القسم : أدب الرعب والعام
إحذر ج1

للتواصل : [email protected]
***
** يوم الأربعاء الساعة السابعة مساءً ..
يستعد لحضور تلك المناسبة السعيدة بعد أن دعاه صديقه مصطفى إلى خطوبة أخته منذ يومين .. فتح آدم باب المنزل واتجه إلى بيت مصطفى الذى سوف تقام به خطوبة أخته ليلى ، لم يدعو مصطفى سوى آدم لأنهما بمثابة الأخوين ، رن جرس الباب فتح مصطفى بسرور ..
مصطفى : أهلا آدم
آدم : مرحباً مصطفى
- تفضل بالدخول
دخل آدم و هو يدرس كل ركن من أركان المنزل جيداً ، و لكن ليس بسبب أنه لم يرها مسبقاً ، و لكن ديكور المنزل قد تغير على يد العروس .
جلس و بجانبه مصطفى ، تحدثا قليلاً ثم نهض مصطفى ليرحب بالحاضرين ..
ظل آدم جالساً منتظراً مصطفى ، و يفحص الحضور بعينيه ، و جد هناك فتاة تبتسم له ، فنظر آدم خلفه لعلها تبتسم لشخص آخر ، لكنه تأكد من أنها تنظر له فابتسم لها و أخذ هاتفه و تظاهر بأنه يصور الحفل والتقط لها صورة ، بدأت الموسيقى و قام الجميع ليرقصوا ، لكن لم يعد آدم يرى الفتاة فقدها وسط الزحام .
انتهى الجميع من الرقص و جلسوا في أماكنهم و أتت الفتاة و جلست و لكن لم تكن هي نفس الفتاة التى كانت موجودة مسبقاً .. أخد آدم يفكر لبرهة و هو يتساءل "أين ذهبت الفتاة" ؟!
قطع مصطفى أفكاره : أرجو أن تكون استمتعت بالحفل
آدم : لقد استمتعت حقاً و لكن كنت أود أن أستفسر عن موضوع معين ..
- ما هو ؟!
أخرج آدم هاتفه و فتح صورة الفتاة ثم سأله : هل تعرفها ؟!
- لا .. و لكن يمكنني أن أسأل أختي عنها
- أرجو ذلك ..
نظر له مصطفى بابتسامه ساخرة : و لكن لماذا ؟!
ابتسم آدم قائلا : لا شيء يجب أن ارحل الآن حتى لا أتأخر عن موعد نومي
- حسناً أرجو أن تكون استمتعت حقاً .. مع السلامة
آدم و هو خارج من المنزل : مع السلامة ..
** يوم الخميس الساعة السادسة صباحاً ..
ارتدى آدم ملابسه و اتجه إلى شركة الاتصالات التى يعمل بها .. همس آدم لمصطفى أثناء عملهم : أراك بعد العمل ..
انتهى مصطفى و آدم من العمل و جلسا فى مقهى قريب من العمل اعتادا الجلوس فيه
قال آدم : ماذا فعلت ؟!
مصطفى : لا أعلم ماذا أقول لك
- ماذا حدث ؟!
- أختى لم تتعرف على الفتاة بالصورة
- كيف !! هل تسمحون لأى أحد بالدخول إلى منزلكم !
- لا و لكن .. لا أعلم من أين أتت !!
آدم فى انزعاج : حسناً .
شربا كوبين من الشاي ، و اتجه كل منهما إلى منزله ، و كان آدم مازال لا يجد تفسيراً لما حدث ..
دخل آدم إلى غرفته للنوم ، لكنه ظل مستلقي على الفراش لا يستطيع النوم من شدة التفكير ، لكن بالنهاية غلبه النعاس .. استيقظ و كان شديد العطش كانت الساعة تشير الى الثالثة مساءً ، ذهب إلى المطبخ ، فتح الثلاجة و تناول كوب من الماء ، و كان من عادته أن يترك نور المطبخ مضاءً لأنه يحب أن يكون هناك نور بالمنزل بعد أن أصبح وحيداً بعد موت أبويه فى حادث سير ..
اتجه آدم عائداً إلى غرفته ، فسمع صوتاً آتياً من جهة المطبخ ، فنظر و لكن لم يجد شىء ، لكنه أصيب بالذعر فهناك ظل لجسم يتحرك بشكل سريع ..
