حب بين الحلم و الحقيقة
![]() |
و اخذت اطعنه في مختلف الاماكن في جسده |
لا طالما عانيت من العديد من الأمراض النفسية مثل الاضطرابات في النوم (sleeping disorders), شلل النوم (Sleep paralysis), الأرق (insomnia), اضطراب ذو اتجاهين (bipolar) و خاصة الاكتئاب (depression) الذي أدى بي عدة مرات إلى محاولة الانتحار…
و لكن كل هذه الأمراض النفسية التي عانيت منها في فترة مراهقتي كان لها بالغ التأثير السلبي أو الايجابي في قصة الحب التي بيني و بين ابن خالي.
بدأت هذه العلاقة منذ طفولتنا إذ كنا دائما لا نفترق عن بعضنا, كنا دائما نلعب مع بعضنا و نقضي أجمل الأوقات سوية لكن لا اعلم حقا متى بدأت أرى العديد من الأحلام منها الجيدة و منها الأشبه بالكوابيس و الأسوأ من هذا كله إنها لم تبقى فقط مجرد أحلام بل انها تجسدت على ارض الواقع .
إن معظمنا يتمنى ان تصبح احلامه حقيقية و لاسيما انها تتعلق بالشخص الذي نحبه. اذكر جيدا تلك المرة التي راودني حلم حيث جاءني رجل في مكان شبه مهجور و قال لي أنه سوف تتطور العلاقة بيني و بين ابن خالي يوما ما و سنقع في حب بعضنا.
كنت آنذاك صغيرة ربما في التاسعة او العاشرة من عمري و بعدها أيقنت ان ما قاله لي ذلك الرجل في المنام صحيح , تعلقت بابن خالي تعلقا كبيرا و ملحوظا من قبل جميع أسرتنا , و مرت السنوات و أصبحت علاقتنا وطيدة و متينة , و في ذلك الحين كنت ارى احلاما جميلة و تتحقق بعد مدة قصيرة من الزمن .
أصبح أبن خالي يأتي الى منزلنا في الليل خلسة و نقضي الليل مع بعضنا إلى درجة انه أصبح يعاشرني جنسيا و هذا تماما ما كنت اراه في احلامي أي إنني سأفقد عذريتي على يديه في سن الخامسة عشرة و الأسوأ من ذلك إني سوف احمل منه و سألد فتاة و سوف تتغير حياتي كلها .
بعد سنوات تغير معي و أصبح لا يعيرني اي اهتمام , و سرعان ما أصبح يخونني مع العديد من الفتيات , شعرت بالقهر و اني عديمة الفائدة لأني كنت اشاهده و هو يفلت من بين يدي و لن يعود مجددا , و لذلك ادركت اهمية ان أنجب مولودا يجعله يتعلق بي اكثر و يتزوجني بالرغم عنه , بيد ان كل تجاربي باءت بالفشل , كان أغلى ما املكه في حياتي لأنه الوحيد الذي أراني الجانب المشرق للحياة و المعنى الحقيقي للحب الذي أضفى على حياتي البائسة جرعة من الأمل أنارت كل الأماكن المقفرة في قلبي , و لهذا كان يصعب علي التخلي عنه بهذه السهولة , و كنت اعتبر ان الانتحار في هذه الحالة سيكون ضعفا , وسوف اتركه لباقي البنات , لم اكن اريد ان تأخذ مكاني في قلبه أي فتاة اخرى .
بعد يومين حدث ما لم يكن في الحسبان , اذ قمت بدعوته للمنزل و قررت قتله كي اتخلص من ذلك العذاب الذي اصبحت مأسورة فيه , فتناولت سكينا و طعنته العديد من الطعنات و اخذت اطعنه في مختلف الاماكن في جسده و انا اصرخ و ابكي و كأني دخلت في حالة هيستيرية . و لم افق بما كان يدور من حولي إلا و أنا في مركز الشرطة , و بعد التحقيق الطويل في تلك القضية حكم علي بالسجن عشرين سنة قضيت ما يقارب نصف المدة او اكثر بقليل , و انا إلى الآن غير نادمة على ما أقدمت عليه .. أنا اتذكر تلك اللحظة جيدا .. و بقي ذلك المشهد الدموي في ذهني ..
ومنذ ذلك اليوم و أنا أراه كل ليلة في أحلامي .. في الواقع كان يزورني و يواسيني و يقول لي انه لن يحب أي فتاة غيري إلى الأبد.
تاريخ النشر : 2015-04-15