حكايات من صعيد مصر
![]() |
تبدل لونها و صارت قبيحة و كادت تؤذيه لولا أسم الله |
“والله أعلم”
جئتكم قبلًا بحكايات أبي، لا أعجب من عدم تصديق البعض لها؛ فأنا ما زلت أجد صعوبةً في تصديقها، و اليوم أتيتكم بالمزيد لكنها ليست لأبي، بل هي مواقف مجمعة لبعض ما سمعت هنا و لكم حرية التصديق..
1- شبحُ حارس الطريق:
قالت لي..
كنت عائدةً ذات يومٍ إلى بيتي، و كنت وقتها ما أزال طفلةً أخاف الظلمة، و المنزل بعيدٌ وسط الأراضي الزراعية الفارغة، و الكلاب بكل مكان، من قد لا يخاف؟!
و أنا أسير بكل خوفٍ و يدايّ تطبقان على بعضهما بقلق إذ أجد رجلًا يرتدي جلبابً أبيض اللون و يبدو لطيفًا يسير بنفس طريقي، فأسرعت و سرت إلى جانبه، لم ينطق بحرف بل نظر إليّ و ابتسم و ما إن اقتربت من المنزل حتى اختفى وسط الظلام!
سمعت الكثير عنه.. دائمًا ما يرافق المارة في الليل لكن لا أحد يراه نهارًا أبدًا!
2- الأرانب:
قالت لي..
خرجت أمام المنزل ليلًا لاستنشاق الهواء، و بينما أنا أنظر دون هدف لمحت مجموعةً من الأرانب السوداء الصغيرة الضالة عند مجرى المياه؛ فتبعتها بسرعةٍ و جمعتها في ثوبي و هرعت إلى أمي سعيدةً أقول لها: أمي.. أمي، أنظري ماذا وجدت عند مجرى المياه؟
قالت لي قلقة: ألم أخبركِ بألا تلتقطي شيئًا في الليل.
أجبتها: إنها أرانب ألستِ سعيدة؟
قالت: فأفرغيها.
تقول.. ففزعت عندما وجدت حجارةً سوداء!
3-الجنّيَة:
اعتاد جدي أن يجلس بأرضه يرعاها إلى وقتٍ متأخر؛ فاللصوص منتشرون.
كانت تظهر له جنّيَةٌ جميلة في وقتٍ معينٍ بين المغرب و الليل لتقول له: أنا معجبةٌ بك، تزوجني و تعالَ معي، سأحقق لكَ كل رغباتك، ستعيش في سعادةٍ لا مثيل لها.
و كان يرد عليها ب: أعوذ بالله منكِ؛ فيتغير لونها و تختفي، لكنها تعود في اليوم التالي..
و استمر الحال قرابة الشهر!
عادت بنفس التوقيت لتعرض عليه الزواج مجددًا لكنه قال لها: أعوذ بالله منكِ، أعوذ بالله لن أتزوجكِ أبدًا مهما كان.
فتبدل لونها و صارت قبيحة و كادت تؤذيه لولا اسم الله.
يقول.. و الحمد لله لم أرها بعدها مجددًا.
كانت تلك بعض حكاياهم “والله أعلم”
قد نصدق بعضها و البعض لا، لكن بغض النظر عن مدى صدقها، أنا حقًا لا أرغب في أن أكون بمكانهم؛ لا أظنني قد أحتمل.
أتحتملون؟!
تاريخ النشر : 2020-08-30