أنا و نفسي
![]() |
أخاف من جميع الناس و لا أجرؤ على الحديث معهم أو على الدفاع عن نفسي في حال الإساءة إلي |
منذ صغري و أنا أُعامل معاملة خاصة ليس ككل الناس ، لا أعلم لماذا ، فهم يعاملونني كأنني شيء زائد لا طائل منه أو كنكرة لا تستحق أن يُعتمد عليها في شيء حتى أصبحت كذلك بالفعل ، أرتبك في كل شيء و أفسد كل شيء ، حتى الأشياء التي أبرع فيها عندما أكون وحدي أفسدها أمام الناس ، لذلك فقدت ثقتي في نفسي و أصبحت أعنفها و أسبها أمام المرآة ، توقفت عن الخروج من المنزل منذ سنوات حتى الجامعة فقد أصبحت أغيب عن معظم الدروس و المحاضرات و أحضر القليل منها بشق الأنفس ، تعبت كثيراً من حياتي و صرت أتمنى الموت يومياً ، خاصةً بعد أن كنت رياضية منذ الصغر و كنت أملك جسداً رائعاً أُحسد عليه و لكنني توقفت فجأة عن ممارسة رياضتي و لم استطع الرجوع اليها أبداً منذ سنتين تقريباً و أزداد وزني و فقدت لياقتي و مرونتي حتى أصبح كل من يراني يتساءل عما حدث لي و يشمئز مني ،
و حتى زميلاتي في الجامعة أصبحن يعاملنني معاملة خاصة على أنهن أحسن مني و أنني نكرة و لا ينظر إلي أحد ، أعيش في حرب مستمرة و لا استطيع حتى أن أذهب لمحل يبعد خطوات قليلة عن المنزل ، أشعر بخوف شديد و ضربات قلبي تتسارع و أشعر أن الجميع ينظر إلي أو يضحك علي ، و لا استطيع البقاء في الخارج حتى لقضاء حاجياتي ذات الضرورة الشديدة ، أخاف من جميع الناس و لا أجرؤ على الحديث معهم أو على الدفاع عن نفسي في حال الإساءة إلي ، لا أعرف ماذا أفعل أو كيف أسترد حياتي و أتحكم بها و أكون طبيعية كجميع الناس ، أريد بشدة أن أعود إلى الرياضة و أن أسترد جسمي الجميل و ثقتي بنفسي ، أريد أن أخرج من هذا الذل الذي يشعرني به الجميع ، أريد أن تتبدل نظرتهم إلي و أن يعرفوا من أنا حقاً ، أريد أن أعود لاجتهادي الدراسي و نجاحي ، أريد أن استطيع الخروج من البيت دون خوف أو قلق و حاجة لأن ترافقني أمي حتى إلى الجامعة.
تاريخ النشر : 2021-04-13