أدفع ثمن خطأ لم أرتكبه
![]() |
أن الأطفال هم ضحايا المشاكل الزوجية فرفقاً بهم. |
تمت الخطبة رغماً عن الجميع و المشاكل أيضاً إذ بسبب ظروفه المادية و إنفاقه على أقربائه لم يستطع توفير المال لأنشاء عائلة ، فاستمرت الخطبة لمدة 3 سنوات و بعدها تم العرس الذي لم يشبه أقرانه ، كان عرساً خلت منه أجواء الفرحة و السرور ، و لكنهما أخيراً تزوجا ، بعدها عانيا من مشاكل لإيجاد سكن ، فكانا يتنقلان من مكان لأخر ، و قد احتاجا للمال كثيراً ، عندها ذهب الشاب و طلب مالاً من أمه التي كان لها مقدار من المال تحتفظ به و لكنها رفضت مساعدته و قامت بالتصدق بالمال على أشخاص غرباء ، و أعمامه لم يرضوا مساعدته فاضطر إلى الاقتراض و التدين و كل تلك القصص ،
بعد مدة لم تعد أمه قادرة على العيش وحدها فقررت الانتقال للعيش معهما ، و لم تخلوا تلك الفترة من المشاكل بين الحماة و الكنة ، بعد سنوات انجبا أطفالاً و طفلة من بينهم كانت أنا ، نعم هذه قصة عائلتي و هذان الشابان هما أمي و أبي ، اليوم نحن عائلة تتكون من أم و أب و 3 بنات و ولد ، عائلة كافحت لتكون و هي تخرب نفسها اليوم ، بيتنا الأن عبارة عن صراخ و صراخ تكسير و تحطيم للأشياء ، يتشاجر والداي لأتفه الأسباب و غالباً بدون سبب ، بالأخص أمي فهي المتحكمة في المنزل و تفعل ما يحلو لها ، تصرخ على الجميع ، تقلل من احترام أبي حتى أمام الناس و تنعته بأسواء الصفات ، لكنه و إن لم أذكر سابقاً شخص هادئ و كتوم لم يجرحها قط بكلمة ،
دامت الحال سنين عمري أنا و أخواتي لم تعاملنا قط كأطفال ، و أنا لا أقصد أن أكون ناكرة لجميلها ، هي أمي و ستبقى كذلك و لكن لم تكن الأم التي قدمت الحنان و العطف لأطفالها ، لم تحاورنا قط أو تسمعنا ، من كثرة المشاكل مرض أبي و دخل حالة اكتئاب و نوع من الهوس أو الجنون بسببها ، لكنها لم تقف بجانبه في محنته بل ازداد الأمر سوءً فأصبحت تنعته بالمجنون و تقول أنه دمر حياتها ، أما جدتي فقد تم اقتسام المنزل ( بعد انجابنا رحلنا لمنزل أخر فقد كنا نعيش في عمارة ) و هي بمفردها و أصيبت بمرض الزهايمر و هي في أخر مرحله ، لكن أمي لا تهتم ، لقد حاولت أنا و أخواتي مراراً أن نتحدث معها و نوقفها عن ما تفعله ، أبي مريض بسببها و جدتي تعاني وحدها لكن لا حياة لمن تنادي ، فكلما تحدثنا تحصل مشكلة لا حل لها .
تاريخ النشر : 2020-06-14