تجارب ومواقف غريبة

لعنتي الجميلة

 
بقلم : سيزيف – مصر

 

وراء تلك الشاشات يقبعون يتراسلون يهمسون يضحكون ويبكون

وراء تلك الشاشات يقبعون يتراسلون يهمسون يضحكون ويبكون .. حقا عالم غريب ملئ بالغموض ، وكلما زاد الغموض كلما زادت المتعة في محاوله عبور هذا الوادي السحيق لمعرفة خباياه والتعرف على أسراره .

انه الفضول القاتل يدفعك نحو المعرفة غير مبالي بما سوف تواجهه لاحقا .

له مسميات كثيرة ..

ياهو ماسنجر .. بلاى توك .. تويتر .. فيسبوك ..

تبدأ القصة في حين انتهاء قصه أخرى …

تعرفت عليها ، جذبني أسلوبها السهل الممتنع ، كانت بالنسبة لي تحدٍ ، وكعادتي أحب التحديات ، رسمت لها صوره في خيالي كفتاة جميله نحيله وشقراء ذات عيون زرقاء صافيه كموج البحر .

تحدثت معها طويلا ، رباه ! .. إنها تشبهني في كل شيء ، بل إنها توأمي ، قصتي تكاد تكون قصتها … كلما تحدثت معها أدركت أنها فتاة أحلامي .

أيعقل هذا ؟؟! ..

أنا لا أؤمن بحب المراسلة أو حب الشات ، ولكن قلبي يقول لي عكس ذلك .

لا لا .. هذه مجرد أوهام وتهيؤات .. أنت فكرك اكبر من هذا يا رجل .. كيف لك أن تحب مجرد كلمات وحروف ولا تعلم جيدا من وراء هذه الحروف وتلك الكلمات .

ولكن قلبي يخذلني ثانية ، أنه يدق بشده ويكاد ينتفض من محبسه ويخرج ليعلن انه يشعر بإحساس غريب ، إحساس يتذوقه للمرة الأولى .

رباه هذه الفتاة تقتلني لقد أصبحت تمتلكني .. تعرف عني كل صغيره وكبيره ولا تمر ساعة إلا وتحدثنا عن كل شيء وأي شيء ..

أحساس عظيم عندما تعترف بالحب لأول مره وتبادلك نفس المشاعر تشعر انك تمتلك الدنيا وما فيها .

اختلطت أحلام اليقظة بأحلام النوم حتى أصبحت حلم واحد هي ملكت قلبي وشغلت تفكيري وسلبت من أجفاني النوم حتى أصبحت لعنتي الجميلة .

رسمنا سوياً مستقبلنا وخططنا لكل شيء ، كانت تملك مفتاح قلبي تفتحه متى شاءت وتغلقه متى شاءت .

ومرت السنين ولازلنا باقين على هذه الجوهرة المضيئة لا يخبو نورها إلا وتعود بنور أقوى يملأ القلب دفئاً وطمأنينة .

طلبت مقابلتها أكثر من مره ولكنها كانت تتحجج أكثر من مره ، شككت في أمرها .. هل يمكن أن تكون تخفى عنى شيء لا اعرفه ؟ .. وعاد نفس الشعور بالفضول للمعرفة يتجدد أكثر فأكثر إلحاحاً عن سابقه .

اعترفت لي أنها متزوجة وعندها أطفال من زوجها الذي لا تبادله الحب ، وأنها متزوجة قبل أن تعرفني أصلا .

فجأة اسودت الدنيا في عيني وانهارت كل آمالي وأحلامي الوردية أمام عيني في لحظة .

الآن تعترفين لي بأنك متزوجة ! .. بعد مرور أكثر من ثلاث سنوات على معرفتي بك ..

الآن!!! ..

تبكى بحرقه وتخبرني أنها صادقه في حبها لي وفى كل لحظه عاشتها معي .

وماذا عن زوجك وأبناءك ؟؟! .. كيف استطعتِ أن تحبي رجلا غير زوجك ؟؟! ..

وكيف تستطيعين أن تخبريه عن حبك له وبعد أن ينام تخبريني أني حبيبك الوحيد والمستأثر بقلبك ؟؟! كيف تستطيعين النظر في عيون أبناءك وأنتِ تخونين زوجك مع آخر ؟! .

أكاد أجن .. أهذه الملاك البريء التي أحببتها .

يا ألهى ارحمني ، كيف اضعف وأعود إلى هذه المرأة وأتحدث إليها مرة أخرى بعد علمي بما فعلت بزوجها وأبناءها .. ها أنا ذا أشارك في الجريمة معها .

كيف نزلت بي هذه اللعنة المسماة بالحب ..

ضميري يقتلني وقلبي الأبله لازال ضعيفا أمام دموعها …

 

تاريخ النشر : 2015-03-07

guest
30 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى