تجارب من واقع الحياة
بشاعتي أكثر شخص وفي لي
![]() |
أكره حتى النظر للمرأة لأنها تريني حقيقتي |
سوف أدخل في صلب الموضوع ، أنا بشعة ، لن أصف لكم نفسي أكثر لأنني أحاول أن أنسى ذلك ، دوماً بشرة بثور و أثار سوداء ، شعر قصير و مجعد أشبه بليفة غسل الصحون ، جسدي أكثر ما أكره فيّ ، عمري 20 سنة و أعاني التنمر منذ نعومة أظافري.
كان عمري 6 سنوات يوم قال لي زميلي عندما كنا صغار أمام كل القسم : أنني بشعة إلى درجة لا أصلح حتى للضرب أو الاغتصاب ، فما بالك أن يحبني أحد !.
و كان عمري 13 عام ، يوم قالت لي أمرأة من قريباتي في عرس : ياسمين ، ممكن تبعدي كذا قليل و تطلعي من الصورة ، صورة جماعية و نريد نتصور أنا و 4 قريباتي في العرس جمالهم رباني ، أو أذهبي و أعملي مكياج من أجل أن تستطيعي تصوري مع الجميلات ! و الله لم تكن تمزح .
كنت في الثانوية 17سنة عندما ترك احد الأساتذة 3بنات يدخلن لحصته و أنا بعدهم طردني ، و عندما قلت له : لماذا تركتهن يدخلن و أنا لا ؟ قال لي : لأنهن حلوين و عجبوني ، ماذا سوف تفعلين ؟ و نظر إلي نظرة استحقار كأنه ينظر إلى كيس قمامة فاحت ريحته ، و كذا ناس يقولون في وجهي أني لست جميلة و أني بشعة ، و كذا و يذكرون أمامي أن فلان وفلانة قد خُطبت و تزوجت لجمالها ولشعرها و كذا بهدف استفزازي.
هذه أهم محطات التنمر ة بحياتي و ليست الوحيدة ! كم من مرة يتنمر علي الشباب بالشارع بشتم و تنمر على وجهي و جسمي ، رغم أني أمشي في طريق و وجهي في الأرض.
ليس لدي أصدقاء لقبحي و لا مرة تقدم لي شاب أو حتى عبّر لي عن إعجابه لا في الكلية و لا الثانوية ! أعتقد أنني سوف أموت عانس وحيدة ، حتى لو إيماني كبير الحمد لله و أعرف أنه ابتلاء صعب و خاصةً في زمن الكرداشيان و المثالية والمقارنات ، لكني بيني وبين نفسي أتقبل الأمر إلا أن الناس كل ما أنسى يذكرونني بشكلي و كل موقف جديد أتذكر معه كل المواقف السابقة و أبكي طولاً ، و عندما تدخل علي أمي أتظاهر بالنوم من أجل لا أجعل أمي المسكينة تقلق علي.
أنا بشعة و وحيدة ، مكروهة و منبوذة ، و أتمنى الموت كل مرة أتعرض فيها للتنمر ، أكره حتى النظر للمرأة لأنها تريني حقيقتي ، و بعدما ما ألوم الناس الذين كرهوني و تنمروا علي لأنه حقيقة ، و هذا أمر أحبط معنوياتي ، حتى علاماتي تدنت جداً ، و قد أعدت السنة و أدمنت أحلام اليقظة التي أتخيل فيها نفسي جميلة بشعر طويل و بشرة جميلة و مع شخص وسيم ، سعيدين و متزوجين ، أتخيل بالساعات و أنا مغمضة عيني ، و اذا قلتم أنه الجمال جمال الروح ، لن أصدق لأنها مجرد كذب ، لا تغطي الشمس بغربال.
تعبت و أتمنى منكم دعوة لي بالجمال ، و شكراً.
تاريخ النشر : 2021-02-26