الثعبان الأسود يتحول على هيئة رجل
![]() |
رأيت رجل عينيه حمراء ولسانه كلسان الثعبان لكن ليس بالشكل الواضح |
و أنا لا أعرف أسم هذا العامل ، ناديته : يا محمد ، يا محمد ، حتى أتاني رد من خلف الجبل وقلت له بصوت عالي : تعال ، ولم يرد ، و ناديته باسمه عدة مرات ولم يستجيب ، و صعدت للجبل وألتفت يمين ويسار و ناديت باسمه وكأن الأرض ابتلعته ، و كانت الشمس على وشك الغروب و بدأ المكان يظلم ، و نظرت للمقبرة و شاهدت ماعز لونها أحمر غامق وأسود و في فمها شيء تأكله ، وعندما أتلفت يمين ويسار نظرت مرة أخرى للمقبرة فوقف شعري وتصلب جسدي بعد ما اختفت الماعز بغمضة عين ،
قرأت المعوذات والأذكار وعيوني تكاد أن تخرج من رأسي من شدة الخوف والصدمة ، كرهت العامل و قررت الخروج من هذه المنطقة ، لو أصرخ بأعلى صوت مستحيل يسمعني أحد ، لأن المكان الذي دخلته في وادي و جبال و لا يوجد فيه أي سكان ، وكما قلت لكم أخر من سكنها قبل ٥٠ عام و ربما أكثر ، المهم عندما أردت الرجوع للبيت رأيت أمرأة من بعيد وهي واقفة عند البئر و أنا طريقي من عند البئر دمعت عيوني من الخوف ومن القهر ، لكن عزمت أن أمر من عندها وقلت في نفسي ( حياة أو موت) و نزلت من الجبل وعيني على المقبرة ، كنت اخشى أن أشاهد الماعز مرة ثانية ، والمقابر مبعثرة ليس كمقابر اليوم ،
عندما وصلت للبئر و جدت رجل أسود لم أرى أي لون بشره بهذا اللون ، وعينيه حمراء ولسانه كلسان الثعبان لكن ليس بالشكل الواضح ، و أنا كنت خائف و لكن أوهمته أنني لست بخائف ، و قلت له السلام عليكم ، و رد السلام و قال : أنت ولد مين ؟ قلت له : ولد فلان ، قال : ما شاء الله ، والدك معروف وطيب و دائماً أشوفه في هذا المكان ، و أنا هنا أفكر في الظلام لأن الشمس غربت والوقت شارف على الظلام ، وقلت له : مع السلامة ، وأكملت طريفي و فجأة رأيت هذا الشخص يصعد الجبل ، أنظر للمكان الذي كان فيه و اذا هو غير موجود ، والله العلي العظيم وصل قمة الجبل وهذا الجبل يحتاج أي شخص ربع ساعة على الأقل حتى يصل لهذا المكان !
وجاء المطر و أنا لا زلت هناك و حل الظلام ، وعندما حاولت الركض – الله يكرمكم – انقطعت حذائي وكأن هذا الشيء بفعل فاعل ، استرحت في هذا المكان و أنا أحاول أن أصلح حذائي حتى دخل الظلام و أنا لا أعلم ، و عندما حاولت الخروج من هذا المكان سمعت ضحكة أشبه بضحكة عجوز كبيرة بالسن وحاولت المشي بسرعة ، قابلت ذلك الشخص الأسود ذو بشره السوداء و قال لي : أخرج من هذا المكان بسرعة ، الصدمة أن هذا الشخص يتحدث بلهجتنا وهي لهجة أهل (بلغازي) ،
و بكل براءة وخوف سألته سؤال سريع ، قلت له : من أنت ؟ قال : أسأل والدك و أوصف له شكلي ، بصراحة إجاباته جعلتني أرتجف من الخوف ، قال لي : لماذا أنت خائف ؟ قلت له : لست خائف ، لكن أريد أن أعود للبيت ، قال : نشوفك على خير، المهم ابتعدت عن هذا الشخص و عندما انبسط لي الطريق ركضت من هناك حتى بيتنا ، الطريق يحتاج له ساعتين لكن مع الخوف أخذته في ساعة ، وعندما وصلت للبيت سألني والدي عن العامل و ماذا يريد من أشياء ؟
أخبرته بالقصة و سألته عن الشخص الأسود و وصفت له شكله و قلت له : هذا ليس أنسان ، قال والدي : هذا الثعبان ويسكن في البيت تحت المقبرة ودائماً يتحول لإنسان ، لكنه غير مؤذي ، فهو لا يظهر إلا نادراً ، وإذا ظهر يتصرف وكأنه إنسان حقيقي ، وأخبرته عن العجوز ، قال : هذه سمع بأن بعضهم وجدها على البئر ، ومن ثم دار الزمن رأها ولد عمتي على البئر وهي تصفصف شعرها وأخبر الناس ولم يصدقه أحد ، لكن عندما وصف لي هذه المرأة كما رأيتها و أنا أخبرته بأني رأيتها من قبل.
تاريخ النشر : 2020-07-04