تجارب ومواقف غريبة

خيالات تتحول إلى واقع

 
بقلم : فتاة الأحزان – مصر

 

اكتئابي جعلني لا أتخيل لنفسي أي مستقبل مشرق

قصتي قد تكون غريبة بعض الشيء و محزنه في الوقت نفسه . كنت أنا تلك الفتاة ذات الخيال الخصب ، فتاة منذ أن كانت في التاسعة تنعزل عن الناس حتى تغرق نفسها في خيالها ، كنت دائما أتخيل صديق خيالي يشاركني كل شيء ، أفراحي و أحزاني ، كان يؤنسني فأسميته ونيس .

تخيلت ملامحه و تفاصيله كلها و كان يكبرني ، وظللت علي هذا الحال إلى أن أصبحت في الحادية عشر من عمري ، و بعدها لاحظت أمي أني أتكلم مع نفسي و أصبحت تجبرني على الخروج من غرفتي .

بعدها حالتي تحسنت علي ما اعتقد ، فقررت أن اترك ونيس ، ودعته وكنت ابكي فهو كان صديقي الطفولي ، و من بعدها انتهي ونيس ..

كبرت وصرت فتاة 13 عام إلى أن جاء هذا اليوم و رأيت ونيس مره أخرى و لكن هذه المرة في صورة إنسان .. نعم إنسان حقيقي !! ..

رأيته في السوق عندما كنت مع أمي و أبي ، كاد قلبي أن ينفجر من كثرة الدقات و كم أردت التكلم معه .

صديق طفولتي أمام عيني ، لكن طبعا ماذا كنت سأقول له و هو شخص غريب لا يعرفني و ماذا سأقول لأبي و أمي ؟؟ .

ظللت انظر إليه و كانت ملامح الاستغراب بادية على وجهه و لم يعرف لماذا أحدق به ، ولم استطع الاحتمال كنت سأبكي و قبل أن تبدأ دموعي في النزول استأذنت أمي و أبي أن اذهب إلى دورة المياه .. و المفاجأة ؟؟ لحق بي الشاب .

و بعد أن ابتعدت عن أنظار أهلي و ابتعد هو عن أنظار أهله تكلم معي وقال لي من فضلك ؟ ، قلت له نعم ؟ .

قال لي أتعرفيني ؟ قلت له لا .

قال لي إذن لما كنتِ تحدقين بي .

قلت له أنت فقط تشبه شخص غالي علي و كان في نفس سنك تقريبا تذكرته عندما رأيتك فحدقت بك و آسفة كثيرا .

ثم قال لي أتريدين أن نكون أصدقاء ، قلت له آسفة أنا لا أتكلم مع صبية .

قال لي حسنا سأعطيكي رقمي في حال غيرتي رأيك وأعطاني رقمه .

ذهبت الي البيت ، لا اكذب عليكم كنت سعيدة و لم اصدق نفسي ، كيف لصديقي الخيالي أن يصبح واقعا أمام عيني ، فقررت أن اتصل به بعد أن مر أسبوع من التفكير و أخذت عهدا على نفسي أن نكون مجرد أصدقاء لا أكثر .

اتصلت به قلت له أنا فلانة ، قال لي أهلا بكِ و أنا فلان .

تكلمنا كثيرا في ذلك اليوم .. آااه وكم كنت سعيدة . وفي نفس الوقت كنت أحس بالذنب فأنا تلك الفتاة التي تعودت أن لا صداقه بين شاب وفتاة ، لكن هذا ما حدث ..

تطور الأمر بعد أن استمرت علاقتنا 6 شهور وصارحني بحبه و لم استطع رفضه . كنت صغيرة على الحب اعرف و لكن هذا ما حدث ، أنا كنت وحيدة و والداي دائما مشغولان عني و إخواني يصغرونني كثيرا .

و بعد سنه أي بعد أن أصبحت في عمر 14 و نصف اكتشف أبي علاقتنا و كانت بداية المشاكل بالبيت ، ضربني يومها و ليس هو فقط بل أمي أيضا و كأنني مجرمة يعاقبها القانون . اخذوا مني هاتفي المحمول و كل شيء يوصلني بفلان ، حبسوني بغرفتي و منعوني من الخروج خارج البيت .

حزنت كثيرا و أصبت بحالة اكتئاب ظللت هكذا لشهرين وهو لا يعرف شيء عني و أنا لا اعرف عنه شيء و لكنني لم أنساه فأخذت اذهب لخيالي مرة أخرى و تخيلت أن أبي سامحني هو و أمي ، و تخيلت إنني اكلم فلان مره أخرى .

و حدث ما تخيلته بالحرف الواحد ! .. فلقد سامحوني و بنفس الطريقة التي تخيلتها و رجعت تكلمت مع فلان و جاءت فترة كثرت فيها المشاكل بين أمي و أبي ووصلت الأمور للضرب فكنت اهرب إلى فلان و إلى عالمي الخيالي .

تعبت من المشاكل و من قسوة أبي ، فتخيلت أنهم تصالحوا و أن أبي صالح أمي بهدية قيمة .

و فعلا هذا ما حدث ! .. و هل تتخيلون أنها كانت أول مرة أبي يصالح أمي بهدية .

