العواصف الجيومغناطيسية وحادثة كارينغتون
![]() |
العواصف الشمية تحدث باستمرار |
تردد العواصف الجيومغنطيسيه يزيد وينخفض تبعا للبقعة الشمسية او ما يسمى الكلف الشمسي وهي اماكن داكنة على سطح الشمس نظرا لأن حرارتها اقل انخفاضا من باقي الأماكن على الشمس.
حادثة كارينغتون
![]() |
اضطراب في الغلاف المغناطيسي بسبب الرياح الشمسية |
في صباح اول ايام سبتمبر 1859 ذهب العالم ريتشارد كارينغتون كالمعتاد الى تلسكوبه الذي كان يلازمه طوال اليوم لمراقبة الشمس ولكي يرسم كل حركه فيها ، خصوصا حركة الكلف الشمسيه ، وصادف ذالك اليوم انه حدث اكبر انفجار للشمس في عصرنا الحديث ، حيث لاحظ ظهور بقعتين متوهجتين من على سطحها برزت منهما كرات ناريه هائله وتوهجات.
قدرت طاقة هذا الانفجار بما يعادل 10 مليارات قنبلة ذرية مما تسبب في حدوث عاصفة جيومغنطيسة هائلة ، حيث أخذت السماء تومض وتتوهج بالوان الشفق ، ووصل هذا المنظر الى اماكن لم تكن قد رأت الشفق من قبل ، مثل كاليفورنيا.
الشفق القطبي هذا حدث منذ اول يوم للعاصفه ، حتى ان المخيمين في جبال الروكي استيقظوا منتصف الليل معتقدين ان هذا هو الصباح ، وسكان كوبا قاموا بقراءة الصحف الصباحية معتقدين ان هذا هو الصباح ، وحدثت حرائق وامتلأ الغلاف الجوي بالشحنات.
كان الضياء قويا إلى درجة أن شاهد عيان من ولاية كولورادو قال انه لم يكن صعبا ان تقرأ الصحيفة ليلا على ضوء ذلك الوهج الساطع.
![]() |
العاصفة تسببت في ظهور الشفق القطبي في اماكن لم يكن يرى فيها سابقا |
هذه الحادثة انتجت عشرة اضعاف طاقة ما انتجه الانفجار الشمسي عام 1989 والذي ادى الى انقطاع الكهرباء في اقليم كوبيك. كما سبب انفجار 1989 شفقا قطبيا في الجنوب من تكساس وكاد ان يغلق الشبكات الكهربائيه من وسط الاطلسي الى الشمال الغربي.
تسببت ظاهره كارينغتون بتعطيل اجزاء من خطوط التلغراف التي كانت ابرز وسيلة اتصال في ذلك الزمان ، حيث تعطلت جميع اجهزة التلغراف في اميريكا واوربا لساعات ولم تعد هنالك وسيلة اتصال.
العواصف الشمسية تحدث على الدوام ، والسجلات التاريخية غنية بأخبار هذه العواصف ، حيث رصد العلماء تعرض الأرض لعاصفه شمسيه قبل 2606 عام تسببت بدمار كبير. أما اقوى عاصفه بروتينيه فقد حدثت عام 660 فبل الميلاد ، وهذه العاصفه تجعل حادثة كارينغتون تبدو ضئيلهالى جانبها. وفي عام 774 حدثت عاصفة اخرى وكانت اقوى عشرات المرات من اقوى عاصفه بروتينيه حدثت فى عصرنا الحديث.
أظهرت الأبحاث ان العواصف الشمسية يمكن ان تنتج عنها ذرات مشبعه مثل بيرليام-10 وكلوريان-36 وكاربون14 في الجو ويمكن ان نجد الادله على حدوث هذه العواصف في جذوع الاشجار والعينات الجليدية القديمة.
مصادر :
تاريخ النشر : 2020-03-29