آكل لحوم البشر ميلووكي
![]() |
جيفري دامر ( Jeffrey Dahmer ) أفظع آكل للحوم البشر |
أكل لحوم البشر (cannibalism ) : أن يأكل الإنسان لحم بني جنسه ، و كلمة (cannibalism ) هي اشتقاق لكلمة اسبانية وَصَفت قبائل ” كاريب ” الهندية التي كانت تقطن غرب جبال الأنديز ، و طبعاً اشتهرت هذه القبيلة بأكل لحوم البشر .. و قد كان أكل لحوم البشر أمراً شائعاً في القديم الغابر أما الآن فقد أصبح قليلاً و نادر الحصول .. جيفري دامر ( Jeffrey Dahmer ) كان قاتلاً متسلسلاً و أحد أشهر آكلي لحوم البشر في فترة الثمانينات و التسعينات .. دعونا نتعرف عليه أكثر
نشأته :
![]() |
جيفري دامر Jeffrey Dahmer |
جيفري دامر ، مواليد 21 ماي لعام 1960 من واليس الغربية ، ويسكونسن , الولايات المتحدة الأمريكية ، كان صبياً عادياً كباقي الصبية في مرحلة الطفولة و كان خجولاً جداً ، لكن أساتذته شعروا أنه يعاني من الإهمال الذي نتج عن التوتر الأسري الذي كان يعايشه ، فقد نشأ في عائلة مكونة من أربعة أفراد و قد كان الابن الأكبر و لديه شقيق يصغره بالسن ، عاش مع والديه حتى حاولت والدته الانتحار بجرعة زائدة من حبوب الميبروبامات ( meprobamate ) فانفصل والداه عن بعضهما و تزوج والده بعدها امرأة أخرى ..
عند بلوغه سن المراهقة كان وحيداً و منعزلاً عن الآخرين و مدمناً للكحول ، تم طرده من المدرسة الثانوية مما جعل والده يرغمه على الالتحاق بالجيش حيث ذكر أحد زملائه بالجيش أنه كان يعذبه هناك ، و بعد سنتين من الخدمة تم طرده نتيجة إدمانه الكحول ، و عند خروجه من الجيش لم يكن يرغب بلقاء والده فبقي مع جدته لمدة 6 سنوات و كانت قد لاحظت عليه تصرفات غريبة و شاذة ؛ لأنه سرق دمية رجل مانيكان ( الدمية التي تستخدمها المحلات التي تتاجر بالثياب ) و كان يمارس شهوته عليها ، ثم قامت جدته بطرده من المنزل ؛ لأنه اعتقل بتهمة التعري علناً فانتقل للعيش وحده في شقة سكنية و قد وجد عملاً في مصنع للشوكولاته ..
مسيرته الإجرامية :
![]() |
صورة لطائفة من ضحايا دامر !! |
بدأ دامر مسيرته الإجرامية عندما كان يذهب إلى الأماكن التي يتواجد فيها الشواذ أو يبحث عن الشبان اليافعين في النوادي الليلة أو الذين يفرون من منازلهم ، كان دائماً ما يركز على الضحايا الذين لا يهتم أحد بهم و لا يلاحظ وجودهم أو اختفائهم أحد ، فكان يغريهم بمبلغ من المال أو يعدهم بشراء الكحول لهم أو المخدرات مقابل أن يذهبوا معه إلى شقته و ما إن يفعلوا ذلك حتى يقوم بخنقهم حتى الموت ثم يفصل جلودهم عن عظامهم و يمارس معهم النيكروفيليا ( جماع الأموات ) ، ويفضل أن يحتفظ بأجزاء من ضحاياه كهياكلهم العظمية و ذلك طبعاً بعد أن يقوم بتناول لحومهم و الاحتفاظ بالبعض منها في الثلاجة ..
ارتكب دامر أولى جرائمه في صيف عام 1978 عندما كان عمره ثمانية عشر عاماً حيث قام بقتل شاب بمثل سنه يدعى ستيفن مارك هيكس ( Steven Mark Hicks ) ، كانا يشربان الكحول معاً و كان ستيفن يريد الذهاب إلى حفل موسيقى الروك و لكن دامر أصرّ على أن يرافقه ستيفن إلى منزله فأشار الأخير عليه بالقبول ، و عندما أراد الشاب المغادرة لم يسمح له دامر بذلك و قام بضربه على رأسه من الخلف ضربتين ثم أجلسه على الكرسي و الشاب تقريباً فاقدٌ للوعي و بعدها قام بخنقه حتى الموت و جرده من ملابسه ثم مارس الاستمناء على جثته .. و في اليوم التالي قام دامر بتقطيع الجثة ؛ كي يتمكن من نقلها و دفنها في الفناء الخلفي لمنزله ، و لكنه بعد أسابيع أعاد إخراج الجثة و قام بوضعها في الحمض ؛ كي يذيب اللحم و ما إن انتهى حتى سحق عظام الضحية بالمطرقة و ألقى بمسحوق العظام في غابة كانت قريبة من منزله ..
