Facebook YouTube Email color

القسم : أدب الرعب والعام

الماضي

الماضي
بقلم : شهيدة فلسطين - فلسطين
للتواصل : [email protected]

***

الإحساس بالدفء وسط هذا الجوّ البارد , كما صوت تساقط المطر , يولّد لديّ الرغبة الشديدة في النوم ..رغبة لا استطيع مقاومتها ..
أريد النوم لوقتٍ قصير...فأغمضت عينايّ ..لكنه لم يمضي وقتٌ طويل حتى تلاشى ذلك الشعور الدافئ , و بدأت البرودة تجتاح جسدي ..و حينها أختفت رغبتي في النوم ..
لحظة ! .. من أنت ؟ و كيف دخلت الى هنا ؟!!
-أنا هو أنت.
-ماذا ؟! ما هذا الهراء !
-أنت لا تذكرني , لكنني أذكرك .
-ما هذا الكلام ؟ و كيف تعرفني ؟!
-أنا جزء من ماضيك .
-الماضي ! عن ايّ ماضي تتحدّث , فنحن لم نتقابل من قبل .
-ماضيك قبل أن تبلغ العاشرة .
-العاشرة ! لكن أنا لا أذكر اي شيء قبل سن العاشرة , فقد تعرّضت لحادثٍ افقدني ذاكرتي .
-أعلم هذا .. و أنت هو نفسه أنا قبل ذلك الحادث.
-ماذا ؟! هل أنت مجنون ؟ ثم كيف دخلت غرفتي ؟ .. لحظة ! أين انا أصلاً ؟!!
-هذا غرفتك.
-لا مستحيل !! هذه ليست غرفتي , و هي حتى لا تشبه غرفتي !
-بل هي نفسها غرفتك عندما كنت في العاشرة , لكنك للأسف لا تذكرها
-اسمع !! انا صحيح لا اذكر شيئاً عن ماضيّ .. لكني اعلم تماماً انني بعد الحادث , استيقظت بغرفة مختلفة تماماً عن هذه !!
-بالتأكيد !! لأنها تغيرت .
-و لماذا تتغير اصلاً ؟! قلت لك اننا تعرّضنا لحادث , فمن سيتفرّغ لتغير اثاث المنزل في مثل ذلك الظرف ..كلامك غير منطقي بالمرّة !!!
-اهدأ قليلاً , و دعني اسألك سؤالاً
-ماذا الآن ؟!
-اخبرني كل ما تتذكّره عن الحادث ؟
- ابي اخبرني بأننا تعرضنا لحادثٍ اليم
-والدك , هآ ؟
-نعم والدي !! فبالتأكيد لن اقود السيارة , و انا في العاشرة
-أقلت حادث سيارة ؟!
-نعم !! و ماذا كنت تظن ؟
-طيب .. و ماذا عن امك ؟
-كانت معنا ايضاً , لكن الحمد الله والدايّ لم يصابا بأذى
-يعني فقط انت
-نعم فقط انا !! مالغريب في الموضوع ؟
-لا هذا يكفي !! لما تحاول انكار ما جرى معك ؟!
-عن ماذا تتحدّث بالضبط ؟!
-عن والدينا اللذان قتلا في ذلك الحادث .. و انا !! او الأصح انت !! كنا سنموت ايضاً , لولا ما فعلته امنا لحمايتنا ..امعقول انك لا تذكر شيء عن تلك اللحظة ؟!
-ماذا تقول يا مجنون ؟! لم يقتل احد في ذلك الحادث.. و والدايّ مازالا على قيد الحياة ..و هما عائلتي انا !! و لا دخل لك بهما !
-حسناً , اسمع هذا !! ...في السابع من نوفمبر , كان هناك مجرماً طليقاً .. دخل منزلنا .. او لنقل منزلك , و قتل والدك ..و عندما رأت امك ذلك , اسرعت الى غرفتك و القت بجسمها فوقك , فأطلق المجرم النار على ظهرها , و بذلك حمتك منه .. و في صباح الثامن من نوفمبر , وجدتك الشرطة تحت جثة امك .. و قد ادّت تلك الصدمة النفسية الى فقدانك لذاكرتك .. و قد قرّر عمك و زوجته ان يربيانك على أنهما أهلك , لأنهما لم يرزقا بالأبناء.. افهمت الآن !!
- اسكت !! هذا يكفي !! انا لا اريد ان اسمع المزيد ..هيا اخرج من بيتي .. امي !! ابي !! دعوه يخرج من هنا !!
-يا بنيّ .. هيا استيقظ , لقد نمت كثيراً
-أمي.. اهذا انتِ ؟
-أجل .. و من عساها تكون ؟ .. هيا جهّز نفسك , فوالدك في انتظارك
-حسناً .. قادم
و بعد ان ذهبت .. اخذ يفكّر بقلق :
-هل كان مجرّد حلمٌ عابر , أو أن هذا ما حدث فعلاً ؟!

