حكاية أمي التي أرعبتني
![]() |
كان رجل راكب فوق الحصان و لكنه لم يكن إنسان |
– في أحد الأيام و أنا صغير جاءت آمي بقربي و قالت : سوف احكي لك قصة حصلت لي و لكن لا تخف .
– قلت حاضر.
و بعد قليل خفت و لكن سرعان ما كثرت أسئلتي .
– إليكم الحكاية :
في يوم من الأيام كان لديهم زفاف لأحد من الأقارب ، فذهبت أمي و ثلاث من خالتي و جدتي إلى الحفل ، و ذلك كان قبل ليلة الدخلة بأسبوع لتحضير الزواج و الغناء و السهر و يتقابل كل الأقارب و الأحباب ، و بعدها بيومين طلبت جدتي من بناتها أن يعدن إلى المنزل و يغيرن ملابسهن و لكنهن غادرن بعد المغرب ليعدن غداً , لذلك يجب عليهن اجتياز بعض الحقول الزراعية ، بسبب أن الطريق طويل بعض الشيء ..
هبط عليهن الليل ، و في ذلك الزمن لم تكن توجد لديهن مصابيح النور ، و نزل عليهن الليل بسواده الحالك و لم يبقى سوى ضوء القمر ، و بينما هن يسيرن إذا بحصان اسود واقف بين الأشجار و هو يترنح , أعوذ بالله من شيطان الرجيم ، فاستغربن بعض الشيء و لكنهن واصلن السير و لكن الحصان أستمر يتبعهن و بدأ الخوف يراودهن ، منهن من قالت : هيا نعود ، و فيهن من قالت : نكمل الطريق ، و حصل جدال بينهن و هم خائفات ..
و فجاه نظرت خالتي الكبيرة قالت و هي مرتعبة : أنهم جن أركضن بسرعة و لا تلتفتن ، و بدأت بركض بسرعة جنونية ، و بينما هن كذلك سمعت أمي صوت أقدام الحصان و هو يعدوا نحوهن ، و لكنه لم يكن صوت لحصان واحد ، فعندما التفتت وراءها شعرت بالصدمة من كثر الأحصنة و الحمير التي تركض وراءهن و التربة تتطير بكثرة و الصراخ ، من أين خرج ؟ الله اعلم
بينما هن كذلك كانت تقصف عليهن صخور كبيرة ، نعم لكنها عند لمسهن كانت خفيفة فهن لا يشعرن بشيء ، و واصلن الركض حتى المدينة و كثرت المباني عندها توقف دوي الأحصنة و ألتفتن إلى الحقول و هن مستغربات و يسمعن صراخ من داخل الظلام ، ما كان هذا الشيء هل هم من الجن ؟ و بقين يتحاورون في فزع و مصدومات جداً و يلهثن حتى وصلن المنزل بسلام ، و بالمنزل سألن أختهن الكبيرة عما شاهدت هناك ؟ فقالت لقد كان رجل راكب فوق الحصان و لكنه لم يكن إنسان ، و كان يهبط من ظهر الحصان و كانت الكثير من الأحصنة تجتمع بقربه و كأنها تتشكل من السراب ، بعدها اتفقن أن يبقين القصة سراً و لم يقصصن تلك الحكاية على أحد .
تاريخ النشر : 2016-11-18