التاريخ الأسود للحلفاء
![]() |
قصف درسدن الالمانية واحدة من مجازر الحلفاء المنسية |
لكن فلتعلم عزيزي القارئ أنّ لهؤلاء الأبطال جانبا آخر مليء بالمجازر و القمع و هذا ما سأتحدث عنه في هذا المقال ..
أنا سأتكلم عن 3 دول فقط من الحلفاء ، و سأبدأ بفرنسا ، فهذه الدولة التي مهما إدّعت إحترامها لحقوق الإنسان فإنّ التاريخ لن ينسى جرائمها في حق الدول الإفريقية التي إستعمرتها مثل مجزرة 8 ماي 1945 بالجزائر حيث قتلت أكثر من 45 ألف شخص ، و أيضا تجاربها النووية في صحراء الجزائر ، و قد إستشهد أكثر من مليون و نصف جزائري بين 1954 – 1962 خلال الثورة الجزائرية.
![]() |
إستشهد أكثر من مليون و نصف جزائري |
و مجزرة الكبكب بالتشاد في عام 1917 حيث ذبحت قرابة 400 عالم دين.
و في عام 1994 برواندا تسببت في مذبحة سقط خلالها أكثر من 800 ألف شخص حيث كانت تدعم القوات المتطرفة هناك .. إضافة إلى الكثير من المجازر و المذابح التي لم اذكرها لكي لا يكون المقال طويلا و إلى جانب ذلك فقد كانت فرنسا تتاجر بالعبيد في بعض مستعمراتها مثل سينغال و ساحل العاج و البنين ، كما أنها إستخدمتهم في الحرب العالمية الأولى و وضعتهم في الصفوف الأمامية بالإضافة إلى نهب ثروات البلدان و مواردها.
و الآن سأتحدث عن دولة أخرى أكثر بشاعة و إجراما من فرنسا و هي بريطانيا ، فقد إستعمرت تقريبا %90 من دول العالم عبر التاريخ ، أي 200 دولة في أزمنة مختلفة ، و تاريخها لا يخلو من المجازر و إنتهاكات حقوق الإنسان ، فمثلا في إفريقيا و أثناء حرب البوير الثانية بين 1899 – 1902 قامت بمحاصرة سدس سكان البوير و أغلبهم من النساء و الأطفال و إحتجازهم في معسكرات و مات على إثر ذلك قرابة 28 ألف شخص.
و في كينيا خلال ثورة الماو ماو بين عام 1951 – 1960 إعتقلت بريطانيا أفرادا من قبيلة كيكويو في معسكرات الإعتقال و قدرت أعداد الضحايا بحوالي 200 ألف قتيل.
![]() |
مذبحة أمريتسار في حدائق جليانوالا |
و في آسيا و تحديدا في الهند يوم 19 أبريل 1919 وقعت مجزرة أمريتسار عندما تظاهر المتظاهرون السلميون ضد الإستعمار البريطاني و تمت محاصرتهم في حدائق جليانوالا و بأمر من العميد ريجينالد داير قام الجنود بإطلاق النار عليهم و خلال 10 دقائق فقط قُتل مابين 379 – 1000 شخص و قرابة 1100 جريح ، و الأمر المؤسف أن ذلك العميد تم تمجيده على أنّه بطل في بريطانيا و مُنح علاوة على جهوده ، و بدون أن ننسى أيضا المجاعات التي أدت إلى موت ما بين 12 إلى 19 مليون هندي.
و في عام 1943 مات حوالي 4 ملايين بنغالي من الجوع ، و خلال هذه المجاعات كانت تُصدر أطنان من القمح إلى بريطانيا و كان يتم إرسال الطعام إلى الجنود البريطانيين و بعض البلدان مثل اليونان.
و لبريطانيا مجازر أيضا في الأمريكيتين حيث قامت بإستعمارها و قتلت الملايين من الهنود الحمر و ذلك من أجل سلب موطنهم بالقوة و نهب ثرواته.
و في الشرق الأوسط حيث كانت بريطانيا هي السبب الرئيسي في إحتلال الكيان الصهيوني لفلسطين من خلال وعد بلفور المشؤوم و رغم كل هذه الجرائم و مع الآسف فإن أغلب الشعب البريطاني الآن يرون بأنّ الإمبراطورية البريطانية و الإستعمار البريطاني كانت شيئا جيدا.
و في الأخير سأتكلم عن دولة الحريات و الديمقراطية و حقوق الإنسان و أظن أنك قد عرفتها يا عزيزي القارئ , إنّها الولايات المتحدة الأمريكية فتاريخ هذه الدولة مليء بالحروب و التدخلات العسكرية في دول كثيرة بإسم الديمقراطية و الحرية و التي للآسف لم تزد في تلك الدول سوى الدمار و الفساد ، فمثلا في عام 1899 إندلعت الحرب الأمريكية الفلبينية بين الجنود الأمريكيين و ثوار الفلبين و أسفرت عن مقتل 220 ألف فلبيني أغلبهم من المدنيين ، و بعدها شاركت أمريكا في الحربين العالميتين و كلنا نعرف ماذا حدث بعد إنتهاء الحرب العالمية الثانية عندما قامت بإلقاء قنبلتين نوويتين في اليابان و قُتل أكثر من نصف مليون ياباني.
![]() |
ناكازاكي اليابانية بعد القاء القنبلة النووية .. سويت بالارض |
و في عام 1950 شاركت في الحرب الكورية و كان عدد الضحايا أكثر من 2 و نصف مليون كوري ثم قامت بإستعمار الفيتنام في عام 1965 و بقيت هناك 10 سنوات و قتلت حوالي 2 مليون فيتنامي و خسرت الحرب في النهاية و إنسحبت عام 1975 .
و شاركت في حرب الخليج عام 1990 و 1991 و قُتل قرابة 10 آلاف عراقي و في 2003 أعلنت الحرب على العراق و قامت بغزوها و تسببت في مقتل حوالي نصف مليون عراقي.
و حرب أفغانستان من 2001 إلى 2014 و قُتل قرابة 42 ألف أفغاني.
و إلى جانب الحروب فقد كانت أمريكا سببا في بعض الحروب الأهلية حيث كانت تدعم الإنقلابيين ، فمثلا في كوبا عام 1961 أرادت أن تقلب النظام على فيدال كاسترو بواسطة بعض المنفيين الكوبيين الذين قاموا بعمليات إرهابية هناك و لكن الخطة فشلت.
و في عام 1968 في إندونيسيا قامت بتدبير إنقلاب عسكري بقيادة سوهارتو ضد الرئيس الإندونيسي سوكارنو و أدّى ذلك إلى حرب أهلية راح ضحيتها الآلاف من المدنيين.
و في تشيلي عام 1973 نفذت إنقلابا عسكريا ضد الرئيس سلفادور إليندي و جائت برئيس جديد و هو الجنرال بينوشيه و الذي قام بقمع شعبه و تسبب في مقتل 30 ألف شخص.
و ختاما فلتعلم يا عزيزي القارئ أنّ كل ما كتبته هو فقط بعض ما فعلته هذه الدول التي للآسف مازالت إلى الآن تدّعي الإنسانية و الحرية.
المصادر :
– «الإندبندنت»: أسوأ 5 أعمال وحشية ارتكبتها الإمبراطورية البريطانية
– جيشٌ لا يهدأ.. ماذا تعرف عن الحروب الدموية التي خاضتها أمريكا في تاريخها؟
– فرنسا الاستعمارية.. نهب وإبادة واستعباد وحقائق محظورة
تاريخ النشر : 2020-05-26