لكن لم يدم الحب و زادت المشاكل أكثر وأكثر وكانت جدتي أم أبي تحرضه على أمي فما أن يتصالحوا حتى تدمر هي كل شيء مرة أخرى إلى أن مرضت أمي بسبب أبي و مع ذلك كان يقسو أكثر وأكثر فلم احتمل وتخيلت هذه المرة شيئا لا يخطر على البال … تخيلت أن أمي طلبت الطلاق و تطلقوا و بعدها اختفى أبي من حياتنا لأني أحسست بأني اكرهه لحظتها من شدة قسوته علينا .

و نمت ..

و لم يمر يومان حتى حصل ما تخيلته و طلبت أمي الطلاق لأول مرة بعد 15 سنة . هذه المرة تملكني الخوف كثيرا ولم أتمالك نفسي فظللت أبكي وأحسست أن كل شيء تخيلته سيحدث .

و فعلا بعد مشاكل كثيرة و بعد محاولات من أبي أن يصالح أمي و لكن لا شيء ..

كل ما تخيلته حدث و تطلقوا ؟ ..

و المفاجأة اختفي أبي من حياتنا فعلا ، و الأحداث مرت بسرعة البرق ، و بعد أن تم الطلاق سافر أبي للخارج و منذ ذلك الوقت و أنا لا اعرف شيئا عن أبي و ها أنا بنت 18 عام كبرت و لم أرى أبي منذ 3 سنوات .

لا اعرف هل أقول الله يسامحه ؟ انه جعلني يتيمة أنا و أخوتي قبل موته أم الله يسامحني أنا ؟؟ ..

هل أنا فعلا من دمرت حياتي بتلك التخيلات ؟ .. هل أنا شيطانه ؟؟ .. أم إنني فقط فتاة ذات شفافية تعيش المستقبل قبل أن يأتي ؟ ..

منذ أن تم الطلاق و أنا في حالة اكتئاب أثرت على كل حياتي دراسيا و معنويا و نفسيا . و لا يهوّن علي كل هذا إلا فلان صديقي الطفولي الذي أصبح حقيقة و لا اعلم هل سيغادر حياتي هو أيضا في يوم و ليلة مثل أبي ؟؟ أم أن الله سيعوضني و يكتبه من نصيبي ..

أرجوكم أدعو لي و أرجوكم لا تجرحوني بالكلام فأنا في هم لا يعلمه سوى الله ، أنا إلى الآن إذا تخيلت شيء يحدث .

تخيلت أن خالتي تزوجت رجلا بكل المواصفات التي تريدها هي و فعلا جاء له هذا الرجل بعد أسبوع من تخيلاتي و بنفس المواصفات ، و ها هي تستعد للزواج مع أنها تأخرت في زواجها كثيرا فهي في الأربعين من عمرها وعندما كنت أتكلم معها كانت يائسة و قالت لي أنها لن تفكر بالزواج مرة أخرى فأحسست بالشفقة عليها فأخذت أركز في تخيلاتي حتى حدث ما حدث .

و خالي أيضا يعاني من ضيق في المال و كان يريد السفر و لكنه لم يوفق فسألته إلى أين تريد الذهاب قال لي اسم البلد فأخذت أتخيل أنه سافر و انه سعيد و راتبه زاد و اقسم لكم انه هو أيضا يستعد للسفر الآن و لنفس البلد و لم يمر سوى بضعة أيام على تخيلاتي .

أنا قلت له أنني سأدعي له فقط و عندما جاء له السفر كان سيجن جنونه فأخيرا بعد أن شارف عمره على الـ 45 سيسافر .

ولاحظت أمي ما حدث مع خالي و خالتي فطلبت مني أن أدعو لها بأن تجد هي أيضا عملا في الخارج لأننا نعاني من ضيق في المال بعد أن تركنا أبي .

تخيلت … و ها هي أمي أيضا تستعد للسفر ولكن هذه المرة حزنت كثيرا لأن الحياة جعلتني أعيش بلا أب وأيضا بأم بعيده .. فها هي أمي أيضا ستسافر حتى تحسن من مستوانا المادي .

أصبحت أخاف الحياة كثيرا ، و تعلمون يا أصدقائي اكتئابي جعلني لا أتخيل لنفسي أي مستقبل مشرق فما زلت اعتقد أنني السبب في كل ما حدث و من يومها اشعر و أنني لا استحق الحياة .

***

معلومات إضافية عن قصتي :

– يقال أن البيت الذي كنا نسكن فيه قبل الطلاق كان مسكون لأن هناك أناس كانوا يمارسون فيه السحر قبل دخولنا و لكن عرفنا هذا مؤخرا و أنا أعاني من أعراض المس و أعاني أيضا من الجاثوم و استطيع ممارسة الإسقاط النجمي و لكن بخارج إرادتي أي إني لا أتحكم فيه و أما عن أحلامي فهي معظمها كوابيس كتلك التي يراها كل من أصابه المس من حيوانات مفترسه تهاجمك و بشر بشكل غريب و كل هذا .

حاولت العلاج و لكني يئست من كثرة الرقاة ، و ذهبت إلى طبيب نفسي بسبب الاكتئاب و شخص حالتي بالفصام ..

فما تفسيركم ؟؟

 

تاريخ النشر : 2015-03-15

guest
96 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى