حزن رغم الثراء
![]() |
لا تدع أحد يتحكم فيك كما تم التحكم بي |
فالترفيه على طريقتها يعني مشاهدة برامج ثقافية مملة بالنسبة لي و قراءة كتب علمية كبيرة على سني ، فلم تتح لي الفرصة مشاهدة الرسوم المتحركة التي كان أبناء أعمامي و خالتي يتحدثون عنها في فترة الإجازات عندما نلتقي ، و كنت أبقى طوال الوقت صامتة لأني أجهل برامج الأطفال ، و في الليل يتباهون بالقصص المصورة والمجلات المخصصة للأطفال المليئة بالألوان الباهية وأنا لم أمتلك أياً منها ، و ذات صباح عندما كان الجميع يتناول إفطارهم ذهبت إلى خزانة أبنة عمي وسرقت قصة ألس في بلاد العجائب ، و بعد أيام استغربت أن ابنة عمي لم تسأل عن قصتها الضائعة فشعرت بالخجل و اعترفت بذنبي لها ، و ظننت أنها ستسامحني ،
لكن على العكس تماماً ، فقد ذهبت لأمي وأبي وأخبرتهما بكل شيء ، غضب والدي غضباً شديداً و بعد ذهاب كل أعمامي وخالتي أتت إلي أمي ، و لا أود أن أخبركم ما الذي حدث لي في تلك اللحظة ، فقد أوسعتني أمي ضرباً و رفساً و كدت ألفظ أنفاسي الأخيرة ، لكني ظننت أن أبي سوف يشفق علي و يأتي لينقذني ، لكنه لم يأتي أبداً ، هنا و من تلك اللحظة أصبحت مختلفة تماماً و صرت أتناول الطعام في غرفتي وكرهت هذا الثراء كثيراً ، كنت أغبط الناس الذين يتسولون في الخارج فحياتهم أفضل من حياتي 100 مرة ،
و بعد تخرجي من الثانوية سمعت أمي تخبر أبي أن يتصل بالمعلمين الخصوصيين ، و فهمت فوراً أنني سأعود لحياتي في الطفولة فقبلت الأمر حتى تخرجت من الجامعة ، وكما ترون هذه حياتي حتى كبرت و صار عمري الأن 33 سنة ، أعيش حلياً في دبي ولدي بنت و ولدان ، أعيش حياة لا مثيل لها و لم أزر أبي و أمي من اليوم الذي تزوجت فيه ، لا أريد أن أراهما مرة أخرى ، أنا أكن لهم الكره و الحقد الشديد ، وما أود أن أقول لكم كأخت لا تدع أحد يتحكم فيك كما تم التحكم بي ، أمرح و ألعب ، اكتشف و أدرس في مدارس تجد فيها الحب والحنان ، اكتشف الصداقات .
تاريخ النشر : 2020-08-20