كان منزل آدم مكون من غرفتين ، غرفة بجانب المطبخ و غرفة من الركن البعيد من المطبخ ، و في الوسط الصالة التي تميزت بوسعها ..
سار آدم إلى المطبخ و هو خائف ، لكنه لم يجد شيئاً ، فهمَّ عائداً إلى غرفته ، لكنه لمح شخصاً واقفاً في الغرفة التى بجانب المطبخ ، فعاد لينظر و وجد أن شرفة الغرفة مفتوحة على وسعها ، فدخل إلى الغرفة ، فلم يجد شيئاً ، فنظر إلى الشارع فكان خالي تماماً ، فعاد ليغلق النافذة فلمح تلك الفتاة التى رأها في الحفل تقف في شرفة غرفته ، فعاد مسرعاً و اندفع إلى شرفته فوجد أن أرض الشرفة اختفت و بدأ بالسقوط ..
نهض آدم مفزوعاً وكان يتصبب عرقاً ، شرب كوب الماء الذي كان موضوعاً جانبه و ظل في سريره ، و لم يستطع إكمال نومه ، تكررت تلك الأحلام فعندما يتحدث عنها يجد نفسه يراها في منامه إلى أن وصل لدرجة أنه لا يريد رؤيتها مرة أخرى ، و منذ ذلك الوقت اختفت الفتاة من أحلامه ...
جاء يوم زفاف ليلى -أخت مصطفى- كان آدم مدعو إلى حفل الزفاف ، لكنه كان متردداً في الذهاب لولا إلحاح مصطفى الغريب ..
دخل آدم إلى قاعة الزفاف ، كانت مجهزة جيداً ، جلس آدم على إحدى الطاولات ، لم تمر ثواني حتى وجد مصطفى جاء ليرحب به و جلس معه قليلاً ، قدم له مشروباً و ذهب ليرحب ببقية بالحضور ، لكن آدم لاحظ أن نور الحمام ينير وينطفئ بسرعة ، ذهب ليرى ماذا يحدث ، اقترب ببطئ نحو الحمام و لمح وجود أحدهم !! اقترب قليلاً ليرى وجهه ، أتت يد من خلف آدم و أمسكت كتفه ، انتفض آدم مفزوعاً و وجد مصطفى أمامه و نظر مرة أخرى إلى الحمام فوجد أن النور سليم و كل شىء طبيعي !!
نظر له مصطفى باستغراب و أردف قائلا : ماذا بك ؟
آدم : لا .. لا شيء
- حسناً .. تعال و اجلس مكانك
- حسناً
عاد آدم مكانه بعدما اطمئن مصطفى أنه بخير .. جلس آدم قليلاً ثم وجد فتاة أمامه تقول له : هل يمكننى الجلوس
آدم : تفضلى
- آسفه و لكني قد أتيت بمفردي و لا أعرف أى شخص سوى ليلى ، فوجدتك أنت الوحيد الجالس بمفردك بعد أن امتلأت الطاولات بالمدعوين ..
- حسناً .. لا مشكلة
- هل أنت صديق مصطفى ؟
- نعم أنا كذلك
- حسناً ..
صمتت قليلاً ثم أردفت قائلةً :
- أنا مريم
- و أنا آدم
- أنا أعمل ممرضة و أبلغ ٢٢ سنة
- أنا أعمل موظف في شركة اتصالات و أبلغ ٢٣ سنة
أخذ آدم و مريم يتحدثان إلى أن انتهى الحفل ، و قد أعطته مريم رقم هاتفها بمناسبة أنهم أصبحوا أصدقاء ..
دخل آدم منزله و هو يفكر كيف تمتلك تلك الفتاة كل هذه الجرأة ، و جلست معى و تحدثت كأنها تعرفني منذ زمن ، و هي من أعطتني هاتفها دون أن أطلبه ، لكنه لم يعر الموضوع اهتماماً كثيراً فيبدو فقط أنها من النوع الجريء قليلاً .
استيقظ آدم في اليوم التالي و ذهب إلى العمل مبكراً عن موعده و قد نسي موضوع الفتاة التى رآها مسبقاً في الخطوبة ، و لم تعد تظهر له و تخلص من جميع كوابيسه ..
بعد أن انتهى من العمل عاد إلى منزله و خلد إلى النوم ، استيقظ على صوت رنين الهاتف كانت مريم المتصلة
رد آدم : مرحباً
مريم : أهلاً .. هل أنت مشغولاً الآن ؟!