في عام 1979 أصر والده على إدخاله الجيش الأمريكي و عُيّن هناك كأخصائي طبي في فورت سام هيوستن (Fort Sam Houston) و بعد تعينه بمدة اعترف أحد الجنود أنه قد تعرض للاغتصاب من قبل دامر كما أنه قد تعرض للتعذيب عدة مرات ، و بسبب إفراط دامر في شرب الكحول تدهور أداءه في العمل ، و في سنة 1981 اعتبر أداءه للخدمة العسكرية غير مناسب ثم خرج من الجيش رسمياً .. ثم سافر إلى ميامي ؛ لأنه لم يكن يرغب برؤية والده ، و بدأ هناك يعمل في متجر للشطائر و بدأ باستئجار غرف في فندق قريب و بعدها اتصل بوالده كي يخبره أنه عائد إلى أوهايو ..
في عام 1982 و قبل أن يخسر وظيفته أوقف من قبل الشرطة بتهمة التعرض الغير لائق للنساء و الأطفال ، أدين بغرامة مالية قيمتها 50 دولار بالإضافة لتسديد تكاليف المحكمة .. و في عام 1986 أوقف مجدداً بتهمة الاستمناء أمام اثنين من الأطفال أعمارهما لا تتجاوز الثانية عشرة و لكنه برر قائلاً أنه كان يتبول فقط و بما أنه لا يوجد شهود عيان تم تغير التهمة إلى سلوك غير منضبط و تم وضعه تحت المراقبة لمدة سنة ..
![]() |
قد قطع الرأس و الذراعين و الساقين !! |
و في عام 1987 ذهب دامر مع شاب لاستئجار غرفة في فندق السفير (the Ambassador Hotel ) في لوس أنجلوس ، كاليفورنيا ، و صرح دامر أن نيته كانت فقط أن يمارس الجماع مع الشاب و تعاطي بعض المخدرات ، لكن في صباح اليوم التالي وَجد الشاب فاقداً للوعي و الدم يسيل من فمه مع بعض الكدمات الواضحة على جسده ، و أضاف أيضاً أنه لا يذكر على الإطلاق ما حصل مما اضطره إلى التخلص من الجثة فاشترى حقيبة كبيرة ووضع الجثة بداخلها ثم نقلها إلى منزله و قال أنه قد قطع الرأس و الذراعين و الساقين ثم نزع العظام و الجذع من الجسم قبل تقطيع اللحم إلى أجزاء صغيرة و وَضعها داخل أكياس بلاستيكية ثم قام بلف العظام داخل الأوراق و ضربها بالمطرقة حتى تحولت إلى شظايا صغيرة ، استغرقت العملية برمتها قرابة الساعتين و أما عن الرأس فقد قام بالاحتفاظ به .. و بعد أسبوعين أخذ الرأس و وضعه بقدر يحوي الماء المغلي ثم أضاف إليه منظفا صناعيا (an alkali-based industrial detergent) ؛ كي يتخلص من اللحم و يحتفظ بالجمجمة ليستخدمها كحافز للاستمناء ، لكن الجمجمة تحطمت عند محاولته تبييضها و لذلك تخلص منها .. بعد ارتكابه لهذه الجريمة زاد نشاط دامر في الحانات المثلية و أصبح أيضا يستخدم الحبوب المنومة لتنويم ضحاياه .
![]() |
بعض الأعضاء و الأجزاء البشرية التي كان يحتفظ بها دامر |
أما الجريمة التي أثارت جدلاً كبيراً هي عند محاولته قتل شاباً في سن الرابعة عشرة يدعى جيمس دوكستاتور (James Doxtator) الذي أخذه لمنزله و عرض عليه مبلغاً بقيمة خمسين دولار ؛ لالتقاط صورة عارية معه ، و بعد أن قبل الشاب و ذهب لمنزل دامر قام الأخير بمجامعته ثم حاول قتله و بالكاد استطاع الشاب الفرار منه ، و وُجد الشاب في الشارع عارياً مع دامر و كان ينزف ، فاتصلت فتاتان بالشرطة و لكن برودة أعصاب دامر جعلت الشرطة تتركه ، كما أن عدم اتقان الشاب للانجليزية لعب دوراً هاماً ، فتمكن دامر من إعادة الشاب لمنزله و قام بتخديره و خنقه بالقبو ثم قام بقطع الرأس و مارس الجنس مع الضحية و احتفظ بالرأس كتذكار ..
