الحب الذي خدعني
![]() |
الحب يؤدى بنا أحيانا إلى خسارة أنفسنا و كل من نحب |
هل يجوز لنا الخوف من الحب أم الخوف ممن نحب ؟ … هي كانت أجمل امرأة رايتها ، كنت احلم أن أعيش معها بقية عمري ، لكنه لم تكن تبادلني نفس الشعور الذي يمكن أن أضحى بنفسي لأجلها ، و فعلا ضحيت بنفسي حين خسرت والدي لأجل البقاء معها ، وبعدت عنهم إلى الأبد ، كنت أتخيل أني معها أكون قد ملكت الكون و وجدت نفسي ، لكن الحقيقة أني بعدت عن كل شيء و خسرت كل ما كسبته ….
كنت يوما أسير في الشوارع المعتمة حيث بالكاد استطيع رؤية ما بجواري .. رأيت فتاه تبكى و صرت أتسأل لماذا هذه الفتاة تبكى ؟ .. و لماذا توجد في هذا المكان المعتم ؟ ..
اقتربت منها و سألتها ، علمت منها إنها هربت من المنزل لأن والدها كان يريد النوم معها ، وبالفعل حدثت هذه الواقعة مرتين قسرا ، و في المرة الثالثة هربت الفتاه و هي لا تعلم إلى أين تذهب يرافقها شعور من عدم الطمأنينة التي حلت بها بعد كل ما حدث مع والدها ، هل من الممكن أن تثق بالآخرين مجددا ؟ .. و هل ذنبها أن يحدث هذا معها لحلاوة جسدها ؟ …
أخذت الفتاه معي إلى المنزل ، لكن نظرا للمجتمع الشرقي الذي نعيش فيه لا يجوز أن احتضن فتاة لدي في المنزل وأنا أعزب ، وواجهت مشاكل كثيرة بسبب هذه المسألة لحين أن قررت أن أتزوجها ..
رأى أصدقائي إن ما افعله يؤدى إلى خسارة كل الناس ، لكني رأيت أنه لماذا نحاسب هذه الفتاة على شيء ليس لها به ذنب …
ابتعد عنى كل أقاربي و أصدقائي و والدي .. أخذتها إلى مكان بعيد لا نعرف فيه احد ، أحببت هذه الفتاه حب لا استطيع أن اهرب منه …
لكن بعد أقاربي عني لم استطيع تحمله ، و أصبت بمرض خبيث .. سرطان المخ .. و كان باقي لي من الحياة ثلاث شهور ..
حين علمت زوجتي بمرضي لم تستطع أن تتحملني ، كانت تخرج من المنزل بالأيام و لم أكن استطيع الحركة ..
لماذا تفعل بي كل هذا ؟ .. أنا الذي أعطيتها كل ما املك .. حتى نفسي ..
و في يوم قبل معاد وفاتي بأسبوع طرق احدهم باب المنزل ، كانت امرأة كبيرة بالسن ، أدخلتها الممرضة التي تعتني بي ، قالت أنها والدة زوجتي وقد أتت لزيارتنا ، كنت أراها لأول مرة ، رحبت بها وأخبرتها بأن أبنتها ليست بالمنزل ، وحين حكيت لها القصة التي روتها لي أبنتها عن مدى حقارة والدها صدمت الأم .. نظرت إلي بغرابة وقالت : أن والدها مات بعد ولادتها بخمسة شهور !! …
الحب يؤدى بنا أحيانا إلى خسارة أنفسنا و كل من نحب .. ليت الحب جميل مثل اسمه ..
تاريخ النشر : 2015-02-25