أضخم معركة بين البشر والحيوانات .. من انتصر فيها؟
![]() |
جزيرة رامري كانت مسرح معركة من نوع اخر |
شارك البريطانيون في هذه العملية مع بعض الهنود والفلبينيين ، وعلى رغم من استماتة اليابانيون في المقاومة الا ان قوات الحلفاء اجبرتهم بالنهاية على الانسحاب نحو الادغال والمستنقعات داخل الجزيرة ، وبحسب الاحصائات فقد بلغ مجموع القوات اليابانية المنسحبة الألف جندي .. ورغم أن الحلفاء لاحقوا اليابانيين وطلبوا منهم الاستسلام ، إلا أن هؤلاء كالعادة رفضوا وفضلوا المستنقعات الخطرة والمخيفة على عار الاستسلام. وتسبب هذا القرار في اسعاد قلوب سكان تلك المستنقعات الاصليين .. تماسيح المياه المالحة العملاقة.
![]() |
رفض اليابانيون الاستسلام وانسحبوا الى المستنقعات |
جزيرة رامري هي موطن لعدد غير معروف من هذه التماسيح التي تتميز بالضخامة حيث قد يصل طول التمساح البالغ إلى حوالي ستة امتار ووزنه في بعض الحالات قد يصل إلى طن ، وهذا التمساح قادر على ان يقتل انسان بالغ بأقل حركة وعضة من فكيه القويين على عكس باقي التماسيح وقد قيل بان هذه التماسيح حتى وان كانت شبعانة فأن قتل الانس لديها عادة ومتعة!!
لقد ظن اليابانيون ان ادغال المانجروف المتشابكة والمعتمة ستكون غطاءاً يحميهم من الحلفاء ، لكن التماسيح كان لهم رأي اخر .. ومع حلول الظلام ، وعندما كان الجنود اليابانيون يمشون في تلك المستنقعات وفي لمح البصر كان رفاقهم يختفون بدون سابق انذار. كان الجنود اليابانيون يطلقون النار بلا فائدة على تلك الزواحف ذات الجلود السميكة والمتخفية تحت الماء.
![]() |
تماسيح المياه المالحة قد تصل لاحجام مهولة |
أحد الصحفيين البريطانيين المرافقين للحلفاء كتب ما يلي عن تلك الليلة :
“كانت تلك الليلة أفظع ما مرت به قواتنا. كنا نسمع اصوات رشقات بندقية من حين لآخر قادمة من داخل ذلك المستنقع المظلم مصحوبة بصرخات مفزعة للرجال الذين تتمزق اجسادهم داخل فكوك تلك الزواحف الضخمة ، وكان صوت دوران التماسيح حول نفسها في الماء لتمزيق اجساد ضحاياها قد احدث ضجيجا كأنه قادم من الجحيم نادرًا ما يتكرر على هذه الأرض. وعند الفجر وصلت النسور لتنظيف ما تركته التماسيح … من حوالي ألف جندي ياباني دخلوا مستنقعات رامري ، لم يتم العثور سوى على عشرين منهم على قيد الحياة”.
![]() |
موقعة المانجروف .. انتصرت فيها التماسيح |
أحد الضباط الهنود كتب عن تلك الليلة الرهيبة :
“انسحب أكثر من 1000 جندي من الحامية اليابانية إلى مستنقعات غابات المانغروف التي تنتشر فيها التماسيح. ذهبنا مع قوارب ومترجمين مستخدمين مكبرات الصوت نطلب منهم الخروج والاستسلام. لكنهم رفضوا ولم يخرج ولا واحد منهم. كانت تماسيح المياه المالحة ، وبعضها يزيد طوله عن 20 قدمًا ، تتردد على هذه المياه. ليس من الصعب تخيل ما حدث لليابانيين الذين لجأوا إلى تلك الغابات!”.
بالرغم من شهادات الشهود إلا أن هناك من يشكك في مصداقية الحادثة ويصفها بالمبالغة.
تاريخيا تعتبر هذه الحادثة هي اكبر مجزرة اوقعتها التماسيح بالبشر على مر العصور.
مصادر :
تاريخ النشر : 2021-02-08