لاري الفتى المفقود
في شهر أغسطس من عام 1973 ، فوجئ جميع مشغّلي أجهزة اللاسلكي في ولاية كاليفورنيا بنداء استغاثة غريب من نوعه منتشر على أكثر من تردد على الإذاعات اللاسلكية ، كان هذا النداء لطفل صغير يقول فيه باكياً أن اسمه لاري و أنه محاصر هو و والده داخل سيارتهم بعد أن وقع لهم حادث ، ادعى الطفل أنه كان في طريقه مع والده لصيد الأرانب البرية على مشارف مدينة نيومكسيكو ، و فجأة صرخ والده و اشتكى من ألمٍ في قلبه وفقد السيطرة على السيارة فانحرفت عن الطريق و سقطت داخل وادي و اصطدمت بجدار صخري أدى لغلق أبوابها بسبب الصخور المتراكمة هناك .. و كان يقول أن والده لا يستجيب لنداءاته و أنه من الممكن أن يكون قد مات .. كان صوته دائماً ما يتقطع بسبب بكائه الشديد ، استمر البث عدة أيام و في آخر محادثاته كان يقول أنه جائع و لا يوجد لديه ماء أو طعام حتى انقطع البث تماماً .
 |
قال الطفل انه محصور في السيارة وسط الصخور في مكان ما من صحراء كاليفورنيا الشاسعة |
كانت عملية البحث عن لاري صعبةً جداً ، فالمعلومات عنه و عن والده قليلة ، فلم يتم معرفة سوى أن لون السيارة أحمر و أبيض و أنهما كانا في نيو مكسيكو .. شكلت الشرطة حملة كبيرة للبحث عن لاري بالإضافة إلى مئات المتطوعين اللذين كانوا يستمعون إلى محادثاته ، استمر البحث لأكثر من أسبوع و كانت منطقة البحث كبيرةً جداً و هي عبارة عن براري نيو مكسيكو الضخمة ، و سرعان ما تم إلغاء عمليات البحث بعدما فقد الأمل في العثور على الفتى و أيضاً لأن الشرطة لم تجد أي بلاغات عن فقدان أب و ابنه أو حتى معلومات عن أي سيارة لها نفس المواصفات المذكورة ، و أدى هذا إلى وضع احتمال أن يكون الأمر مجرد مزحة ..
 |
يا ترى هل كانت مجرد مزحة .. ام ان لاري كان فعلا طفلا يعاني في موقف صعب |
لكن الأشخاص اللذين تمكنوا من التواصل مع لاري أقسموا على أن الفتى فعلاً كان في ورطة و واضح من كلامه أنه صادق و مرتعب بشدة ، و في النهاية أوصت سلطات الولاية بتركيب محطات تتبع للإشارت اللاسلكية حتى يتمكنوا من مساعدة من يقع في نفس الموقف في المستقبل ، و بالفعل تم إنشاء هذه المحطات في نفس العام .. و هكذا لم يعرف من هو لاري أو من أين كان يتكلم ، و ظلت قضيته إحدى أغرب قضايا المفقودين على الإطلاق .
براندون سوانسون
 |
اتصل بوالديه طالبا المساعدة بعد تعطل سيارته في الغابة |
هو طالب جامعي يبلغ من العمر 19 عاماً ، في مساء يوم 14 مايو 2008 ، كان سوانسون في إحدى الحفلات مع أصدقائه في ولاية مينيسوتا ، وفي طريق عودته للمنزل تعطلت سيارته وانحرفت داخل الغابة ، فقام بالاتصال بوالديه بعد منتصف الليل تقريباً و أخبرهما بمكان السيارة حتى يساعداه .
أسرع والديه إلى المكان المحدد بالقرب من بلدة تسمى ليند لمساعدة ابنيهما ، لكنهما عندما وصلا لم يجدا أي شيء لا السيارة و لا ابنهما !! فقاما بالاتصال مجدداً ببراندون لكن الاتصال كان مشوشاً جداً فلم يستطيعا فهم كلامه و حاولا معرفة مكانه لكن بلا فائدة ، استمرت مكالمتهما معه لمدة 45 دقيقة انتهت بجملة قالها براندون و هي ” Oh shit “و قطع الاتصال بعدها ..
