الحياة الفانية
فضربني ضربة لم أتخيلها في حياتي ابدا كانت مثل أن يحرقوك حيا الف مرة |
***
أجلس على الكرسي الهزاز مع أصدقائي الثلاثة و أخذ سيجارة و أبدأ بالتدخين ، و لكن على ما يبدو هذا نوع جديد من السيجارة لم أره من قبل ،
لؤي : كم من مرة قلت لك لا تدخن في منزلي تكره أمي بشدة رائحة الدخان
هيثم بإستهزاء : و أين هي أمك انها ليست موجودة
لؤي : ستعود في المساء
رؤوف : حسنا يكفي .. لماذا لا نفعل شيئا مفيدا
كالجري معا مثلا ؟ او الصلاة في المسجد
محمد : معك حق هيا نصلي فالظهر سيؤذن بعد قليل
أومأ رؤوف و لؤي برأسيهما موافقان عن هذا لكن أنا اقول
ولله أنا متعب سأذهب للمنزل إذهبو انتم .
رؤوف : مارس الخير في حياتك لربما تموت في أية لحظة ..
و أنا اقف من على الكرسي و أقول لهم
: غدا نلتقي باي
فخرجت من منزل لؤي و ضميري يقتلني لأنهم سيذهبون للصلاة مجتمعين و أنا أذهب للمنزل للعب العاب الفيديو و سماع الأغاني .. اه كم هي رائعة العاب الفيديو.
فدخلت المنزل و وجدت أخي الصغير يبكي لا أعلم السبب فسألته :
– لماذا تبكي ؟
أخي و بوقاحة : لماذا أكلت الشكولاتة الخاصة بي ؟ كانت هدية من معلمتي
– اه آسف لكني كنت جائعا جدا لذا سامحني
فصعد أخي إلى غرفته و الندم يملأ وجهي
فدخلت إلى غرفتي و إستليقت على السرير ، فجأة يرن هاتفي
-الو ، الو من معي
أمي : هيثم أين أنت ؟ ، (و بصوت بكاء) لقد ماتت أمي أو بالأحرى جدتك و سيدفنونها غدا
حزنت كثيرا لهذا الخبر لأني لم ازر جدتي منذ سنتين مع أنها قريبة جدا من منزلنا بل تسكن في العمارة المجاورة لنا
آه كيف ؟ سنتين و لم أزرها ؟ مع أني كنت أمر بجوارها دائما
آه كم أنا شرير لا أفعل الخير مطلقا . ليتني صليت مع أصدقائي ، ليتني لم آكل شوكلاتة أخي ، ليتني زرت جدتي ، أنا نادم لأني كنت أرتكب المعاصي ، نادم لأني لا أقوم بصلة الرحم و نادم لأشياء كثيرة .. ثم نمت قليلا ، و بعد بضع دقائق سمعت صوتا ..
– لقد فات الأوان ، لقد فات الأوان ، لقد فات الأوان …
إستيقضت مفزوعا من هذا الصوت لكن لا أحد !! فعرفت أنها مجرد أوهام لا أكثر فعدت للنوم مجددا …
بعد أن إستيقضت وجدت اخي و هو يلمسني فقلت له توقف ، لكنه أكمل و بدأ يضربني فغضبت و صرخت في وجهه : توقف يا أخي !!!
فخرج من الغرفة و هو يبكي ، ياليتني لم أصرخ بشدة عليه و بدأ يصرخ : أبي تعال أبي بسرعة !!!
عرفت انه سينادي أبي لكي يضربني فهذا ما يحصل دائما عندما أُغضب اخي الصغير … فدخل أبي و بدأ يلمسني و يضربني لكن فجأة وضع أذنه على قلبي و بدأ يبكي لكن لماذا ابي يبكي ؟ ، لم أره يبكي في حياتي كلها !
فخرج هو و أخي و تركوني فعدت للنوم لاني محتار و متعب من هذه العجائب التي تحصل بحياتي !
بعد أن إستيقضت و نزلت الى المطبخ رأيت أمي و الجيران و أعمامي و أخوالي يبكون و سمعت أمي تقول :
– لماذا يا ربي هو لم يتجاوز الـ 18 عاما و أنت أخذته.
خالتي: هل أخبركم الطبيب سبب الوفاة ؟
أمي: نعم إنها سكتة قلبية ، سكتة قلبية لشخص عمره 18 ! عام أنا لا أفهم
خالتي : الأعمار يبد الله وحده
كانت كلمة وفاة مثل الرصاصة على قلبي خاصة كلمة سكتة قلبية اه اه .. فأدركت أني متت ، ماذا ؟ بهذه البساطة ؟ بهذه السهولة ذهبت من الدنيا ؟ مستحيل مازال عندي أعمال يجب أن أقوم بها مازال الكثير آه لن أرحل الآن أنا لم انتهي من أعمالي …
فرأيت أصدقائي و ذهبت إليهم و سمعتهم يقولون
لؤي: الله يرحمه كان صديقا وفيا
رؤوف: مسكين
محمد : أين هو الآن يا ليته يسمعنا
فصرخت أنا : نعم أنا أمامكم يا اصدقاء !!
لكن لا احد يسمع.
ثم بدأو بغسل جسدي و بدأو بحمله و خرجو من المنزل فتبعتهم
فوصلو الى مقبرة فعرفت انهم سيدفنوني فبدأو بدفني و صلو صلاة الميت علي ثم ذهبو
فبقي أصدقائي و عائلتي نصف ساعة أخرى ثم ذهبو هم ايضا !
آه كيف تتركوني هكذا ؟ فتبعتهم لكن لم أستطع الخروج من المقبرة كان لدي حدود .