- في الحقيقة ...
قاطعته مريم : يبدو أنك لست مشغولاً بشيء حسناً يمكننا أن ننزل ليلاً إلى المقهى الذى تريده..
- حسناً فى شارع السلام عند مقهى العرب
- حسناً ... اتفقنا
خرج آدم و قابل مريم و جلسا في المقهى ...و تكررت هذه اللقاءات بين آدم و مريم ، وبعد اسبوعين اتصل مصطفى بآدم ..
مصطفى : منذ حفل الزفاف و أنا لا أراك ماذا هناك ؟!
آدم : أود أن احكي لك عما حدث تلك المرة
- حسناً يمكننا أن نتقابل في المقهى
-هل أنت مشغول الأن ؟
- لا ..
- حسناً ، فلنتقابل الآن فى المقهى .. مع السلامة
- مع السلامة
أغلق آدم الهاتف وارتدى ملابسه و خرج و ذهب إلى المقهى .. جلس قليلا ،و لم تمر دقائق حتى أتى مصطفى ..
مصطفى : أهلاً
آدم : مرحباً
- أخبرنى إذاً ماذا حدث !!
آدم في فرح : عندما كنت في حفل الزفاف جاءت واحدة لا أعرفها مسبقاً ، جلست معي و تحدثنا كثيراً و أصبحنا أصدقاء .
مصطفى يسأل في سخرية : أصدقاء ؟!
آدم يتصنع الاستغراب : ماذا تقصد ؟!
- هكذا إذا .. يبدو أنك أنت و مريم منسجمان
- كيف عرفت أن اسمها مريم
مصطفى في ارتباك : أنت .. أنت قلت لي ذلك مسبقاً
- لا .. أنا لم أقل لك اسمها من قبل ..
نظر له مصطفى في قلق : أقصد ... كنت أقصد أنها من الحاضرين في حفل الزفاف ، و أنا أعرف كل المدعوين ..
آدم يتخطى الموضوع و يصطنع تفهم الأمر : حسناً يبدو أنني أشعر بالنعاس ، يجب أن أرحل هلا تذهب لتحاسب على الشاى
مصطفى و هو ينهض من على الكرسى : بالتأكيد .
دخل مصطفى إلى داخل المقهى و لم يدرك أنه نسي هاتفه على الطاولة ، أخذ آدم هاتفه مسرعاً .. دخل على جهات الاتصال و كتب رقم مريم فظهر له اسمها على الشاشة ، دخل على سجل المكالمات و جد الكثير من الاتصالات بينه وبين مريم .. ترك آدم الهاتف مسرعاً قبل قدوم مصطفى ، أتى مصطفى و أخذ هاتفه .. عاد آدم إلى منزله و جلس يفكر ما الذى يمكن أن يكون بين مريم و مصطفى !! ثم خلد إلى النوم بعد أن اتصل بمريم و طلب منها أن يقابلها مساءً في المقهى المعتاد ..
أتت مريم فى موعدها و كان آدم ينتظرها ..
تحدثا قليلاً كعادتهما ، و بعد مرور بعض الوقت قال
آدم : هل يمكنني أن أجرى مكالمة من هاتفك ؟ فهاتفه قد نفد شحنه ..
مريم : بالطبع
آدم مبتسماً : شكراً ..
أخد آدم الهاتف واتجه بعيداً قليلاً حتى لا تراه ، فتح هاتفها و فتح سجل المكالمات ، و وجد المكالمات بينها وبين مصطفى ، و لكن ما و جده هذه المرة أن هاتفها يحمل ميزة تسجيل المكالمات ، استطاع آدم أن يرى المكالمات بينها وبين مصطفى مسجلة ، أرسلها سريعاً إلى هاتفه و عاد إليها و هو يصطنع التحدث في الهاتف و هو يقول : مع السلامة ..
أعاد إليها الهاتف و شكرها مره أخرى و قال لها أنه بدأ يشعر بالنعاس و يود أن يرحل ..
