أرشدوني ماذا أفعل ؟
![]() |
تعبي طول السنين الماضية بدء ينهار أمام عيني |
أقسم بالله أن ذلك ما كان يحدث مني و أني لم أكذب في حرف كتبته ، و لكن النتيجة كانت على العكس تماماً ، فزوجي كان دائم الاتهام لي ، فمثلاً يتهمني أني لا أفعل كل هذه الأمور الجيدة بنية صافيه ، كنت أقول له هل شققت صدري عليك بالظاهر ؟ و لكنه لا يقتنع ، حتى احترامي و حسن تعاملي مع أهله ، يقول لي : أنه لا يهمني تعاملك مع أهلي ولا يعنيني في شيء ، و مع هذا استمريت على مبادئي ، حرمني من زيارة أهلي ، و أنا أسكن في مدينة بعيدة عنهم ، كان يفتعل المشاكل التافهة حين تأتي الإجازة حتى لا أذهب إلى أهلي ، حتى مات أبي و لم أره ، ثم أستمر الوضع بعده حتى ماتت أمي ، انكسر قلبي و أسودت الدنيا في عيني ، ستقولون لماذا تحملتي ؟
سأقول من أجل أبنائي أولاً ، و ثانياً لم أكن أريد أن أُحزن والدي فلم أكن أخبرهم بما يحدث زوجي من النوع الذي لا يقبل الحوار ، حاولت الجلوس معه جلسة رومنسية هادئة للحوار حول أفكاره عني و لكن دون جدوى ، في كل مرة كان يقلب الموضوع علي ، كان يحول كل عمل إيجابي أقوم به إلى مشكلة ، تخيلوا معي أن يأتي إلى بيته فيجده في قمة النظافة والترتيب و قد قضيت وقت طويل في العناية به ثم يخرج نقطة صغيرة في الجدار لم انتبه لها و يقيم الدنيا ولا يقعدها ،
يقول أني لم انظف و يلقي عليه كلمات سيئة ، لستُ أفهم كيف لا يبصر كل ذلك الجهد و يرى أمر بسيط ؟ لو أقسمت أنه يُكبر بالمجهر الصغيرة لم أبالغ ، في أحد الأيام ونحن في السوق اشتريت بلوزه و حين خرجت من المحل شكرته و قلت له : الله يعطيك العافية وسلمت يمينك ، و قد تعودت شكره على أي شيء يحضره لي حتى و أن كان صغير ، و لكنه غضب و قال : أنتِ لم تشكريني من قلبك ، لقد تغير أسلوبك ، ماذا تقصدين ؟ و بدأ يتكلم علي في السوق و أمام الناس و أكمل الموضع في المنزل و كأني شتمته و لم أشكره.
و لكن المواقف التي تعرضوا لها أمام زملائهم أبقت أثرا سلبياً في نفوسهم ، الأن أولادي أصبحوا متمردين ، كل الذي كان يمنعهم منه بالقوة يفعلونه من وراء ظهره ، أحرقت نفسي و أنا أنصحهم و أرشدهم ولكن دون جدوى ، أنهم يصاحبون الأشرار و مدمني التدخين والمخدرات ، أصبح خوفي شديد عليهم ، لقد تمردوا على كل المبادئ و القيم لأنهم يرون أباهم عذبهم و حرمهم و أهانهم أمام الناس بأسم هذه المبادئ ، يرون أنفسهم سجناء ، و الأن حان وقت حريتهم و خروجهم من المعتقل الذي كانوا فيه على حد قولهم ، أنا أعلم أنهم عانوا و أن طريقة أباهم كانت خاطئة ،
فزوجي مبدئة في الحياة لا أريكم إلا ما أرى ، لا يقبل الرأي الأخر ولا يقبل الحوار ، فقط يريد أن ننفذ بدون كلام ، صدقوني أني لم استطع إخباركم بالمأساة بشكل واضح و لكن حاولت الاختصار قدر المستطاع ، سؤالي الأن هو أني عرفت أن أبني الأوسط بدأ يستخدم الشيشة مع صاحبه و سمعتهم يتحدثون عن حبوب لا أعرف أسمها ، أنا لا اعلم ماذا أفعل ، هل اخبر والده – مع أني أعلم أنه سيتعامل معه بعنف شديد و لن يحسن التصرف – أو احتواء الولد ، أم اسكت و أستمر في النصح فقط ؟ حقاً لم أعد اعلم ماذا أفعل ، فتعبي طول السنين الماضية بدء ينهار أمام عيني.
تاريخ النشر : 2021-03-20