فذهبت إلى قبري لأنام لانه لا يوجد شيء افعله
لكن بعد قليل إستيقضت على صوت مخلوقين يا ربي كم هما مرعبان ، لديهم أسنان حادة و قرون و بشرتهم حمراء، أحدهم يحمل فأسا كبيرا و الآخر يحمل كتابا على يده.
فقال صاحب الكتاب : من هو ربك ؟
من هذا السؤال عرفت انهم ملكي الموت ، سيسألونني ثلاث اسئلة هكذا درست في المدرسة آه أخيرا المدرسة بدأت تنفعني .
لكن أنا أعرف الجواب . الجواب اكيد هو الله لكن لم أستطع قولها لساني تجمد !.. عندما كنت في الدنيا كنت أظن أن الإجابة سهلة جدا لكن يا الله كم هي صعبة جدا !
فتحرك صاحب الفأس و بدأ بحملها .
كيف هل حقا سيضربني بهذه الفأس ؟ إن حجمها كالجبل أكيد سأموت!
فضربني ضربة لم أتخيلها في حياتي أبدا كانت مثل أن يحرقوك حيا ألف مرة ، ألمها لا يوصف ،
فبدأ بالإعادة ، من هو ربك ؟
لم أرد أن يتم ضربي مجددا .. و بصعوبة قلت له : ربي هو الله
ثم قال من هو دينك ؟
فقلت ديني ، ديني ، ديني آه لساني كم هو يؤلمني .
لكن بصعوبة قلت : ديني هو الإسلام
فقال : من هو رسولك؟
فقلت رسولي هو محمد صلى الله عليه و سلم .. قلتها بسهولة !!!
فذهبو ……
كنت أفكر ماذا سأفعل يا ليتني صليت آه يا ليتني عملت عملا صالحا و بدأت بالصراخ
ربي إرجعني لعلي أعمل صالحا ، ربي إرجعني لعلي أعمل صالحا !!
و يتم الرد علي : لقد فات الأوان ، لقد فات الأوان …
فأردت البكاء لأنني نادم جدا نادم لكل وقت ضيعته لم أذكر الله .
عرفت أن الجمال و المال لا تنفع هنا ، هنا فقط الأخلاق ، الدنيا مالها هو المال و الجمال أما الأخرة فمالها هو الأخلاق .
آه و أخيرا إستطعت الخروج من القبر ، خرجت و ذهبت إلى المنزل و وجدت أمي و أبي و أخي يضحكون لكن لماذا ؟ هل نسوني ؟ هل أصبحت مجرد ذكرى عندكم ؟؟؟ فخرجت و أنا محبط و ذهبت إلى منزل صديقي لؤي و لكن مجددا وجدتهم مجتمعين يلعبون و يصرخون بالمرح ، كأني كنت عندهم مجرد أسطورة !!
فذهبت إلى قبري و عرفت أن مصيري هو الجحيم لأني كنت لا اصلي لاشيء
ثم فجأة دخل شخص أحمر قبيح جدا جدا لا يوصف قبحه ، إقترب مني و بدأ يأكل رجلي فصرخت صرخة كبيرة جدا ، ثم بدأت أسمع صوت ، ما هذا الصوت ؟؟
إستيقظ .. إستيقظ ….
فجأة إستيقضت ووجدت نفسي عند منزل صديقي على الكرسي ،
لؤي : ماذا حدث لك ؟ بدأت بالتدخين و فجأة أغمي عليك !
محمد : آسف صديقي لكن تلك السيجارة نوع من المخدرات
هيثم و بسعادة كبيرة تغمر وجهه : أجل أنا حي لم أمت بعد أجل شكرا يا ربي …
إستغرب أصدقائي مني فقلت لهم : سأذهب معكم للمسجد هيا بنا ..
ففرح أصدقائي و ذهبنا للصلاة و عندما انتهينا ذهبت مسرعا إلى جدتي و زرتها ، كانت على فراش الموت و قالت لي : كنت أنتظرك ، شكرا لزيارتك لي لأنها آخر مرة أراك فيها !!
فماتت بين يدي و تساءلت ؟؟ هل ستمر جدتي الأن بما مررت به ؟؟ آه يا جدتي لا تقلقي فالله معك
فذهبنا و دفنناها و عدت للمنزل و وجدت أخي يبكي فقلت له : لماذا تبكي ؟؟
فقال لي و الحقد يملأ وجهه : لماذا أكلت الشوكولاتة الخاصة بي ؟ انها هدية من معلمتي و بدأ بالبكاء !
مممم ماذا هل يعني أن الوقت يعيد نفسه ؟ هل سأصعد إلى غرفتي الآن و انام ؟ ثم فجأة ستحدث لي سكتة قلبية ؟؟ و أموت ؟
لا ، أفضل أن أموت و أنا أصلي خير من أن أموت و أنا نائم …
إعتذرت من أخي و أعطيت له حاسوبي المليئ بالألعاب … و فرح جدا بهذا و قبلني ثم ذهب
أما أنا فذهبت الى الصلاة و بدأت أصلي ..
بعد لحظات سمعت صوت يقول :
لقد إنتهي وقتك ، لقد إنتهي وقتك لكنك أحسنت
فأغمضت عيني و لم أعرف أين أنا ؟؟ ثم اتى الي شخص جميل جدا قال لي : أنا ملاك من الملائكة أبشرك بالجنة ، فرحت بشدة و أمسك يدي و أخذني اليها !!
أخيرا رأيت الجنة ! آه لن تتخيلو جمالها لم أتخيله أبدا في حياتي !! … كان لديها الـ….
آسف لن أستطيع أن أصفها لكم لأن رسولنا الكريم قال بأن شكل الجنة لن يخطر على بال أحد منا !
لذا تخيلوها فحسب.
————
تمت
تاريخ النشر : 2019-08-22