رحل آدم و جلست مريم و هي تنظر إلى هاتفها و ترى مع من كان آدم يتحدث ، فلم تجد أنه تحدث مع أحد ، وهو أيضا لم يستطيع أن يمحو رقم من اتصل به لأنه أغلق الخط أمامها و لم يقم بمسح شيء ، راودها القلق و اتصلت بـ مصطفى
أجاب مصطفى : مرحباً مريم .. هل هناك خطب ؟
مريم : هل علم آدم أنك تعرفني أو أننا تحدثنا مسبقاً
مصطفى في قلق شديد : لا .. لا لم يحدث شيء و لم يعلم بشىء و لكن لماذا؟!
- قال أنه يريد التحدث في هاتفي ، أعطيت له الهاتف و تركته يتحدث و عندما عاد و أعطانى الهاتف وجدت أنه لم يكن يتحدث إلى أحد !!
- ربما مسح رقم من اتصل به
- لا .. لا يمكن فقد أعطاني الهاتف بعد أن أغلق مع المتحدث أمامي دون مسح شيء ..
صمت مصطفى دون أن يرد ..
وفي هذه الأثناء كان آدم يستمع للمكالمات المسجلة بين مصطفى و مريم .. و صدم مما سمع !!
يتبع ...
يستعد لحضور تلك المناسبة السعيدة بعد أن دعاه صديقه مصطفى إلى خطوبة أخته منذ يومين .. فتح آدم باب المنزل واتجه إلى بيت مصطفى الذى سوف تقام به خطوبة أخته ليلى ، لم يدعو مصطفى سوى آدم لأنهما بمثابة الأخوين ، رن جرس الباب فتح مصطفى بسرور ..
مصطفى : أهلا آدم
آدم : مرحباً مصطفى
- تفضل بالدخول
دخل آدم و هو يدرس كل ركن من أركان المنزل جيداً ، و لكن ليس بسبب أنه لم يرها مسبقاً ، و لكن ديكور المنزل قد تغير على يد العروس .
جلس و بجانبه مصطفى ، تحدثا قليلاً ثم نهض مصطفى ليرحب بالحاضرين ..
ظل آدم جالساً منتظراً مصطفى ، و يفحص الحضور بعينيه ، و جد هناك فتاة تبتسم له ، فنظر آدم خلفه لعلها تبتسم لشخص آخر ، لكنه تأكد من أنها تنظر له فابتسم لها و أخذ هاتفه و تظاهر بأنه يصور الحفل والتقط لها صورة ، بدأت الموسيقى و قام الجميع ليرقصوا ، لكن لم يعد آدم يرى الفتاة فقدها وسط الزحام .
انتهى الجميع من الرقص و جلسوا في أماكنهم و أتت الفتاة و جلست و لكن لم تكن هي نفس الفتاة التى كانت موجودة مسبقاً .. أخد آدم يفكر لبرهة و هو يتساءل "أين ذهبت الفتاة" ؟!
قطع مصطفى أفكاره : أرجو أن تكون استمتعت بالحفل
آدم : لقد استمتعت حقاً و لكن كنت أود أن أستفسر عن موضوع معين ..
- ما هو ؟!
أخرج آدم هاتفه و فتح صورة الفتاة ثم سأله : هل تعرفها ؟!
- لا .. و لكن يمكنني أن أسأل أختي عنها
- أرجو ذلك ..
نظر له مصطفى بابتسامه ساخرة : و لكن لماذا ؟!
ابتسم آدم قائلا : لا شيء يجب أن ارحل الآن حتى لا أتأخر عن موعد نومي
- حسناً أرجو أن تكون استمتعت حقاً .. مع السلامة
آدم و هو خارج من المنزل : مع السلامة ..
** يوم الخميس الساعة السادسة صباحاً ..
ارتدى آدم ملابسه و اتجه إلى شركة الاتصالات التى يعمل بها .. همس آدم لمصطفى أثناء عملهم : أراك بعد العمل ..
انتهى مصطفى و آدم من العمل و جلسا فى مقهى قريب من العمل اعتادا الجلوس فيه
قال آدم : ماذا فعلت ؟!
مصطفى : لا أعلم ماذا أقول لك
- ماذا حدث ؟!
- أختى لم تتعرف على الفتاة بالصورة
- كيف !! هل تسمحون لأى أحد بالدخول إلى منزلكم !
- لا و لكن .. لا أعلم من أين أتت !!
آدم فى انزعاج : حسناً .
شربا كوبين من الشاي ، و اتجه كل منهما إلى منزله ، و كان آدم مازال لا يجد تفسيراً لما حدث ..
