك بدأ معي منذ أن وطأت قدمي ذلك المنزل الـ … ؟؟؟

لا اعلم بماذا أصفه .. حتى وبعد أن انتقلنا منه لازلت متأثرة به وبما حدث فيه .. كيف لا وقد خلف في داخلي وصمة رعب لم أتخيل في حياتي أني سأضعف واستسلم لمخاوفي بسببها على الرغم من اهتمامي بعلم الماورائيات وبحثي الدائم عما استجد فيه ..

 

تاريخ النشر : 2015-02-08

guest
21 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى