المنزل الغريب
![]() |
أخبره أن لا يعود للمنزل و إلا سوف يتأذى لأنهم مالكي الأرض منذ زمن طويل |
ثم أن صاحب البيت إذا ما نقل بعضاً من الأثاث إلى البيت يهاتفه الجيران بأن أثاثه في الخارج ، لكنه تحدى الظروف و أخذ زوجته و أطفاله و انتقلوا إلى السكن الجديد ، و هنا كانت المفاجأة ، كل شيء كان طبيعي ، لكن الدراما تبدأ بعد المغرب ، حيث تسمع حركة عجيبة في الطوابق العليا الفارغة ( شغل صاحب السكن الطابق الأول فقط )، أرجل تمشي ، أواني تسقط ، همهمات غير مفهومة ، صراخ أطفال خافت و غيرها ، فخافت الزوجة ، إلا أن زوجها طمأنها و أخبرها بأن المنطقة قديمة و أمامها مقبرة لذا فالأمر عادي ، لكن الغريب أنهم في الصباح وجدوا بعض أغراضهم في الخارج (كراسي ، زرابي ، موائد،…..)
فأبت الزوجة أن تبقى و قالت له : أن المنزل مسكون ، لكنه قال : أن البيت جديد و لم يحصل فيه شيء حتى يحصل فيه هذا ، لكنها حملت أطفالها و ذهبت إلى بيت أهلها ، فأقترح أخوها أن يبيت في البيت مع زوجها عله يفهم ما يحصل ، و كان على قدر من التدين و الاطلاع على كتاب الله تعالى ، و بعد المغرب حصل ما حصل و لكن أشد قليلاً ، فصعدا إلى الأعلى و فتحا الباب فلم يجدا شيئاً سوى تغير طفيف في رائحة الطابق و لون الدهان المائل للأصفر ، رغم أن المالك دهنه بالأبيض الناصع ، أما الرائحة فكانت بخور قاطع ، فأغلقا الباب و ذهبا إلى أحد المشايخ ،
و عندما عاين المنزل أكد أنه مسكون و اقترح الرقية لمعرفة السبب والحلول ، و بعد الاستعانة بشيخ آخر و تنفيذ الرقية بدأ المنزل في الحركة و كأن زلزالاً يحصل ، و رائحة البخور تتصاعد أكثر و صوت الحركة يعلو ، إلى أن أُغمي على مالك البيت عندما أذن فحملوه و خرجوا، و لم يستيقظ إلا مع الفجر، فاخبرهم بأنه رأى في منامه شاباً طويلاً و ضخماً أخبره أن لا يعود للمنزل و إلا سوف يتأذى لأنهم مالكي الأرض منذ زمن طويل و قد ازعجهم بآلاته و أفسد ممتلكاتهم عند هدمه للبيت و إعادة بنائه ،
و اكتفوا بطرده منه دون أذيته أو أحد أسرته ، فأخبره المشايخ بأنهم جن مستوطنون و لا بد له من أخذ تحذيرهم بعين الاعتبار و أن لا يعود للمنزل إلا بعد مدة ، ليرى هل من تغيرات طرأت ، فاُغلق المنزل بأثاثه منذ ذلك اليوم و لم يعد له حتى اليوم ، كل هذا حصل أمام مرأى الناس و الجيران ، حتى أن الجيران الملتصقين فيه انتقلوا من بيتهم بسبب الخوف ، إلا أن البيت يخيم عليه السكون و الهدوء و لا يوحي بأي شيء غريب أو خوف.
تاريخ النشر : 2020-10-30