Facebook YouTube Email color

القسم : أدب الرعب والعام

الحب الملعون

الحب الملعون
بقلم : امل شانوحة - لبنان

***

كنت اُذاكر بكل نشاط لإمتحان الغد .. لكني شعرت ببعض التعب فأغمضت عينايّ لأريحهما .. و عندما فتحت عينايّ , شعرت بدوار و ضبابية في الرؤية .. ففركت عينايّ لكن دون جدوى , فالرؤية مازالت غير واضحة ! حتى انني لم استطع رؤية عقارب الساعة التي عُلقت فوق طاولتي ..

فجأة !! انتبهت ان لديّ العديد من الأصابع .. يالهي ! مالذي يحدث معي ؟ ثم سمعت صوتاً في رأسي يقول لي : لا تفزعي !! انت الآن تحلمين ... فقلت في نفسي : كيف ؟! فأنا ما ازال امام طاولتي , و لا اذكر انني كنت نعسة ! فعاد الصوت من جديد يقول لي : انظري اذاً الى كرسيك .. فنظرت الى حيث اشار .. فرأيت كرسي يطفو على الأرض .. و بثواني وجدت جسدي يطير حتى اقترب من سقف غرفتي ! و هنا فقط ايقنت انني احلم ..

لكنه لا يشبه ايّا من احلامي ! فأنا كنت اشعر بكل ما حولي .. فأنا اشتمّ الآن رائحة البخور قادمة من خلف غرفتي ! واستطيع فعلاً لمس السقف الذي وصلت اليه ! لكن لحظة !! لما بيجامتي التي كنت البسها قبل قليل , مرمية على سريري بالقرب من ملابسي الفخمة التي كنت احتفظ بها للمناسبات ! من الذي بعثرها هكذا ؟! و لما عدّة مكياجي متناثرة فوق تسريحتي ؟ هل اختي الصغيرة استغلت نومي المفاجىء لكي تلعب بأغراضي ؟ ان كانت فعلت !! فسأشكوها لأمي فور استيقاظي من هذا الحلم الغريب .. و هنا !! عاد ذلك الصوت يحدثني من جديد قائلاً : دعك الآن من اختك , و استغلي هذه التجربة الفريدة ..

فسألته : و ماذا تريدني ان افعل ؟ فقال : افتحي النافذة و طيري الى الخارج .. فصرخت فزعة : لاااا !! هكذا سأموت ! فقال لي مطمأناً : بل ستطيرين كما تفعلين الآن .. هيا لا تكوني جبانة , حاولي قبل ان تستيقظي ..هيا !!!! و بالفعل !! استجمعت قوايّ و خرجت من نافذتي .. و لا استطيع حقاً ان اصفّ لكم غرابة التجربة و جمالها في نفس الوقت .. فقد حلّقت عالياً بالسماء , حتى انني زرت عدّة اماكن بلمح البصر ! لكن التجربة انتهت سريعاً .. و استيقظت و انا مازلت امام كتبي المفتوحة فوق طاولتي ..

لكن لحظة !! لما البس هذه الثياب الفاخرة .. و غرفتي ! كانت تماماً كما شاهدتها بالحلم .. فكل شيء مُبعثراً هنا و هناك ! لكن قبل ان اعيّ ما حصل .. انتبهت الى ضوضاء قادمة من المطبخ .. ففتحت باب غرفتي ليتناهى الى سمعي صراخ ابي الغاضب , و صوت امي تحاول بصعوبة تهدأته .. و الأغرب ان ابي كان يشتمني انا ! لماذا ؟ فأنا كنت بغرفتي اذاكر ! مالذي حصل ؟ و هنا اقتربت مني اختي الصغيرة و قالت لي : ادخلي بسرعة الى غرفتك و اقفلي الباب عليك , قبل ان يقتلك ابي ..هيا !! و كنت سأظنها تمزح , لولا علامات الخوف البادية على وجهها .. فقلت لها : حسناً سأدخل , لكن تعالي معي و اخبريني بما حصل ؟ و رغم ان كلامي فاجأها .. الاّ انها فعلت ذلك ..