بعدها التقى دامر بشاب في الثانية و العشرين من عمره في حانة للمثليين فاقترح عليه نفس المبلغ و أخذه إلى منزله ثم نومه و خنقه بحزام جلدي و مارس الجنس بجثته ثم قطع أوصاله بعد يوم من قتله و تخلص منها في سلة المهملات و احتفظ بجمجمته ..
![]() |
الشرطة تخرج البرميل الذي كان دامر يضع به الجثث و الأعضاء |
و في عام 1991 عرض دامر على ثلاثة رجال أن يرافقوه لمنزله مقابل مئة دولار و لكن رجلاً واحداً من بين الثلاثة وافق و كان اسمه تريسي إدواردز (Tracy Edwards) البالغ من العمر اثنان و ثلاثون عاماً ، فأخذه إلى غرفة النوم و قد أحضر سكيناً معه ثم قرر الشاب أن يأخذ صورة عارية لإرضاء دامر ، ففعل ذلك و بعدها ذهب دامر لمشاهدة التلفاز و قد استلقى الشاب إلى جانبه حيث قال له دامر أنه ينوي أن يأكل قلبه ، طبعاً الشاب قد منع دامر عدة مرات من الاعتداء عليه ، وبينما كانا يجلسان في غرفة المعيشة قال الشاب لدامر أنه سيستخدم الحمام و لكنه قفز عن الأريكة راكضاً نحو الباب الأمامي ، و هكذا تمكنت الضحية الوحيدة من الفرار من بين يدي دامر ، و بعد أن تمكن من الفرار قام بإيقاف سيارة شرطة تضم بداخلها شرطيين من شرطة ميلووكي و اتهم جيفري دامر بمحاولة قتله فذهب مع الشرطيين لمداهمة دامر في شقته ، و بعد أن قاموا باقتحام شقته وجدوا تحت سريره سلماً يؤدي إلى القبو الذي يقوم دامر بتقطيع ضحاياه فيه و وجدوا صوراً بشعة لبعض الضحايا و فوجئوا أيضاً بوجود رؤوس الضحايا في الثلاجة و بعضاً من أطرافهم و أعضائهم التناسلية ، حاول دامر أن يقاوم الشرطيين و لكنه سرعان ما استسلم و تمتم بعبارة ( لما فعلته يجب أن أكون ميتاً ) ، و كانت تلك النهاية المحتومة لذلك القاتل الأسطوري ، فاعتقل بتهمة التحرش الجنسي بالأطفال و ارتكاب جرائم جنسية و أيضا اتهم بقتل سبعة عشر شخصاً بين العامين 1978 و 1991 إلى أن اتضح لاحقاً أنه كان يعاني العديد من الاضطرابات النفسية و اضطراب الشخصية الحدية ، لذلك حكم عليه بالسجن مدى الحياة ..
سجنه و وفاته :
![]() |
دامر بقبضة العدالة .. |
في عام 1991 تم نقله إلى سجن كولومبيا و تم وضعه في زنزانة انفرادية خوفاً على سلامته و أيضاً لأنه يحب التلامس مع بقية السجناء ، و بعد سنة من السجن الانفرادي نقل إلى وحدة آمنة أخرى و قد عمل هناك منظفاً للمراحيض لمدة ساعتين في اليوم ، و بعد وقت قصير طلب دامر من المحقق أن يعطيه نسخة من الكتاب المقدس ثم كرس نفسه تدريجياً إلى الدين و أصبح مسيحياً ولد من جديد .. و في عام 1994 تعرض للاعتداء من قبل شريكه في الزنزانة الذي قام بضربه في حلقه بشفرة حلاقة مما أدى ذلك إلى جروح بليغة قد أصابت دامر لكنه تعافى .. و في صباح يوم 28 نوفمبر لعام 1994 وُجد دامر ملقى على أرضية الحمامات و كان قد تعرض للعديد من الضربات على رأسه و كان لا يزال على قيد الحياة ، نُقل إلى مشفى قريب و أُعلنت وفاته بعد ساعة ..
الأفلام المقتبسة من حياته :
قبل موته بسنة ظهر فلم يروي قصة حياته في سنة 1993 و كان اسمه جيفري دامر : الحياة السرية (Jeffrey Dahmer : The Secret Life) ، و لكن بعد وفاته صدرت أفلام أخرى .. سنة 2002 صدر فلم اسمه دامر (dahmer) و سنة 2006 صدر فيلم نهوض جيفري دامر ( Raising Jeffrey Dahmer) , و سنة 2015 صدر مسلسل قصة رعب أمريكية : الفندق (american horror story : hotel) الذي كان جيفري دامر أحد شخصياته .
في النهاية أتمنى عزيزي القارئ أن هذا المقال قد نال استحسانك و رضاك و أنك استفدت منه أيضا .
المصادر :
فيلم وثائقي عن حياة دامر
jeffrey dahmer – wikipedia
تاريخ النشر : 2016-04-06