تاريخ النشر : 2016-02-20

تاريخ النشر: 2016-02-20

مواضيع ذات صلة

التعليقات (30)

"مروه":

بدأ يستعيد الذاكره .. جميل ^^

عــزف الحنآيـا:

جميلة وممتعة ومـؤثرة أروع قصة قصيرة ..
كميـة مشاعر مختلفة بقصة واحدة ..
أحسنتِ شهيدة فلسطين انتِ فعلاً مبدعة
اتمنى أن أقرأ لكِ المزيد من القصص
دمتي بخـير_

هيرلين:

رائعة , تحمست للنهايه ^_^

هابي فايروس:

جيده :)

CHANYEOL -EXO-:

لحظة .... أكان شبحا ، ام ماذا ؟؟!!¿¿¡¡ o_O
شكرا على القصة احببتها ^^

فرح:

قصه صاحبتها موهوبة لكن ما فهمت هل بدأ يستعيد ذاكرته او كان يحلم فقط

Star:

يعني شو صار بالاخر؟

مريم:

أنها جيدة عزيزتي شهيدة لكن القصة ناقصة جدا يمكنك عمل أجزاء أخرى منها

جودي - فلسطين:

قصة جميلة جداً
احسنتِ :)

sweet snow:

رائع
حقا لقد اخذت عقلي و انا اقرئها
سلمت الايادي المبدعه

شهيدة فلسطين:

شكرا كتير الكم ....هاي اول تجربة إلي
انا حبيت خلي النهاية مفتوحه عشان نفسح لخيالنا المجال
في تخيل النهاية وكل واحد الو نهاية الخاصه فيه

حمزة عتيق - مشرف - :

راائع يا ابنة فلسطين .. استمري .. قصتك جيدة احسنت ..

3bidou/abdeslam:

رووووووووووووووووووووووووووووووووووعة واااااااااااصلــــــــــــــــــــــــــــــــــــــي
لاالاه الا الله

ناطحه السحاب:

جميله..
اوتار الماضي..اليس عنوانا جميلا؟!
جيده جدا في اسلوبك ياعزيزتي في الاخذ والرد والحوار القصصي تبزع احد نقاط ضعفي التي احاول تفاديها
فاقلل من الحوارات قد الامكان واجعل الشخصيه فرديه موحده ومحور الحدث..ومركز الضوء..
لذالك احاول ان انتبه لمن يتقنون تلك الميزه لانهل من خبرتهم..شكر ا علي القصه..يا شهيده..

بعيدا عن القصه هاتي اذناك اهمس لكي بشئ الفارسه التي تتوقع خسارتها ليست فارسه..
لماذا شهيده بل بطله فلسطين او محرره فلسطين:)

شهيدة فلسطين:

وفي اشي احلى من نيل الشهاده
وشكرا قعلا العنوان اوتار الماضي حلو كتير

الشيماء:

القصة الحلوة تعرفيها لما تاخدك بأحداثها وتنسي انك بتقري اساسا قصة
وقصتك عملت فينا كده
جميلة ياحبيبتي ومتاكدة ان قصصك الجاية حتكون اجمل واكثر احكاما
تسلمي ياجميلة فلسطين

رشا:

القصة حلوة بس الحوار فايت بقلب بعضه البعض
يعني بتوه وبشتت التفكير
انتظر جديدك بس دخيلك بدون حوار :)
تحياتي

Fatiyounes:

لوهلة احسست ان لديه انفصام شخصية، شكرًا يا كاتبة القصة، للى الامام....

Fatiyounes:

ههههه، لقد تنصت لهمسك يا ناطحة السحاب لشهيدة فلسطين ...اعلم انها عادة سيءة...ولكنني احاول ان تركها، فقط ادعو الله ان يرزقنا الشهادة في سبيله.

ناطحه السحاب:

اعلم انالشهاده جميله لكن النصر اجمل المؤمن القوي خير واحب عند الله من المؤمن الضعيف..
بانتظار جديدك عزيزتي..

غريبة الاطوار:

فعلا قصة رائعة جدا

ريما:

القصه اكثر من رووووعه

الشريف الجزائري:

رائع ياشهيدة فلسطين,,,دمتي متألقة ايتها الراقية

حصان طروادة:

أن أتابع الموقع منذ أكثر من سنتين و برأيي موقع أكثر من رائع....و قصص ممتازة..♡♡♡

ولد قرر ان يكون اسطوره:

السلام عليكم ورحمه الله وبركاتو قصه في غايه الروووووعه هل القصه حاقيقيه او لها جزاً ثااني
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
توقيع
ولد قرر ان يكون اسطورا

شهيدة فلسطين:

ناطحه السحاب منصورين بعون لله
والقصه مش حقيقيه وفش الها جزء تاني
وشكرا

ناطحه السحاب:

عفوا علي الازعاج عزيزتي..
اتمني تطلعي علي مسرحيه..ثوره الحجاره( للنابغه الفريد فرج )اهداء متواضع مني..
وبانتظارا عمالك القادمه~

شهيدة فلسطين:

شكرا كتير الك يا ناطحه السحاب وإنشأالله بقرب وقت بشوف المسرحيه

خدر:

لماذا ل اصتطيع النسخ

صوت الاحزان.:

اعجبتني قصتك..استمري

بالتوفيق

تحياتي..