وبعد ان اقفلنا باب الغرفة علينا .. قالت لي بغضب : يا مجنونة !! مالذي فعلته قبل قليل .. فقلت بدهشة : انا كنت نائمة و .. لكنها قاطعتني بغضب : لا تتغابي عليّ !! فصراخك على العريس الذي احضره ابي معه من الجامع , اغضب الجميع !! فصرخت بدهشة : عن ايّ عريس تتكلمين , انا حقاً لا افهم شيئاً ! و رغم ان اختي لم تصدق كلامي , الاّ انها رضخت الى الحاحي عليها بإخباري القصة منذ البداية .. فقالت لي : ان ابي التقى بإبن صديقه القديم في الجامع .. و بعد ان تكلما قليلاً في طريق العودة ..فاجأ الشاب ابي بأنه ينوي ان يخطبك .. فقال له ابي : لما لا تأتي الى بيتي و ترى ابنتي قبل ان تُحضر اهلك , فأذا اعجبتك حددنا موعد لقدوم اهلك .. فوافق الشاب و حضر معه ..

فسألتها و انا مازلت مندهشة من هذا الكلام (الذي لا اذكر منه شيء) وقلت :و ماذا فعلت انا ؟ فقالت بغضب : لا ادري لما تدّعين النسيان ! انظري حولك !! لقد دخلتي الى غرفتك ثم بعد قليل خرجت بهذه الثياب التي تلبسينها الآن , و قد وضعت المكياج على وجهك .. الم تنظري الى المرآة ؟ فقمت بسرعة نحو المرآة , و كان كلامها صحيحاً .. فوجهي مُزين بشكلٍ جميل ! ثم اسرعت الى اختي و قلت : انا حقاً لا اتذكر ايّ شيء , احلف لكِ !! و قبل ان تجيبني , سمعت طرقات عنيفة على بابي , و كأن ابي يحاول تحطيمه , و كان يشتمني بقسوة (من خلف الباب) و كان يصرخ قائلاً : اتحاولين اذلالي !!! اتحاولين ان تجعلي صيتنا على كل لسان يا عديمة التربية !!!! افتحي الباب قبل ان اكسره على رأسك !!

لكن امي حاولت ببسالة تهدأته , لكنها نالت نصيبها من الشتائم : لأنها برأيه لم تحسن تربيتي .. و بعد قليل .. كان صوته يبتعد , الاّ انه كان يهددّ بأنه لن يرسلني مجدداً الى الجامعة , التي كانت السبب بغروري ... و هنا امسكت يد اختي (بخوف) و سألتها : هل فعلاً دخلت على العريس و شتمته ؟! فابعدت يدي بعنف و قالت : شتمته ! و الله لو لم يخرجك ابي من الصالة , لكنت على وشك ان تضربي الشاب .. و المسكين تفاجىء جداً بتصرفك , و خرج مسرعاً من البيت ...

لماذا فعلتِ ذلك ؟ لما لم تجلسي معه لخمس دقائق , ثم تخرجين بأدب .. و بالنهاية لن تأخذي الا نصيبك ..اتظنين ان هذا الشاب لن يخبر اهله بما حصل .. و اكيد امه لن تسكت على اهانتك ابنها , و ستخبر عنا كل معارفها ..و بهذا يصبح صيتنا على كل لسان .. و ابي معه كل الحق ليغضب منك ..و انا ايضاً احاول ان امسك نفسي , كيّ لا اخنقك الآن .. فأنت بتصرّفك الأحمق لم تقضي فقط على مستقبلك , بل على مستقبلي انا ايضاً .. فمن سيتزوجني , و انا لديّ اخت مجنونة مثلك .. كم اكرهك يا غبية !! ثم خرجت من غرفتي و هي تبكي ..

و انا بعد ان اقفلت الباب خلفها (خوفاً من ابي الغاضب).. تراميت من هول الصدمة فوق ثيابي المبعثرة على سريري و صرت ابكي , و عبثاً حاولت تكراراً و مراراً تذكّر ما حصل , لكن لا شيء في ذاكرتي ! و بعد ساعة من البكاء المتواصل نمت من التعب و انا مازلت البس ثيابي الفارهة .. و في المنام : رأيت من كان السبب في كل تلك المشكلة .. كان مخلوقاً مخيفاً , اخضر اللون بعينان تشبهان القطط .. و قد اقترب مني ضاحكاً و قال : يبدو ان خطتي نجحت .. لقد الهيت عقلك بتخيلاتٍ الغبية , بينما سيطرت انا على جسدك .. و في الوقت الذي كنت تطيرين فيه بالسماء , كان لساني انا , ينهال بالشتائم على ذلك الشاب الوسيم الذي اراد ان يأخذ زوجتي مني ..

صرخت باكية : انا لست زوجتك ايها اللعين !!! فأسرع ذلك الجني و خنقني بيديه , حتى كدت اموت خنقاً ..ثم همس في اذني بلؤم : انت لي يا حلوة .. انت لي مدى الحياة !!!!!

