القسم : أدب الرعب والعام
ثقل في صدري

***
صحوت ببط من النوم ، كان منظري غير مريح وهناك صوت مزعج يتكرر و إحساس غريب ، انقباض في صدري والمنظر كان كئيب جداً ، ثم تذكرت بعض الأشياء ، شاهدت أكثر من فراش على الأرض و فوقها ناس نائمون أو بالأصح متعبين و منهكين.
كنا في ساحة المسجد والسماء سقفنا ، وهناك من وضع لي هذا الفراش على الأرض المتربة ، صدري لا يعمل كما يجب ، و أصبحت عملية سحب الهواء وإخراجه عملية صعبة تحتاج إلى جهد عظيم ، و تُسبب لي الضعف الشديد لقلة الهواء الداخل والخارج.
أصبح أكبر همي فقط أن أسحب و أدفع الهواء ، وأعلم أنني لو نسيت أو ضعفت قليلاً فقط سوف يُغمى علي لقلة الأكسجين.
لم أشاهد وجهي ، لكن لا أحتاج إلى كثير من الخيال لأعرف أنه قاتم يميل إلى اللون الأزرق ! ماذا يسمونه ( بنفسجي؟ ).
ياإلهي ، أريد هواء بسهولة كما كنت أحصل عليه دائماً.
حلقي مسدود بسائل ثقيل لا ينزاح ، وصدري منقبض.
ثقيل .. ثقيل ... ثقيل.
وصوت مرعب جداً مع كل زفير وشهيق.
كأنك تسحب سجادة عملاقة ثم تعيدها .
يا إلهي ، لما كل هذا العذاب ؟ .
أريد أن أتنفس.
اعتدلت في الفراش جالساً بصعوبة ، وقمت برش سائل حولي من زجاجة ، ثم سمعت صوت الضحكة !.
هل هناك من يضحك ؟ هل بقي منهم أحد ؟.
حرّكت رأسي ببطء واستدارت عيوني ( لا بد أنها حمراء دموية حولها هالات سوداء و إلا كيف تفسر كل هذا الألم ؟ ).
و شاهدت طفل ! كان هناك عائلة كامله يستندون بطهورهم لجدار المسجد ، و بعضهم ممدد في أحواض الشجر الملاصقة للجدار ، حالهم ليس أفضل من حالي بكثير ، لكنهم لا ينامون في فرش. ثيابهم أسمال مهلهلة .
لا بد أنهم أتوا متأخرين ولم يجدو لهم فراش.
حتى في هذا المكان هناك طبقية.
و ربما تجد من يحسدك على حالك هذا.
نظرت للطفل ، لم أفكر كثيراً ، أنت تعرف الأطفال، إنهم يجدون ما هو مضحك في أسواء الظروف.
لن أستطيع الصبر على هذا التنفس ، سوف أموت اختناقاً لا محالة ، قمت بتثاقل أمشي كالكسيح ، فكرت في زوجتي العزيزة أين هي ؟.
أرجوك لا تخبرني! خرجت من الساحة واتجهت للمدخل الضيق
، وعلى المدخل اعترضت الداخلين و كانوا يبتعدون عني يمين وشمال وعلى وجوههم بعض الضيق و ربما كتموا أنفاسهم.
كنت أصرخ أريد أن أتنفس ، واضح أن صوتي غير مفهوم ، أو أن هذا المنظر أصبح معتاد أكثر من اللازم.
أشار إلي أحدهم و أمسك معصمي كي لا أسقط ، وأخبرني أن هناك إسعاف في الخارج.
سحبت رجلي بصعوبة و شاهدت زوجتي بين الحشد حول الإسعاف ، كانت يدها تنزف و يبدو أنهم أخذو عينة من دمها ، وهنا شاهدت وجه أحد المتجمهرين ، كان شاحب و أنفه متهالك من شدة المسح كأنه زومبي.
طلب المساعدة و رفضوا ، لم يعد لشيء قيمة ، و لا أحد يكترث ، كان المنظر مهين جداً ، كأننا كلاب ضالة.
يبدو لي أنني أبتعد عن المكان إلى اللاشيء ، حقيقةً لم أعد أعلم ما أفكر فيه ، أشاهد نفسي من الخارج ، هل هو الموت ؟.
*****
صحوت من النوم ، الحمد لله أنا أتنفس ، لكن هناك هذا التورم في حلقي كأن قط شرس قام بخدشه بأنيابه الحادة الملوثة ، والصداع اللعين.
اليوم فقط علمت بإصابتي بهذا المرض الجديد.
أتمنى أن لا أصل إلى تلك المرحلة في الحلم ، حتى أخر لحظة في حياتي أريد أن أتنفس.
النهاية .....
تاريخ النشر : 2020-07-19
تاريخ النشر: 2020-07-19
التعليقات (7)
رحمه:
ي الله اشي مخيف
الله يبعد عنا هاد المرض ويشفي جميع المرضى بكل بقاع العالم
عطعوط:
قصة مرعبة
ادعو الله ان يجنبك كل مكروه
لميس:
قصة بفكرة جديدة ولغة جميلة مسلية احسنت لكن يجب عليك التطويراكثر في اسلوبك وهذا يحدث بالممارسة القصة هنا تبدو خاطرة اكثر منها قصة حتى وان قلنا انها قصة قصيرة هذا لا يشفع و الفكرة هنا حديثة و معاصرة و نعايشها كل يوم كان يمكن لك ان ذهب الى ابعد من هذا انتظر الجديدوالاحسن اخي بالتوفيق
ف.يبرح:
شكراً على الردود المشجعة
كان جاثوم وحاولت انقله
حسين سالم عبشل - محرر - :
القصة جيدة كبداية لك ، و الوصف للمشهد كان رائع ، و ليس عيب ان تكون القصة مستوحاة من الواقع
ف.يبرح:
شكراً لك حسين
وشهادتك اعتز بها كثيراً
في الواقع سوف اعترف
هذا ليس اول موضوع اكتبه في كابوس
لكن في هذه المره شفرت اسمي حتى لا يعرف احد انني مصاب بهذا المرض.
حالتي تحسنت كثيراً ولم اصل للمرحله التي شاهدتها في المنام،
المطالعة الشغوفة:
الوصف دقيق جدا يجعلك تشعر بمعاناته