المفاجأة الغير المتوقعة
![]() |
من تلك اللحظة وأنا ألوم نفسي ، لماذا لم أنتبه ؟ .. |
كما تعرفون الحياة فيها الكثير من المفاجآت ، لكن بالنسبة لي هذا الخبر نزل على قلبي مثل الصاعقة أو الكارثة وإليكم القصة .
كنا أنا وصديقتي كالتوأمين لا نتفارق إلا عند الوصول إلى بيوتنا . وعندما نكون في المدرسة إن أردت السؤال عن أي واحدة منا فأنك تجدها مع الأخرى ، وكنا نحكي أسرارنا لبعض .
وفي يوم من الأيام كنا نعود من المدرسة حتى وصلنا إلى نهاية الطريق ، أي إلى المكان الذي نفترق فيه فتعود كل منا لمنزلها ، فقالت صديقتي : ” مع السلامة غزلان .. سأشتاق لكي كثيرا ” .
فقلت : ” لماذا تقولين هكذا !؟ .. سوف أراكِ غدا إن شاء الله ” .
لكنها لم تبالي لما قلته وأردفت وهي تبتسم وتودعني بالأحضان : ” سأشتاق لكي كثيرا عزيزتي ” .
وكانت تلك أول مرة تقبلني بذاك الشكل ، وذهبت إلى بيتها وأنا عدت إلى منزلي .
صباح الغد ذهبت إلى المدرسة كالعادة ، لكن قلبي لم يكن مرتاح .. لا أدري لماذا ؟ ..
وصلت للمدرسة وأنا أنتظر صديقتي ..
فجأة سمعت الفتيات في المدرسة ينظرن إلي ويقلن وهن مستغربات : ” آه .. يا إلهي .. المسكينة كانتا مثل الأخوات .. حتما لن تستحمل هذا الخبر ” .
فذهبت إليهن كي أعرف ما الذي يحصل ، وصعقت بالخبر ..
الفتيات قلن : ” قد ماتت صديقتكِ منتحرة .. أتت الشرطة وحملتها الأمس ” .
فقلت وأنا مستغربة : ” عن من تتحدثون أنتم ؟ ” .
فقلن : ” صديقتك التي تكونين دائما معها .. ماتت مشنوقة أمس ” .
وتذكرت عندما قالت لي الوداع سأشتاق إليك كثيرا .
من تلك اللحظة وأنا ألوم نفسي ، لماذا لم أنتبه ؟ ..
هذه الأيام أحلم بها مرارا ، وكثيرا ما تظهر لي بالمنام .
ساعدوني كي أنسى أرجوكم وأكف عن لوم نفسي لأنني لأنني لم أنتبه لما قالته .. ربما لو علمت ما تروم فعله لحدثتها وغيرت رأيها ..
تاريخ النشر : 2015-03-07