الخوف من المجهول
![]() |
من هو هذا الرجل وماذا يحدث اصلا |
و عندما كنت في عمر 18 سنة , ضحكت من كل قلبي بعد ان نلت شهادة البكلوريا , لكن فرحتي لم تدم طويلاً , ففي نفس الليلة و بدون سابق انذار بدأت أبكي و أبكي لدرجة أنني كنت سأفقد
الوعيّ , و لم أدري لما لم يسمعني أحد ..و بعدها نمت من التعب , و لم أدري كيف او متى وجدت نفسي في منزلٍ كبير مظلم ..لكن أتذكر تماماً ما رأيته لحظتها , و ليتني لم ارى !
فقد رأيت رجلاً ملامحه تشبه الشيطان و العياذ بالله , كان طويلاً جداً و وجهه أحمر و يديه كثيفتان بالشعر , و كان يتمّتمّ بكلماتٍ لم افهمها , و كان يحمل صورتي ! و لا أدري كيف تحلّيت بالجرأة و ذهبت اليه , و قلت له : بالله عليك ماذا تفعل ؟! ..فالتفت اليّ و ليته لم يلتفت , فقد اصبح أبشع من ذي قبل , لم أتمالك نفسي وكنت أدعو الله أن يأخد روحي , بينما كان هو يردّد : سوف
تأتين !! سوف تأتين !! .. ثم بدأ بالضحك الهستيري
و فجأة ! أحسست بيدٍ على وجهي تناديني , الحمد لله لقد كانت أمي توقظني ..و منذ ذلك الحلم صرت أتجنّب الناس , و أغضب لأتفه الأسباب , و الأسوء انني صرت أرى ذلك الرجل مراراً و تكراراً في الحلم , و هو يعيد نفس الكلمات : سوف تأتين !! سوف تأتين !! …
ثم حدث مالم اكن أتوقعه , فقد كنت جالسة وحدي في الحديقة أدرس , لأنني أحب الدراسة في الهواء الطلق ..و فجأة ! رأيته أمامي , بنفس وجهه البشع ..لم اتمالك نفسي , فحاولت الصراخ لكن لم يخرج صوتي ! ثم دنا مني , لكني فقدت وعيّ .. لأستيقظ و اجد نفسي في غرفتي, و أمي تبكي و تقول : أنها عثرت عليّ مرمية في الحديقة , و ملابسي كلها ممزقة !
فجأة أحسست بنار تأكلني في ظهري , فقلت لأمي ان تنظر و ترى ما الحكاية .. لكنها لم تستطع النطق بل اجهشت فوراً بالبكاء ! فتوسلت اليها أن تتكلم , و بشق النفس قالت : بان ظهري مكتوباً عليه : سوف تأتين !! لكن بكلمات تبدو كالحرق!
لم أتمالك نفسي , و حكيت لها كل الحلم .. ففزعت و اصطحبتني للشيخ
و مع مرور الأيام تحسّنت ..لكن لا يمكنني القول ان الكوابيس ذهبت , بل خفّت قليلاً ..
و الى الآن لا أدري لما حصل معي هذا الأمر , و ما هو تفسيره ؟!
تاريخ النشر : 2016-03-08