دخل آدم إلى غرفته للنوم ، لكنه ظل مستلقي على الفراش لا يستطيع النوم من شدة التفكير ، لكن بالنهاية غلبه النعاس .. استيقظ و كان شديد العطش كانت الساعة تشير الى الثالثة مساءً ، ذهب إلى المطبخ ، فتح الثلاجة و تناول كوب من الماء ، و كان من عادته أن يترك نور المطبخ مضاءً لأنه يحب أن يكون هناك نور بالمنزل بعد أن أصبح وحيداً بعد موت أبويه فى حادث سير ..
اتجه آدم عائداً إلى غرفته ، فسمع صوتاً آتياً من جهة المطبخ ، فنظر و لكن لم يجد شىء ، لكنه أصيب بالذعر فهناك ظل لجسم يتحرك بشكل سريع ..
كان منزل آدم مكون من غرفتين ، غرفة بجانب المطبخ و غرفة من الركن البعيد من المطبخ ، و في الوسط الصالة التي تميزت بوسعها ..
سار آدم إلى المطبخ و هو خائف ، لكنه لم يجد شيئاً ، فهمَّ عائداً إلى غرفته ، لكنه لمح شخصاً واقفاً في الغرفة التى بجانب المطبخ ، فعاد لينظر و وجد أن شرفة الغرفة مفتوحة على وسعها ، فدخل إلى الغرفة ، فلم يجد شيئاً ، فنظر إلى الشارع فكان خالي تماماً ، فعاد ليغلق النافذة فلمح تلك الفتاة التى رأها في الحفل تقف في شرفة غرفته ، فعاد مسرعاً و اندفع إلى شرفته فوجد أن أرض الشرفة اختفت و بدأ بالسقوط ..
نهض آدم مفزوعاً وكان يتصبب عرقاً ، شرب كوب الماء الذي كان موضوعاً جانبه و ظل في سريره ، و لم يستطع إكمال نومه ، تكررت تلك الأحلام فعندما يتحدث عنها يجد نفسه يراها في منامه إلى أن وصل لدرجة أنه لا يريد رؤيتها مرة أخرى ، و منذ ذلك الوقت اختفت الفتاة من أحلامه ...
جاء يوم زفاف ليلى -أخت مصطفى- كان آدم مدعو إلى حفل الزفاف ، لكنه كان متردداً في الذهاب لولا إلحاح مصطفى الغريب ..
دخل آدم إلى قاعة الزفاف ، كانت مجهزة جيداً ، جلس آدم على إحدى الطاولات ، لم تمر ثواني حتى وجد مصطفى جاء ليرحب به و جلس معه قليلاً ، قدم له مشروباً و ذهب ليرحب ببقية بالحضور ، لكن آدم لاحظ أن نور الحمام ينير وينطفئ بسرعة ، ذهب ليرى ماذا يحدث ، اقترب ببطئ نحو الحمام و لمح وجود أحدهم !! اقترب قليلاً ليرى وجهه ، أتت يد من خلف آدم و أمسكت كتفه ، انتفض آدم مفزوعاً و وجد مصطفى أمامه و نظر مرة أخرى إلى الحمام فوجد أن النور سليم و كل شىء طبيعي !!
نظر له مصطفى باستغراب و أردف قائلا : ماذا بك ؟
آدم : لا .. لا شيء
- حسناً .. تعال و اجلس مكانك
- حسناً
عاد آدم مكانه بعدما اطمئن مصطفى أنه بخير .. جلس آدم قليلاً ثم وجد فتاة أمامه تقول له : هل يمكننى الجلوس
آدم : تفضلى
- آسفه و لكني قد أتيت بمفردي و لا أعرف أى شخص سوى ليلى ، فوجدتك أنت الوحيد الجالس بمفردك بعد أن امتلأت الطاولات بالمدعوين ..
- حسناً .. لا مشكلة
- هل أنت صديق مصطفى ؟
- نعم أنا كذلك
- حسناً ..
صمتت قليلاً ثم أردفت قائلةً :
- أنا مريم
- و أنا آدم
- أنا أعمل ممرضة و أبلغ ٢٢ سنة
- أنا أعمل موظف في شركة اتصالات و أبلغ ٢٣ سنة
أخذ آدم و مريم يتحدثان إلى أن انتهى الحفل ، و قد أعطته مريم رقم هاتفها بمناسبة أنهم أصبحوا أصدقاء ..
