أدب الرعب والعام
أنا و أنت و كلانا
![]() |
لاحظت بوجود بقع دم في كل زوايا الغرف في العلية |
هل أحسست مرة أنك في متاهة مليئة بالمرايا من حولك ؟.
مرحبا ، أنا جيمز ، أقطن في إحدى المدن الأمريكية و وظيفتي هي عامل بريد ، مكان عملي عبارة عن غرفة ضيقة صغيرة ، تصلني الرسائل من الناس ، وأنا بدوري أوصلها لوجهتها ، وهو قريب من بيتي المنعزل لعدم وجود أي أحد يسكن بجواري ، يستغرق فقط نصف ساعة لا أكثر.
أنا بطبعي شخص متطفل أحب النظر لرسائل الأخرين ومعرفة ما يدور بينهم ، فمثلاً في مرة أتت عندي فتاة شابة في مقتبل العشرينات تخبرني بأن أوصل رسالة لوالدتها تخبرها بأنها بخير وعلى ما يرام ، نعم ، لقد قرأت الرسالة بالفعل ، لكنها رسالة عادية لا يوجد ما هو مثير فيها.
أتى اليوم الذي ندمت فيه بفتحي لرسالة أحدهم ، دخل رجل مسرعاً نحوي يخبرني بإرسال هذه الرسالة بأسرع وقت ممكن.
لا أخفي عليكم ملابسه كانت مريبة جداً ، معطف أسود و حذاء بنفس اللون و قبعة حمراء مع نظارة غامقة لا تستطيع رؤية العينين منها.
( حسناً لابأس ، لكن هلا أخبرتني العنوان من فضلك) أخبرني العنوان وغادر وعلى وجهه ابتسامة شر و كان كالهارب من أحد يلاحقه لقتله ، ينظر يمنة ويسرة كأنه لا يعرف وجهته التالية. وبالطبع فتحت تلك الرسالة لألقي نظرة عليها ، لقد جعلي ذاك الرجل أشعر بالفضول حياله ، كانت الرسالة كالاتي:
مرحباً جيمفر ، أود إعلامك بأن موعدي وموعدك قد انتهى وحان الوقت لكي تقتل أنت أولاً قبلي أنا.
هنا تبلدت من الخوف ، من هذا الشخص الذي يتحدث عنه ؟ ولماذا سيقتله ؟ والأهم من ذا الرجل الغريب ؟ أسئلة كثيرة مطروحة في رأسي لا أجد إجابة لها ، فكرت بأن يكونا شريكين في عمل أو مشروع ما أو بائعي مخدرات ، هذا لا يهم ، سأقوم بعملي وحسب ، مهلاً ، مهلاً قليلا ، هناك شيء غريب يحدث ، العنوان ، العنوان إنه مريب ، لقد كان لنفس الشارع الذي أسكن فيه ، بدأ قلبي يدق خوفاً وأنا حائر ماذا أفعل ، هل أبلغ الشرطة أم هل أتدخل أنا وأعرف الموضوع ؟ لربما كانت مزحة أو ما شابه ذلك ، أنا حقاً لا أعلم ، أتى الرجل الغريب بنفس اللباس ومعه رسالة جديدة ( رجاءً أوصلها لنفس عنوان أمس).
أجبته: لا تقلق سيدي ، لكن هلا تخبرني باسمك ؟. خرج متجاهلاً سؤالي و تبخر في ظلمة الليل.
فعلاً أمر هذا الرجل غريب ! أخذت الرسالة معي للبيت ، وقمت بفتحها لأحاول فك شيفرة ذلك الرجل ، يخبر فيها الرجل الذي يدعى جيمفر بأنه لا يمكنه الهرب بعيداً فهو يعرف أين يعيش الأن.