تاريخ النشر: 2015-07-11

للمزيد من مقالات الكاتب : امل شانوحة

مواضيع ذات صلة

التعليقات (36)

العنقاء:

رائعه اعجبتني وخاصه طريقته في جعلك تتخيلين الطيران وهو يسيطر على جسمك اتمنى ان ترينا ابداعك في قصص اخرى

هدى:

حتى ادب الرعب فيه جن! اعتقد ان بطلة القصة مريضة بالسكيزورفينيا، تعيش بشخصيتين، شخصية اخدها الخيال بعيدا لتطير، و شخصية في الصالة تستقبل العريس،هدا انفصام، لو كان جنا، لتواجدت مع مكان واحد فقط اي مع الجن الدي حضر لها صراحة، لكن لم يكن هناك جن اصلا مجرد تخيلات،

سوسو حسناء:

جني عاشق في كل مكان :(

شوشو:

ياه قصة غريبة جدا .اسلوبك رائع ابدعتي لكن هل القصة حقيقية!!؟؟؟اذا كانت كذلك فهو جن عاشق يجب ان تذهبي الى الراقي

روز باريس:

فعلا يا سوسو يجب ان يسمى موقع الجن العاشق بدل كابوس:-

مروه:

لو ده حقيقي يبفي مش هيسيبك انصحك بالذهاب الي راقي فورا

مرتضى العكيلي:

عجبتني القصة كلش هواي تحياتي للكاتبة

☆نجمة الصبح:

اكتر شي ضحكني كلمة ثيابك الفارهة
يعني الشب جاي يشوفك مو جاي يشوف تيابك
عم بمزح حبيبتي
لكي مستقبل بالكتابه
ابداعك اعجبني

مروه:

اعجبتني :)

علي النفيسة:

قصة جميلة ونهاية غامضة..

احلام:

اعتقد انهاقصة حقيقيه اختي انصحك بي اذهاب إلى رالرقي شرعي اعلم ان لااحد يصدق بي وجود جن عاشق

OLA:

ضحكت مرات عده في اثناء قرائتي للقصه..

google:

حاولت التصديق فلم افلح

ابتسام:

احم احمممم
ممكن يا جماعة تقرأو العنوان
مكتوب فيه {أدب الرعب العام } يعني ادب ا د ب مو قصة حقيقية أدب يعني قصة خيالية أدبية
وممكن حتى لــــــــــــــو كانت سخيفة ما تضحكو على البنت شوية احترام
انا من جانبي الشخصي القصة رائعة أحسنتي الوصف
والجن العاشق موجود يا اخوة
أختكم ابتسام من المغرب

المستجير بالله:

شكرا للكتابة A S
اللبنانيون دائما مبدعون في أكثر المجالات
وتستقطبهم الدول الآخرى لمساعدتها من خلال خبراتهم
أو لنقل تستقطب عقولهم المميزة

قصة جميلة وأنا أندمجت بها
ولا تأخذي أختي على كلام الآخرين
حتى ولو كانوا يمزحون
وسهام نقدهم ضعيها في جراب سهامك
لترمي بها المنتقدين مستقبلا عندما
تصبحي إن شاء الله كاتبة كبيرة

ميارا:

حقا انها قصه رائعه جداااااااااااااااااااا ...♡♡

هند:

قصه جميله وممتعه

مروه:

من اسماء القصص التي ذكرتيها اعتقد انها مشوقه. فعلا انا بأنتظارها عزيزتي يعجبني قلمك

انا:

بصراحة الله يعنك ويلطف بك

روز باريس:

طبعا تحية لكي لكتابة القصة ولكننا والله سئمنا من الجن العاشق التجارب وقضية للنقاش وايضا ادب الرعب .
نريد منكم يا كتابنا الكرام ان تكتبو لنا قصة لا نستطيع النوم من الخوف انا لست كاتبة حتى ما حد يحكي طيب ليش
ما تكتبي قصة تموت رعب انا مجرد قارئة سئمت من اليوم إلي سمعت فيه عن (الجني العاشق♡)طبعا بعيد
عن رأيي بوجوده او لأ .
تحياتي لكي وتقبلي رأيي.