دخل آدم منزله و هو يفكر كيف تمتلك تلك الفتاة كل هذه الجرأة ، و جلست معى و تحدثت كأنها تعرفني منذ زمن ، و هي من أعطتني هاتفها دون أن أطلبه ، لكنه لم يعر الموضوع اهتماماً كثيراً فيبدو فقط أنها من النوع الجريء قليلاً .
استيقظ آدم في اليوم التالي و ذهب إلى العمل مبكراً عن موعده و قد نسي موضوع الفتاة التى رآها مسبقاً في الخطوبة ، و لم تعد تظهر له و تخلص من جميع كوابيسه ..
بعد أن انتهى من العمل عاد إلى منزله و خلد إلى النوم ، استيقظ على صوت رنين الهاتف كانت مريم المتصلة
رد آدم : مرحباً
مريم : أهلاً .. هل أنت مشغولاً الآن ؟!
- في الحقيقة ...
قاطعته مريم : يبدو أنك لست مشغولاً بشيء حسناً يمكننا أن ننزل ليلاً إلى المقهى الذى تريده..
- حسناً فى شارع السلام عند مقهى العرب
- حسناً ... اتفقنا
خرج آدم و قابل مريم و جلسا في المقهى ...و تكررت هذه اللقاءات بين آدم و مريم ، وبعد اسبوعين اتصل مصطفى بآدم ..
مصطفى : منذ حفل الزفاف و أنا لا أراك ماذا هناك ؟!
آدم : أود أن احكي لك عما حدث تلك المرة
- حسناً يمكننا أن نتقابل في المقهى
-هل أنت مشغول الأن ؟
- لا ..
- حسناً ، فلنتقابل الآن فى المقهى .. مع السلامة
- مع السلامة
أغلق آدم الهاتف وارتدى ملابسه و خرج و ذهب إلى المقهى .. جلس قليلا ،و لم تمر دقائق حتى أتى مصطفى ..
مصطفى : أهلاً
آدم : مرحباً
- أخبرنى إذاً ماذا حدث !!
آدم في فرح : عندما كنت في حفل الزفاف جاءت واحدة لا أعرفها مسبقاً ، جلست معي و تحدثنا كثيراً و أصبحنا أصدقاء .
مصطفى يسأل في سخرية : أصدقاء ؟!
آدم يتصنع الاستغراب : ماذا تقصد ؟!
- هكذا إذا .. يبدو أنك أنت و مريم منسجمان
- كيف عرفت أن اسمها مريم
مصطفى في ارتباك : أنت .. أنت قلت لي ذلك مسبقاً
- لا .. أنا لم أقل لك اسمها من قبل ..
نظر له مصطفى في قلق : أقصد ... كنت أقصد أنها من الحاضرين في حفل الزفاف ، و أنا أعرف كل المدعوين ..
آدم يتخطى الموضوع و يصطنع تفهم الأمر : حسناً يبدو أنني أشعر بالنعاس ، يجب أن أرحل هلا تذهب لتحاسب على الشاى
مصطفى و هو ينهض من على الكرسى : بالتأكيد .
دخل مصطفى إلى داخل المقهى و لم يدرك أنه نسي هاتفه على الطاولة ، أخذ آدم هاتفه مسرعاً .. دخل على جهات الاتصال و كتب رقم مريم فظهر له اسمها على الشاشة ، دخل على سجل المكالمات و جد الكثير من الاتصالات بينه وبين مريم .. ترك آدم الهاتف مسرعاً قبل قدوم مصطفى ، أتى مصطفى و أخذ هاتفه .. عاد آدم إلى منزله و جلس يفكر ما الذى يمكن أن يكون بين مريم و مصطفى !! ثم خلد إلى النوم بعد أن اتصل بمريم و طلب منها أن يقابلها مساءً في المقهى المعتاد ..
أتت مريم فى موعدها و كان آدم ينتظرها ..
تحدثا قليلاً كعادتهما ، و بعد مرور بعض الوقت قال
آدم : هل يمكنني أن أجرى مكالمة من هاتفك ؟ فهاتفه قد نفد شحنه ..
مريم : بالطبع
آدم مبتسماً : شكراً ..