انطلقت عمليات بحث ضخمة بواسطة الشرطة و بعض المتطوعين للبحث عن براندون على مسافة 100 كيلومتر داخل الغابة و على جانبي الطريق ، و بعد فترة طويلة تم العثور على سيارته على بعد أكثر من 50 كيلو متر من المكان الذي أخبر والديه أنه موجود فيه .. استمرت عملية البحث لمدة أربعة شهور متواصلة و لكن بلا جدوى و كأن براندون اختفى من على وجه الأرض ..
 |
مصيره مجهول .. لم يره احد منذ اختفاءه |
ظهرت العديد من النظريات تفسر ما حدث لبراندون أحدها أنه تعثر و سقط في النهر و جرفته المياه بعيداً ، أو أن الوحوش البرية أكلت جثته و لم تبقي منها شيء ، لكن والديه لم يسمعا أي صوت غريب يؤكد هذه النظريات عندما تحدثا معه ، و اعتُبِر براندون مفقوداً و لم يتم حل لغز اختفائه حتى الآن ..
وفيات غامضة
1 – وليام هنري :
 |
اتصل بصديقته لتأتي وتقله في ساعة متأخرة |
في 8 أكتوبر من عام 2009 اختفى شاب يدعى وليام هيرلي من ماساتشوستس بطريقة غامضة ، فقد كان هيرلي يتدرب هو و أحد أصدقائه على لعب كرة القدم لوقت متأخر في إحدى الملاعب في ضواحي بوسطن ، عندما أحس هيرلي بالتعب استأذن من صديقه و غادر الملعب بمفرده و قام بالاتصال بصديقته كلير حتى تأتي لنقله و عندما سألته عن مكانه قال لها “حسناً ، أنا لست متأكداً مئة بالمئة أين أنا ” و بعدها سمعت كلير خطوات شخص يمر بجانبه و يقول له ” أنت في شارع 99 ناشوود ” ثم أخبر هيرلي صديقته أن بطارية هاتفه على وشك الانتهاء و بعدها قطع الاتصال .
 |
صورة له مع صديقته |
كانت كيرلي على مقرية من مكان هيرلي الذي وصفه ذلك الشخص الغريب ، و هكذا لم تمضِ سوى بضعة دقائق حتى وصلت إلى المكان المحدد لكنها لم تجده هناك ، ظلت كيرلي تجوب الشوارع بسيارتها في محاولة لإيجاده و عندما فشلت في العثور عليه أبلغت الشرطة و على الفور بحثت الشرطة عن هيرلي لكنها لم تجد سوى هاتفه محطم و ملقى في إحدى الشوارع .
استمر البحث عن هيرلي حتى وجدوا جثته يوم 15 أكتوبر – أي بعد 6 أيام على اختفائه – ملقى على وجهه بالقرب من نهر تشارلز ، لم يلاحظ على الجثة أية علامات إصابة أو جروح و بعد تشريحها لم يجدوا أي أثر للكحول أو المخدرات في دمه ، و لم يستطيعوا تحديد سبب الوفاة أو كيف وصل إلى النهر على بعد عدة كيلومترات من آخر مكان اتصل منه ، و بعد ذلك تم قفل القضية .
2 – آمبر توكارو :
 |
شوهدت اخر مرة وهي تستقل سيارة سوداء |
هي أم كندية عمرها 20 عاماً ، في 18 أغسطس من عام 2010 اختفت بشكل غامض من أمام الفندق الذي كانت تسكن فيه ، و بحسب رواية شهود العيان يبدو أنها استقلت سيارة سوداء بدون لوحة معدنية ، و قد تركت طفلتها بمفردها لمدة طويلة و عندما لم تظهر في اليوم التالي ، أبلغت إدارة الفندق الشرطة و بدأ البحث عنها و عن السيارة الغريبة التي استقلتها ، و بعد 10 أيام عثرت شرطة الخيّالة الملكية الكندية على جثة آمبر مقطعة و أشلائها مبعثرة في أكثر من مكان في منطقة ريفية من مقاطعة ليدوك .