مرام:

استمتعت بقراءة القصة تحياتي لك A.S استمري في الكتابة

ملاك العتيبي:

سؤاااااااال
انت بنت ؟؟؟؟ولا ولد ؟؟؟؟

ملاك العتيبي:

انا ابي اعرف لي كل ذَا
الكلام عليه /عليها
ترى القصة هاي في أدب الرعب والعام
يعني القصة خياليه
يا تكتبين شي يفتح نفسه او نفسها يا تسكتين (قل خيرا او اصمت)
بعدين حطي موقفك مكان الكاتب/بة
وشوفي ترضين هادا الكلام لك ولا.
يا ليت ما يتكرر لان والله مو زين تقولون ويحقدون وتعيبون
اللي تقول ضحكت واللي تقول ملل
خير عسى ما شر

قيصر الرعب:

لم يسلم أدب الرعب من الجن العاشق..لم يكن اختيارك للموضوع موفق فبعض الناس يكرهون ان يسمعو عن الجن العاشق وانا منهم..أتمني ان تنشر قصتك الثانية..تحياتي لك

طي الكتمان:

ما اروع ما كتبتي عزيزتي هاذه القصه بغاي الروعه
اتمنی ان اری لكِ المزيد من القصص الادبيه
سلامي لكِ عزيزتي

الشبح:

بعد التحية والسلام علي الجميع ربنا يحفظكم ويبعد عنكم كل شر

شكري وإمتناني إلي أختي الكاتبة علي قصتها قصتك جميلة ولكنها خالية من عنصر التشويق والإثارة مجرد رأي ليس نقد لأني ببساطة ليس ناقد أو حتي كاتب مثلك أعجبني أخر جزء في قصتك بالفعل الشيطان أو الجن يخدع الإنسان ويغريه بإشياء فانية وربما ليست موجودة حتي وهو يفعل ذلك وبجدارة كيف لا وهو سيد المخادعين لكي يفسد حياة الإنسان ويدمرها في إنتظار جديدك وبالتوفيق تقبلي مروري

تحياتي إلي الجميع وربنا يديم المحبة

‏*ودمتم بود وسلام

روز باريس:

وانا بانتظار قصتك القادمة اتمنى ان تكون مرعبة لاني منذ زمن بعيد لم اقرأ قصة مخيفة ربما اعتدت على هذه القصص ولم اعد اخاف:)واعذريني على تعليقاتي السابقة فانا لا اعرف المجاملة للأسف.

علي النفيسة:

أنا سويت قصة قربية من فكرة الأخت الكريمة اللهم انها في العكس تحكي عن عشق جنية لشاب اسمه خالد خليط بين الرعب والرومانسية لكن يغلب عليها طابع الرعب أكثير وأضفت فيها نسبة بسيطة من الكوميديا وجعلتها نوع ما هدفة توصل فكرة معينة للقارئ اسأل الله سبحانه لن يوفقني في نشرها ..

صفاء الجميله:

قصه رائعه جدا وانتظر المزيد لا تبخلي علينا عزيزتي ولا تكترثي للمنتقدين فليرونا ابداعاتهم ونحكم عليها ....... رمضااااااان كرييم

رنين - مديرة - :

قصة جميلة عزيزتي A.S .. و اجمل ما فيها هو ان اسلوبك جميل و صحيح كليا و لا يحتاج ابدا الى التنقيح .. هذا يساعدني كثيرا و يسهل علي النشر .. اتمنى ان تواصلي امتاعنا بما يخطه قلمك .. و في انتظار جديدك ..

اوجه:

قصة رائعة وطريقة سردها أمتعني جداً، جدا ، و تقريبا احلى ما قرات بعد الاخ القدير أياد العطار ، لكن هل هذه مجرد قصة ، او خيال؟ ام ماذا ياريت اعرف الحقيقة؟ وانصح لو كانت حقيقة انصح ان تحافظي على محبته ، انتي له ياحلوة ،، الي بعرفك احسن من الي يجهلك ،، ياريت عندي واحد يعرفني و يحرص علي مثله ولو شكله بشع . مراح يكون ابشع من الي عرفتهم .

خلود:

واو القصة جميلة اوي اوي وبجد هي رووعة ويا ريت تفضلي تنشري قصصك الجميلة دية

نور القمر:

سلمت يداك

محمد:

امتحان الغد
كتابة روعة ومشوقة ولكن خانك التعبير كيف يكون عندك امتحان في الغد وابوكي جايب لك عريس ليلة الامتحان

هديل الراجح:

فعلاً حُب ملعون
رائعة كالعادة ، الله يبارك في خيالك وحرفك لتزيدينا مُتعة .

امولة:

ابدااااع خيال بس اريد اعرف هذا هو جني عاشق ولا لا ارجو الرد