أخد آدم الهاتف واتجه بعيداً قليلاً حتى لا تراه ، فتح هاتفها و فتح سجل المكالمات ، و وجد المكالمات بينها وبين مصطفى ، و لكن ما و جده هذه المرة أن هاتفها يحمل ميزة تسجيل المكالمات ، استطاع آدم أن يرى المكالمات بينها وبين مصطفى مسجلة ، أرسلها سريعاً إلى هاتفه و عاد إليها و هو يصطنع التحدث في الهاتف و هو يقول : مع السلامة ..
أعاد إليها الهاتف و شكرها مره أخرى و قال لها أنه بدأ يشعر بالنعاس و يود أن يرحل ..
رحل آدم و جلست مريم و هي تنظر إلى هاتفها و ترى مع من كان آدم يتحدث ، فلم تجد أنه تحدث مع أحد ، وهو أيضا لم يستطيع أن يمحو رقم من اتصل به لأنه أغلق الخط أمامها و لم يقم بمسح شيء ، راودها القلق و اتصلت بـ مصطفى
أجاب مصطفى : مرحباً مريم .. هل هناك خطب ؟
مريم : هل علم آدم أنك تعرفني أو أننا تحدثنا مسبقاً
مصطفى في قلق شديد : لا .. لا لم يحدث شيء و لم يعلم بشىء و لكن لماذا؟!
- قال أنه يريد التحدث في هاتفي ، أعطيت له الهاتف و تركته يتحدث و عندما عاد و أعطانى الهاتف وجدت أنه لم يكن يتحدث إلى أحد !!
- ربما مسح رقم من اتصل به
- لا .. لا يمكن فقد أعطاني الهاتف بعد أن أغلق مع المتحدث أمامي دون مسح شيء ..
صمت مصطفى دون أن يرد ..
وفي هذه الأثناء كان آدم يستمع للمكالمات المسجلة بين مصطفى و مريم .. و صدم مما سمع !!
يتبع ...
تاريخ النشر: 2016-07-26
التعليقات (32)
نوار - محررة - :
تحية طيبة للأخ عبد القادر محمود ..
قصتك جميلة .. سلمت يداك ..
فقط ملاحظة : قصتك أرسلتها على 3 أجزاء ، و أنا رأيت أن الجزء الثاني قصير جداً لذا وزعته على الأول و الثالث ، و بذلك أصبحت قصتك جزأين فقط .. أرجو أن لا يزعجك ذلك ..
تقبل احترامي ..
هابي هاكر:
مستمتعة جدا بقراءة القصة : )
أتمني نشر الجزء الثاني سريعا
أحسنت يا بن بلادي .. واصل في إبداعاتك
: )
Nadine:
قصة رائعة وجميلة انا حقا استمتع بالقراءة اتمنى نشر الجزء الثاني سريعا
لاني احببتها وشكرا
تحياتي ♥
مصطفي جمال:
انت تعرف رايي صديقي لانك ارسلتها لي قبل الموقع لذا انت تعرف انها اعجبتني مقدما
انت وضعت اسمي لانني وضعت اسمي في قصتي صحيح هههههه
شعيب:
القصة رائعة جدا انا متشوق لقراءة الجزء الثاني
عبدالقادر محمود:
نوار
هذا شىء لا يزعجنى .. فلقد فعلتى الصواب ^_^ وانا مشكوا جداا لنشرك القصه وتحريرها بنفسك
هابي هاكر
شكرا على التحفيذ ده علشان هي الحاجه الوحيده اللى بتشجعنى ع الكتابه ^_^
Nadine
شكرا على هذا التعليق الجميل لم يتأخر الجزء التانى ان شاء الله ^_^
عبدالقادر محمود:
مصطفى الجمال
شكرا ^_^ اسمك مميز و كمان انت حطيت اسمى يبقا انا احط اسمك هههه متنسنيش فى قصتك اللى جايه ههه ^_^
شعيب
شكرا ليك لقرائك القصه وانها نالت اعجابك وان شاء الله يعجبك الجزء الثانى :)
غريبة الاطوار - مشرفة - :
متشوقة لمعرفة ماذا سيحصل !!
araqeya:
جميلة جدا ... في انتظار الجزء الثاني ^-^
سلطانه الليل :
بصراحه لم تنل اعجابي كثيرا لان متوقع ما سيحصل لكن جيده وانتظر بقائه الاجزاء
هابي هاكر:
أنت كاتب رائع ومزجت الرعب بالاحداث بشكل مميز .. هكلمك مصري بقا ..