 |
آمبر توكارو .. الام الشابة المفقودة |
اللافت للانتباه في قضية آمبر توكارو هو أن الشرطة الكندية أفرجت عن مقطع صوتي مدته 61 ثانية للضحية عندما اتصلت بأخيها المسجون – و من الطبيعي تسجيل محادثات المساجين – ظهرت في المقطع و هي تكلم السائق و تقول له ” من الأفضل لك ألا تأخذني إلى أي مكان لا أريد الذهاب إليه ” فيرد عليها رجل بصوت هادئ ” شمالاً إلى الشارع 50 ” و كان يبدو من صوت آمبر أنها مرتعبة أو مخمورة ، كان هذ مجمل المحادثة أو المفهوم منها ، و الغريب في هذا التسجيل أن الشرطة لم تفرج عنه سوى بعد أسبوعين و أيضاً لم تفرج عن المقطع الأصلي البالغة مدته 17 دقيقة ، إذاً لماذا تم الإفراج عن مقطع مدته دقيقة واحدة فقط ؟؟ و فوق كل هذا عندما أرادت أسرة آمبر أن تأخذ متعلقات و أشياء ابنتهم التي كانت في الفندق وجدوا أنها قد أحرقت جميعها في غرفة الأدلة الخاصة بالشرطة و لم تعطهم الشرطة سبباً مقنعاً يوضح فعلتهم هذه .
و فيما بعد تقدمت 3 نساء ببلاغات للشرطة أنهن تعرفن على صوت الشخص الذي في المقطع الصوتي لكنهن لم يعرفن من هو أو كيف يعرفنه ، و اتضح من تحقيق الشرطة على ما يبدو أنهن نومن مغناطيسياً بواسطة هذا الشخص !!
|
الاتصال الاخير لامبر الذي عممته الشرطة بينما كانت تتحدث مع سائق السيارة .. اي شخص يتعرف على صوت الرجل عليه ان يتصل بالشرطة |
التحقيق في قضية آمبر لم يسفر عن إجابات بل ترك القضية بالمزيد من الألغاز التي لم تحل مثلاً أنه و في نفس المنطقة سجلت بلاغات منذ العام 2000 و حتى الـ 2015 عن اختفاء أكثر من 15 شخصاً من السكان الأصليين (الهنود) ، و لم يتم العثور سوى على أربعة جثث فقط ، كما أنه لم يتم حل قضاياهم أيضاً .. هل الرجل الغامض في المقطع الصوتي ذاك هو نفسه من قتل الـ 15 شخصاً الآخرين و هل هو متعاون مع الشرطة ؟ لا أحد يعرف .. و في النهاية أقفلت القضية و نسبت ضد مجهول .
3 – هنري مكابي :
 |
زوجة هنري كانت اخر من سمع صوته وهو يهذي بكلمات غريبة |
في يوم 7 سبتمبر من عام 2015 في الساعة 02:28 تلقت زوجة هنري مكابي و تدعى كارين رسالة بريد صوتي على هاتفها من زوجها مدتها حوالي دقيقتين ، و كان مضمونها “كلام غير مفهوم ، صراخ ، أنين ، صوت غريب ، صراخ ، أنين ” و بعد ذلك لحظة مفاجئة من الصمت و في آخر الرسالة يصرخ بصوت عالي و يقول ” توقفي ” …
 |
هنري مكابي .. مات بصورة غامضة |
و على الفور أبلغت كارين الشرطة و اتضح أن آخر شخص كان مع مكابي هو صديقه الذي ادعى أنهما احتفلا مع بعضهما في احد النوادي الليلية ، و بعد منتصف الليل قام بتوصيل مكابي إلى متجر في إحدى محطات الغاز ، بحثت الشرطة في المنطقة المحيطة بالمحطة و لم تجد شيئاً ، و استمر البحث حتى يوم 4 نوفمبر عندها عثر على جثة مكابي عائمة في بحيرة نيو برايتون ..
تشريح الجثة أثبت أنه مات غريقاً و لا يوجد أي نوع من الإصابات أو الكدمات عليها ، ولكن الغريب في الأمر أن الطبيب الشرعي حدد أن مكابي توفي قبل أربعة أيام فقط من العثور على جثته ، إذاً أين كان طوال الثلاثة أسابيع التي اختفى فيها قبل وفاته ؟ و لماذا كان يصرخ من الآلام و يئن في المقطع الصوتي المحير هذا ؟
مازالت قضية مكابي مليئة بالأمور الغامضة و التي ليس لها تفسير حتى الآن .
مصادر :
– Bizarre Last Calls from People Who Vanished or Died Mysteriously
– Body found in lake is missing Mounds View man Henry McCabe
– Amber Tuccaro s unsolved murder: Do you recognize this voice?