تجارب ومواقف غريبة

العائد بعد غياب

 
بقلم : فرح – مصر

 

يجعلونه يقوم فى انصاف الليالى ويخبط رأسه فى الحائط

من المؤلم ان تتقابل مع اكثر الاشخاص قربا الى قلبك بعد غياب اكثر من عام ونصف ولكن الأكثر ألما عندما تعرف تفاصيل رحلة الغياب تلك وكم المأساة التى فحواها . تلك القصه لم تحدث لى تحديدا بل حدثت لمن كنت مرتبطه به سابقا وهو قريبى بالوقت ذاته ، ففى يوم جاء مع اهله او بالأحرى مع خالته لأن ابواه قد توفيا فى سن مبكره وحينئذ تقابلنا ، وجهه تعابيره عاديه لاريب من ان الحسره كانت تملؤها ولكن لم نتحدث فى ما يخصنا مطلقا بل دار الحديت على موقف لا يحسد عليه مطلقا ،  فجلست انا وهو وابنه خالتى الكبرى ليقص علينا ما حدث وهو للأسف ان مجموعه من رفاقه الطائشين والمدللين احبوا التسلل الى العالم الآخر فكان من ضمن شلتهم فتاه تتقن والدتها السحر والشعوذه والاتصال واستحضار الارواح فهبت فكره طائشه لأحدهم بامتلاك جن خادم فوافقته الفتاه ودلته على طريقة والدتها ، انعش الموضوع حماسه الشله التي كان من ضمنها مصطفى (اى قريبى ) ، اجتمع الشباب واتفقوا على تقسيم الادوار ، فعلى احدهم احضار العطاره ، وعلى احدهم التطوع بأن يكون بوابه لأستقبال الجن ، واحدهم يحضر التعويذه المطلوبه ، ووقع الاختيار على مصطفى بأن يهيئ المكان اللازم للجلسه فمن المناسب ان تقام الجلسه الجنونيه السريه تلك فى بيت بعيدآ عن عيون الناس فى منطقه هادئه لا تدخلها خيوط الشمس ويعيش فيها الشاب وحيدا بلا اب او ام أو اخت كبرى نادرا ما تزوره ، فأجتمعوا فى جلسه خماسيه وكان الجنون يقودهم ودلت الدجاله احد الشباب على المكونات اللازمه للتحضير وكان كالآتى : التعويذه والانشاد وكميه من البخور وكميه من الطقش المغربى وكانت ستستدعى اربع افراد من الجن مسالمين لخدمة الانسان ولكن طمع ذلك الشاب فى خدمة الجن فكان يتوجب عليه وضع نصف كميه الطقش والبخور بينما هو وضع الكميه كامله وعاد ذلك عليه بالخراب فحضر ثمانيه .. اربعه من المؤذيين .. ثلاثه من الخدام العامرين .. وواحد مسلم .. واصبح الشاب تسليتهم .. فالمسالمين كانو يقودون الشاب لعقد صفقات و مقاولات حيث لاحظ الاخرين الثراء الفاحش عليه و اما مهمه اضدادهم المؤذيين فهي ان يعذبوا الشاب حيت يجعلونه يقوم فى انصاف الليالى ويخبط رأسه فى الحائط مرددآ طلاسم قويه لدرجه ان مصطفى قد حفظها وكان يخبطها حتى تأتى بدماء ونزيف حتى ان يغشى عليه …

اما الدجاله فكان لها نصيب من الاذى فخربت حياتها وطلقت واما مصطفى فجاء دوره فعندما تدهورت حالته قرروا صرف الجن منه فجاء شيخ ليقرأ عليه صرف الأربع مسالمين وجاء ذلك بسهوله لأن كان بينهم مسلم قرر عدم العوده الى جسد الفتى اما الاربعه المؤذيين فقد أبوا بشده الخروج قبل الاخذ بثأرهم من الشاب ولكن قرر الشيخ مكافحتهم بالقوة فقرأ القرآن واثار غضب احدهم وخرج لهم بصوره كادت ان تشعل الشيب فى رؤوسهم حيث كان يفوق الأربع امتار ولونه كحمره النار وفمه ازرق واسع وعيناه كالمثلثات المقلوبة ولم يكن جسمآ بل كان عباره عن هاله او شبح ولكن عندما خرج كان على الحوائط صور لآيات قرأنيه فأخذ يصرخ ويقفز من حائط للأخر الى ان انتهى المطاف به فى الحمام فدخله ولم يظهر ثانيه لذلك اصبح بيبت مصطفى مسكونآ وذلك نصيبه من العقاب ..

عندما كان يحكى كنت اضحك مستهزئة منه لأنه كان لم يؤمن بذلك من قبل لا الارواح ولا الجن .. ولكن ما اثار جنونى انه كان يبدو عليه جمالا وصحه غير مسبوقين وازداد ذكاء وقوه فصرت اسأل نفسي وانا انظر اليه وهو يبادلنى نفس النظره في خبث وجنون : يا ترى هل من جن يخدمه ؟!

 

تاريخ النشر : 2015-02-17

guest
29 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى