اصمتي فقط
![]() |
اصبح كل يوم يضربني |
حسنا.. أحيانا يجب أن نلتزم الصمت لأننا لو تكلمنا سنتأذى كثيرا , هذه هي حالتي , حسنا تبدأ القصة في ليلة ما صارحتني أمي أنها تريد الزواج مره أخرى بعد أن توفي والدي , حسنا أنا تفاجأت أولا ورفضت الأمر , لكن بعد تفكير مع نفسي وافقت لأن أمي تعبت كثيرا بتربيتنا لوحدها وتوفير كل ما نريد ..
و تزوجت أمي رجل مهندس يكبرها بـ ٦ سنوات حتى أني سألتها كيف تعرفت به , قالت عن طريق العمل ..
حسنا كان رجل عادي يخرج في الصباح ويأتي في الليل , كانوا سعيدين جدا معا , وأنا كنت كذلك سعيدة بوجوده فهو الذي صرف على أموال مدرستي , وهو الذي يشتري لي كل ما احتاج . لكن في يوم عاد وهو في قمة الغضب لأن مديره طرده من العمل , وأصبح على غير طبيعته , فكان دائما يأمرني بأشياء مستحيلة ويوبخني على أتفه الأشياء , لكني حاولت ان أتفهمه والتزمت الصمت ..
لكن الوضع بدأ يتغير ..
أصبحنا الآن في حالة مادية صعبة , وكان يقول لي ان كل هذه بسببك وبسبب مدرستك المغفلة هي التي أفلستنا , وكان يشتمني بأبشع الشتائم .. إلى أن في يوم عندما كنت ارتب غرفته كسرت كأس زجاجي من الكؤوس التي كان يحتفظ بها وأنا كنت بقمة خوفي , فأتى ورأى الكأس مكسور وأصبح يوبخني بصوت عال , ليس ذلك فقط بل شدني من شعري و رماني على الجدار وذهب .. فأتت أمي أيضا ورأتني بهذه الحالة وظننت أنها ستعطف علي , ولكن للأسف أخذت تقول هذه كله بسببك كان عليك ألا تتقربي من تلك الكؤوس .
ومرت الأيام وازدادت حالتي بؤسا , أصبح كل يوم يضربني , ليس ذلك فقط بل يعطيني أشياء لأبيعها ويقول لا تأتين من دون مال , والعجيب أن أمي تبادله الرأي ..
الكل لاحظ تغير شكلي والجروح عل وجهي ويدي , ولكني كنت فقط التزم الصمت ولا افعل شيء.
وعندما كنت في المدرسة يوما لا اعرف لماذا خطرت لي فكره بعدم العودة إلى البيت والذهاب إلى مكان آخر , وحقا فعلت ذلك ولم اعد للبيت ..
الآن أنا اكتب قصتي وأنا لست بجوارهم واحمد الله على ذلك وإنما بجواري زوجي و أطفالي الصغار يلعبون معا .
ربما لم أكن سأتعرض لهذا كله لو أني قلت كل شيء وفضحت حقيقتهم , إلا أني كنت التزم الصمت في كل مرة كانت تسألني قريبتي أو صديقتي عن حالي البائس .
فقط تعلموا أن لا تصمتوا مثلي مهما حدث وشكرا .
تاريخ النشر : 2015-12-08