يا إلهي لم أعد أحتمل هذا ! أخذت سماعة الهاتف للاتصال بالشرطة لكن لم يصدر الهاتف أي صوت ، جلست أكرر المحاولة عدة مرات بلا فائدة ، بدأت أسحب سلك الهاتف و يا هول ما رأيت ! سماعة الهاتف مقطوعة باستخدام الة حادة ، لم أعرف ماهي لكن يبدو أنها سكين حاد ، بدأت أفكر في أن أحد ما اقتحم منزلي ، ولكن بعد ذلك قلت في نفسي لعلها الفئران أكلت أسلاك الهاتف ، وفجأة انقطعت الكهرباء عن المنزل ! بدأت أفقد صوابي فأنا أخاف من الظلمة والبقاء وحيداً فيها ، الأهم من ذلك كيف انقطعت الكهرباء في هذا الوقت ؟ أذكر اني دفعت الفاتورة كاملة ، سمعت صوت ضجيج خارج المنزل ، قلت في نفسي لربما هو حيوان الراكون أو كلب ما.
هذا لا يهم ، لماذا انقطعت الكهرباء ؟ استجمعت شجاعتي وخرجت خارج المنزل من الباب الخلفي بمصباح بحثاً عن سبب المشكلة ، ذهبت خلف المنزل و رأيت مولد الكهرباء مفكوك والأسلاك مقطوعة و رسالة صغيرة مكتوب فيها : أأنت جاهز يا أنا ؟ وهنا بدأ قلبي بالصعود لحلقي ، كنت أنوي الصراخ لكن لا فائدة من ذلك فلن يسمعني أحد سوى أنا.
(صوت نافذة تحطم من الأمام) ذهبت مسرعاً لأرى ما حدث والخوف والتوتر أصبحا متحكمان بي ( النافذة كُسرت ! كيف ؟ هل يوجد أحد هنا ؟ رجاءً توقف ، سأعطيك كل ما أملك لكن دعني و شأني ، لا فائدة.
مهلاً ، هل عيناي تخذلاني أم أن الباب الأمامي مفتوح ؟ و مفتوح من الداخل أيضاً ! كيف ذلك ؟ .
بدأت أسمع أصوات في كل مكان ، الصوت قريب من صوتي لدرجة كبيرة وهو يقول النهاية : يا أنا ! ، فقدت صوابي ، لن أتحمل هذا ! من هو (أنا) أهو شخص حتى ؟ لا أعلم أقسم بذلك.
دخلت داخل البيت وأنا أنظر في كل زاوية من زوايا البيت المظلم ، لا وجود لشيء أو لشخص ما دخل المنزل ، مهلا لحظة اسمع صوت خطوات في العلية.
ذهبت مسرعاً لرؤية مصدر الصوت ، و لاحظت بوجود بقع دم في كل زوايا الغرف في العلية ، لكن لا يوجد شي يدل على مصدرها.
مهلاً أشعر بشيء غريب يقترب مني ، أنظر ورائي ولا أجد سوى الحائط خلفي ، لقد انتهيت ، لم أعد أحتمل ، سأفقد عقلي ، نزلت للأسفل و ذهبت باتجاه المطبخ وتناولت سكين على الطاولة كانت عليها أثار خدش شي ما ! كنت مستعداً لأي شيء يواجهني.
الهواء بدأ ينفذ من رئتي و بدأت أهلوس و أرى ظلال أشخاص من حولي ، دخلت في مرحلة نفسية و أحتاج أمس المساعدة لكن من الذي سيساعدني. وقعت على الأرض فاقداً توازني ، أحسست ببركة دماء أطفو عليها ، لا أستطيع الحركة ، لا أستطيع التنفس ، مهلاً ، لحظة ، أشعر بفتحة في بطني. بدأت بالصراخ لسبب ما رأيت ، خدش كبير يمتد على كامل معدتي.
(صوت غريب آت من العلية) شخص ينزل بحركة بطيئة على السلالم ، بدأت ألمح قدميه ثم ذراعيه ثم رأسه ، ولكن بدى لي أنه ينزف من أعلى رأسه ، أتى بالقرب مني وأنا ما زلت ممدد على الأرض. رأيت وجهك ! مهلاً ، إنه أنت ، لا إنه أنا ، بل إنه كلانا سوية.
النهاية …..
ملاحظة :
هذه القصة من وحي خيالي، تصف الحالة النفسية وانفصام الشخصية التي تحدث مع الأنسان وكيف تؤدي لنهاية سيئة إن لم يتلقى المساعدة من أحد ، بالإضافة أنه يمكن أن تكون القصة فلماً مثيراً و رائعاً.
تاريخ النشر : 2020-07-30