تجارب من واقع الحياة
الهروب إلى الهاوية
![]() |
أنا المحبة لك والتي القت بنفسها إلى الهاوية حتى لا تذرف عينك دمعه |
لا أعلم كيف أبدأ و لا لماذا أكتب ؟ لكن أريد أن أحكي قصه حياتي البائسة.
فيما مضى من حياتي أحبني أحدهم حباً هستيري و كان يلحقني أينما كنت و أينما ذهبت ، لكني لم أعيره أي اهتمام ، مضى من الوقت ثلاثة عشر سنة و أصبح بعدها عمري ستة وعشرين سنة.
وكنت قد أحببته لكن لم أدعه يشعر بذلك ، لكن نحن النساء عندما نكبر يكون كل تفكيرنا كيف نكون أسرة ؟ فقررت مصارحته بحبي له ، و بالفعل قلت له أني أحبه في ، وقتها فرح كثيراً و كنا نقضي معظم أوقاتنا مع بعض ، و ذات يوم أخبرني أنه سوف يتزوج فتاة لكي يسافر إلى الخارج ، لم أنزعج أو أتضايق ، قلت له : عندما تسافر لا تنسني و عدني أنك سوف تعود بأقرب فرصة. و كنت على يقين أنه حتى لو عاد فلن يتزوج بي بل هو من سابع المستحيلات.
مرت الأيام و لم يتصل أو يرسل حتى رسالة ، و ذات يوم رن تلفوني ففتحت التلفون واذا بصوته يهز كل خلية في جسدي ، قلت له : نعم ، كنت أريد أن أعاتبه، لكني لم استطع ، خشيت أن يقطع الاتصال ، قلت له : كيف حالك ؟ أردت أن أقول : وحشتني جداً ، لكني لم استطع ، لا أعلم لماذا أحسست أنها النهاية لكل ما كان بيننا ، أردت أن اسمع صوته كلامه ، أنفاسه ، حتى وقفات كلامه أردت سماعها ،
لم أتخيل أني سوف أحب أحد بهذا القدر ، كنت دائماً أسأل نفسي لماذا كل هذا الحب؟. في هذه اللحظة قال لي : رأيت اتصالك البارحة ، لماذا تتصلين ، ألا تعلمين أني متزوج ؟ أين كنت في الماضي عندما كنت أريدكِ ؟ للأسف تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن ، ساعتها أحسست أن كلماته رصاص سكنت قلبي و فتحت جرحاً لا يلتام. لم استطع أن أقول له شيء ، لكني وعدته بأن أدعي عليه ما حييت أن يذله الله ببناته كما أذلني.
بعدها حرّمت الرجال و كانوا كلهم بالنسبة لي يمثلون الخيانة بكل معانيها ، لم أخبر أحداً بما حدث لي ، كانوا دائماً مستغربين لماذا هذا العداء للرجل !.
بعدها اشتغلت و كان مديري أنسان بقمة الاحترام والأخلاق ، و في ذات يوم اخبرني برسالة أنه يحبني ، و لأني كنت فارغة من الداخل و مجروحة ، قلت في نفسي : سوف أتسلى.
مرة بعد أخرى أصبح متعلق بي ، لكنه لم يكن يجرؤ ليخبرني وجها لوجه أنه يحبني ، أحسست أنه جبان ، أخبر صديقتي التي كانت مقربة منه أن تقول لي أنه يريد الزواج مني ، وقتها انصدمت و قلت في نفسي : هل أريد أن أعمل به ما عمل بي ؟ أبداً ، لكني أريد أن استقر وأكون أسرة ، فبدأت أتحدث معه ، بعد فترة أحسست أني اخدعه و هو كان صادق جداً معي ، لكن كيف أخبره ؟ سوف ابتعد و لا أدع أحد ممن يعرفهم يصل إلي ، وقتها كنت في الثلاثين من عمري.
بعد سنة من الاختفاء عرفت أنه تزوج بعد تركي له بثلاثة أشهر ، حينها أحسست أني خُدعت للمرة الثانية ، و جلست في البيت بلا عمل لمدة ثمان سنين ، خلالها أُصبت بمرض خبيث و قررت حينها أن أتسامح مع الناس و أعود للعمل عند الشخص الوحيد الذي عرفت فيما بعد أنه كان صادق معي إلى أبعد حد ممكن أن أتوقعه.
وعندما عدت كانت هناك وكيلة على العمل و لم يعد فاضي لي ، عملت معه لمدة سنة و كنت أتمنى أن أراه و أتحدث معه وجهاً لوجه ، لكنه كان دائماً مشغول و كنت أراقبه من بعيد لكنه لم يحس بي ، أصبح لديه أشغال كثيرة ، في أحد الأيام ذهبت إلى المكتبة ، أردت أن أراه دون أن يراني ، لكن لم يكن في المكتبة ، كان خلفي تماماً.
قال لي : أكيد أنا أحلم ، كيفك و ما هي أخبارك ؟.
قلت : الحمد لله ، و لم أقول شيء أخر لأني أحسست أنه ما زال يكن لي نفس المشاعر ، و على الرغم من السعادة التي سكنت قلبي أحسست بجرح حُفر داخل قلبي ، قلت في نفسي : أنتِ مريضة ، لماذا لا تدعيه و شأنه ؟ تكلمت أمام زميلاتي الذي لم يكن يعرفن عني إلا ما أخبرهن به ، أني متزوجة ولدي ولدين ، المرة الثانية عندما رأيته نظر إلى مكان أخر و تجاهلني تماماً ، قلت في نفسي : ليتك تعلم كم أحببتك و كم أنا مشتاقة اليك ، لكنه لم يسمعني ، كنت أحدث نفسي ليل و نهار عنه وعن حبي المستحيل له.
الأن صرت أتمنى أن تقترب ساعة موتي ، لم أعد أريد حياة أنت لست فيها ، كيف أصل اليك ؟ و عند وصولي أكيد أني سوف أبتعد هذه المرة إلى القبر. تُرى هل ستدعو علي و تقول : لماذا عادت ، هل عادت لتعذبني مرة أخر ؟ من أجل ذلك تركتك وفضلت أن أتعذب و أذوب أمام عينيك و أنت تنظر إلي باحتقار ، و أنا انظر اليك بكل حب واعتزاز. حبيبي إن علمت يوماً أني مت فعلم أني كنت الحية الميته و أن القبر كان أرحم لي من حياتي بدونك ، سامحني أعلم أنه بسبب دعوة أنت دعوتها علي أعاني كل هذا.
أنا المحبة لك والتي القت بنفسها إلى الهاوية حتى لا تذرف عينك دمعه ، استودعك الله.
تاريخ النشر : 2020-11-04