تجربة قاسية
![]() |
كان يقف أمامي يحدق بي , قطع علي الطريق بابتسامة .. |
في أقسى أيام الشتاء قابلته , كان يقف أمامي يحدق بي , قطع علي الطريق بابتسامة وأمسك يدي ليضع رقم هاتفه , لم اصدق نفسي , لم ادري ماذا أقول , أكملت مسيري و الخجل ينتابني , فأنا تعودت تجاهل الشباب .. فماذا حدث لي ؟ .. كيف قبلت رقمه ! ..
حين عدت للبيت صرت كالمجنونة من شدة فرحتي , لم اعلم أني فتحت على نفسي أبوابا لا استطيع إغلاقها , وبعد تردد وحيرة كبيرين قررت أخيرا أن اتصل به , رد علي بصوت هادئ , لقد عرفني من أنفاسي أو هكذا توقعت ..
توالت الاتصالات بيننا , صرت أهذي باسمة بشكل غير طبيعي , لقد صرت أقدسه , تركت الزاد وازدادت حالتي سوءا , فقد صرت لا أعصي له أمرا , طلب أن اسرق مال أبي ففعلت , طلب مني النوم معه ففعلت .. لا إراديا .. لقد صرت أخاف أكثر كل يوم .. نعم أخاف من نفسي , فماذا سأفعل أيضا ؟ ..
صدقوني لا إراديا فعلت ما فعلت , وذات يوم تمالكت نفسي وأخبرت أهلي بما فعلت , وبما حدث ويحدث , علهم يجدوا لي علاجا , وأنا اعلم بأنهم سيمنعوني عنه , لكنني أردت وضع حد لما أنا فيه .
وفعلا حبست في غرفتي ومنعت من الهاتف أو الخروج أو لقائه , لكن ما أن مرت ساعات حتى بدأت اكسر كل ما في غرفتي واصرخ وأمزق ملابسي , رغبت في لقائه , كان أهلي يظنون وأنا كذلك أظن بأن ما بي هو الحب , لكن مع الأيام اكتشفنا شيئا آخر , لقد تغيرت نبرة صوتي وأنا اصرخ باسمه حتى بلغ صراخي آخر الحي ثم أغمى علي وصرت عدوانية أتعدى على كل من أراه حتى أبي وأمي .
زاد خوف أهلي علي وعلموا أن ما بي ليس أمرا طبيعيا فانا لم ينفعني علاج , حتى حسموا القرار وجاءوا بشيخ … وهنا المفاجئة … أنا مسحورة !! .. نعم لقد أصبت بسحر أسود ممن ظننته فارس أحلامي الذي كان يستغلني ليشبع رغباته ولمعرفته بحالتنا المادية المتيسرة .
بعد جلسات تعافيت وصرت لا اذكر اسمه ولا اعرفه , ولكن آلام جسدي ما زالت موجودة بسبب ما فعلته بنفسي وأنا تحت تأثير ذلك السحر , أما هو فقد نال عقابه .
تاريخ النشر : 2015-05-30