اتلانتروبا
![]() |
المشروع الاكثر جنونا في التاريخ |
طرحت فكرة المشروع عام 1928 من قبل المهندس المعماري الالماني “هيمان سورجيل” الذي امن بالفكرة و حاول تنشيطها وتحقيقها حتى وقت وفاته عام 1952 .
![]() |
اللون الرمادي هي الاجزاء التي ستجف من البحر والخطوط السوداء هي السدود التي ستشيد لتجفيف البحر |
كانت اوروبا قد خرجت من حرب عالمية اولى فظيعة ، راح ضحيتها الملايين ، وكان الصراع محتدما على جبهتين ، جبهة التسلح و جبهة سباق الاستعمار. وكانت فكرة المشروع هي تجفيف البحر الابيض المتوسط ، وطبعا تحقيق هكذا انجاز جبار كان سيحتاج الى امكانيات ضخمة من الموارد ، و بالتالي ستتعاون امم اوروبا وتنشغل بالعمل معا فتقل حدة سباق التسلح وتطغي روح التعاون ، و من جهة اخرى سينتهي السباق الاستعماري و التوسعي نظرا لكون المشروع سيضمن توفر مساحات ضخمة من الاراضي الجديدة التي ستشبع نهم وجشع المستعمرين.
كان المشروع يطمح الى خفض مستوى سطح البحر المتوسط 200 متر – مايوازي 600 قدم – بوتيرة 80 سم بالعام على مدى قرنين من الزمن ، مما يوفر ما يقارب 600 الف كم² من اليابسة ، وهو ما يوازي المساحة الكلية لدولة فرنسا ، و يقال انه قد يمتد الي مليونان كم² ايضا.
التنفيذ و البناء
![]() |
المهندس المعماري الالماني “هيمان سورجيل” |
كان مشروع سورجيل يحتاج مبدئيا ما بين 200 الف الى مليون عامل ، و قال انه يمكن انجازه خلال 10 اعوام ، وطبعا سيكون بحاجة الى كميات مهولة من الخرسانة والمواد الانشائية العدد والآلاف و الرافعات الخ … كان أساس الفكرة يكمن في اقامة سد عند مضيق جبل طارق لاغلاق البحر المتوسط تماما ، وكان المقترح ان يكون تصميم السد بشكل الحدوة ، اضافة الى سد اخر عند مضيق الدردنيل لايقاف تدفق مياه البحر الاسود ، وايضا اقامة سدود بين جنوب ايطاليا و صقلية وتونس ، و ذلك لكي ينقسم وينفصل البحر الى جزء شرقي و غربي فيسهل تجفيفه ، و كان مستوي الفرع الغربي منقوص بـ 100 متر فيما الحوض الشرقي بـ 200 متر ما يمكن من استغلال فرق المستويين لتوليد طاقة كهرومائية. اضافة الى ذلك سيسمح السد بانشاء طريق بري بين القاراتين.
![]() |
المشروع يتضمن انشاء بحيرة افريقية عملاقة وربطها بالبحر بواسطة نهر جديد كالنيل |
المشروع تضمن ايضا انشاء سد على نهر الكونغو لتشكيل بحيرة افريقية عملاقة لضمان التغذية المائية لمنطقة حوض تشاد و الصحراء الكبري، وحفر نيل جديد يمتد الى ما تبقى من المتوسط.
وفي حال نجاح المشروع سيوفر 110 الف ميغاواط نصفها من مضيق جبل طارق ، و ايضا توفير اراض قابلة للزراعة والاستصلاح وقابلة لتغذية 150 مليون انسان،
الانتقادات و الفشل
بعيدا عن انه مشروع عنصري بالكامل يؤكد هيمنة الجيران الشماليون على الجنوبيون ، وتهميش رأيهم بالمشروع المضر بهم ، و كذلك الضرر الذي سيلحق بالبيئة ومن خلال نفوق وانقراض إعداد كبيرة من الكائنات البحرية والاسماك المتوسطية، فان للمشروع اضرار ومساوئ اخرى ، ابرزها ان الاراض الجديدة من المحال ان تستصلح زراعيا او لاي غرض ما بسبب انها ستكون عبارة عن اراضي ملحية تمتلئ بكتل ملح فائضة لا فائدة منها .. الا اذا كنت محبا للطعام المملح فهو مفيد لك بلا شك!
![]() |
المشروع لم يرة النور ابدا |
و لن يستفاد من المشروع زراعيا عكس ماهو مفترض لها ، و ايضا ستحول مناخ دول جنوب اوروبا مثل ايطاليا وفرنسا و اسبانيا والبرتغال و تركيا واليونان الى شبه صحراوي نظرا لقلة السحب الممطرة الناجمة عن التصحر الناجم عن زيادة الملوحة في الاراضي والذي يؤدي بدوره الى ارتفاع درجات الحرارة بالضفة الشمالية الاوروبية للبحر السابق ، و ستكون الحرارة قاسية للغاية على ضفة شمال افريقيا، بالاضافة ان المشروع غير مضمون مع ان سورجيل راعى كافة احتياطات و ضمانات السلامة الا انه مشروع ضخم و لا يضمن نجاحه مئة بالمئة خصوصا في ذلك العهد نظرا لصعوبة البناء في البحار حينها ، و ايضا المشروع بحاجة الى كميات موارد رهيبة بسبب ضخامته فانهم بحاجة الى كميات مهولة من الخراسانة و الحديد و الرمال و كل شيء حرفيا .. فإذا فشل المشروع من الذي سيعوض اوروبا حينها عندما تفشل مخططات وامال توليد الكهرباء و الحصول علي اراض جديدة للزراعة والاستعمار لتغطية الزيادة السكانية. وايضا كيف ستعوض الشعوب التي ستعاني من الفقر بعد تقشف الدول المنفذة للمشروع والتي حتما ستفرض علي شعوبها ضرائب مستحدثة لتنفيذ المشروع …
نتيحة لكل هذه الاسباب مجتمعة قامت الامم الاوروبية برفض المشروع نظرا لمخاطره وقلة الاستفادة منه لو نجح ايضا مقارنة بالخسائر والتكاليف.
ختاما
ربما لو نجحت ” اتلانتروبا” لكان العالم أكثر تطورا بالوقت الحالي بسبب الطفرة الكهربائية انذاك بالقارة العجوز ولربما تم ربطنا باحمال كهربائية من “صحراء نابولي” الان ، و لكن بالمقابل فانه سيكون المناخ صعب على الجميع ، واضف انه من يريد التنوع بالاسماك عليه ان يكون مطلا على الاطلسي ، لان المتوسط سيكون عبارة عن بحيرة مصغرة ، لكن سيتوفر لنا الكثير من الملح.
مصادر :
تاريخ النشر : 2020-11-30