استمر يا عبد القادر ويا ريت تورينا ابداعاتك وافكارك ف قصص تانيه : )
اوس:
متحمس للنهاية
مها:
انتظر الجزء الثانى بفارغ الصبر
4roro4:
قصة جميلة وانا اجدها دمج بين عدة افكار
احسنت بالفعل لكن نصيحة في في قصصك القادمة لا تكشف كل أوراقك كما فعلت الان اقصد ان لا تشرح كل شيء بالتفصيل وضع مجالا صغيرا للغموض فيها كي يتشوق القارئ لمعرفة الباقي
نقطة اخرى طريقة سردك اظنها تليق اكثر بأسلوب المتحدث اكثر بكثير من الراوي هنا أعني انه مثلا آدم بطل القصة يتحدث عن نفسه كنت ذاهبا الى حفل وهكذا
احسنت مجددا
وبانتظار الجزء الثاني وقصص اكثر بكثير
والى اللقاء حتى الجزء الثاني
وسام:
قاعد بقراء بالقصه ومركز بدي اعرف النهايه عشان تقلي يتبع .
بس القصه مشوقه وحلوه وبانتظار التكمله
البراء:
شارع السلام مقهى العرب.... أنا أبتديت أخاف ههههههههه... القصة تبدو جيدة.. و لو أن الأسلوب ليس بالممتاز و لكن القصة يبدو أنها تعدنا بأكثر من الأسلوب.. بإنتظار الثاني.. لك تحياتي.
fahd:
مشوقه يا عزيزي(^.^) اسلوبك بالكتابه رائع . استمر ننتظر باقي الاجزاء بشوق(^.^)
سيف الله:
قد يبدو تعليقي متأخرا قليلا لكن ما باليد حيلة، قصتك هذه يا أخي قصة رائعة أسلوبا و موضوعا و قد سمحت لنفسي بتخيل بعض ما قد يجري في الجزء الثاني فأنا أرى أن مصطفى و مريم متورطان في وفاة تلك الفتاة لذلك فالأول يستخدم الثانية لإلهاء آدم و جعله ينسى أمرها ، هل أنا محق؟
عبدالقادر محمود او صاحب الظل:
araqeya
سلطانه اللي�
هابي هاكر
اوس
مها
وسام
fahd
البراء
4roro4
سيف الله
شكرا ليكم كلكم انكم قرايتو القصه وعجبتكم وان شاء الله يعجبكم الجزء الثانى انا اسلوبى ضعيف ف الكتابه بس بدعمك ليا اكيد هيتحسن ^_^
سيف الله
ليس كذلك :) حاول مجددا ^_^
هبــــــــــة:
واااااااو
روعة يا صاحب الظل
يا عبد القادر
سلمت يداك
مررت بصدف:
أتمنى تنزلو الجزء التانى بسرعه بسرعه جدا لانى متشوقه اشوفه بليز بأسرع وقت ممكن
لا أستطيع الانتظار:
انا بقراء كويس و مركزه جدا و تقول فى جزء تانى أتمنى ينزل انهارده عشان الفضول ها يقتلنا اعرف ايه الى ها يحصل بليز بسرعه ينزل الجزء التانى ...................
هبــــــــــة:
انا متشوقة لقراءة الجزء الثاني و الثالث كثيرا
عبدالقادر محمود او صاحب الظل:
هبــــــــــة**
مررت بصدف
لا أستطيع الانتظار
شكرا ويارب الجزء الثانى يعجبكم .. انتوا اكتر شىء بيشجعنى على الكتابه ^_^
**هبــــــــــة**
الجزء الثاني قصير جداً لذا وزع على الأول و الثالث ، و بذلك أصبحت القصة جزأين فقط:)
Müstafa AL-Iraqi:
رووووعة .. أنا متشوق للجزء الثاني ، سلمت يداك ياكاتب القصة.
هابي فايروس:
جيد:))
هبــــــــــة:
لما لم تعد تدخل المقهى
سماء:
قصة شيقة وممتعة
جزاك الله خيرا
عفياء سورية:
قصة جميلة جدا واتشوق للقادم بها
تسلم الايادي
تحياتي
الفتاة المجهولة:
بداية أكثر من رائعة *_* اشكرك كثيييييرا ^^ متشوقة لقراءة الجزء الثاني :-)
روا عسل:
روعة هل ادم وقع في حب تلك فتات؟
Maryam:
متشوقة جدا للجزء الثاني