حياة غير عادلة
![]() |
عندما أخبرتني الحقيقة كنت في التاسعة من عمري .. و لم أستوعب الأمر !! |
السلام عليكم جميعاً ..
في البداية لقد كنت مترددة بشأن طرح قصتي ، و لكن لأنني أعلم أنه بالتأكيد ستساعدوني لأجد حل قررت البوح بكل ما في قلبي و أستريح .. و آسفة جداً لأن الموضوع ربما يكون طويل .
أنا فتاة عمري 15 سنة مازلت صغيرة أعرف ، و لكن ما أعرفه و أتحمله لا يتحمله غيري ..
مازلت أتذكر ذلك اليوم جيداً و كأنه كان أمس ، كنت في التاسعة من عمري و كنت مع أمي في المنزل نشاهد التلفاز ، و كنت ألاحظ أنها شاردة جداً و في عينيها لمعة ، أخفضت صوت التلفاز و قالت لي : ” أريد أن أقول لك شيء ، سأخبرك لأني سمعت أنك يجب أن تعرفي في هذا السن ”
صمتت قليلاً ثم أكملت قائلة ” أنتِ لستِ ابنتي ، أنت أهلك أناس آخرين لكنهم لا يحبوكِ و تركوكِ ، كانوا يريدون رميك في الشارع لكني أخذتكِ لأنه حرام تظلمي بسبب طيشهم ”
ثم صمتت و هي متوترة ، و لم تعاود الحديث في هذا الموضوع ، و نظراً لأنني كنت فقط في التاسعة لم أستوعب ما قالته لي و بقيت صامتة ، و لكن عندما أصبحت في عمر الـ 12 و أصبح لدي وعي بكل شيء حولي أكثر تداركت تلك الصدمة ..
أمي ليست أمي… إذاً هل أنا فتاة غير شرعية ؟ أم أن أبي شخص لا يحب الفتيات و رماني ؟ أم أن أهلي فقط أشخاص بدون قلب و رحمة !!
أصبحت أفهم لمً على شهادات المدرسة توقيع الأب لا يكون نفسه هو الشخص في اسمي .. لقد أنجبني أشخاص أنا أحتقرهم و أكرههم و أقسم على ذلك ، و تركوني في هذه الحياة ، ليس لديهم أدني ضمير بأنه بفعلتهم هذه قد دمروا حياتي ..
لقد انجبني أشخاص ، و سُجلت بأسم شخص لا أعرفه ، و أعيش مع أشخاص مختلفين تماماً ..
أصبحت عندما يطلبون مننا في المدرسه توقيع الأب على الشهادة أخفي بيدي التوقيع كي لا يري أحد اختلاف الاسم و يسألني ، أصبحت أشعر بالخجل عندما تلمح إحدى صديقاتي الاسم و تقول لي لماذا التوقيع مختلف عن اسم الأب ، حينها كنت أجيب بأن أهلي مسافرون و هذا أحد أقربائي من طرف الأم ..
أمي -التي ربتني- تعمل خادمة في إحدى منازل الأثرياء ، و أصحاب المنزل من دولة أجنبية ، أمي مريضة فقد وصلت إلى الـ 60 سنة ، لديها القلب و الضغط و أمراض كثيرة أخرى .. مازالت تعمل في المنازل لكي تصرف علي ، فبدون عملها حرفياً ينهار البيت ، أبي عمله لا يأتي بالكثير ، فهو حارس إحدى العقارات .
أنا ليس بيدي شيء لأفعله ، حياتي معقدة و متوتره جداً ،
أنا لا أعرف لماذا والديَّ أنجباني طالما لا يريداني ؟ لماذا لم يقتلاني أو يُجهضاني ؟ لماذا فعلا بي كل هذا ؟؟
أنا لدي حلم و هو أن أسافر للخارج عندما أبلغ الـ 18 ، أريد أن أبدأ حياةً جديدة تماماً بلا أي ماضي بشع مثل هذا
و لكن خمنوا ماذا ؟ حتي حُلمي في السفر أنا غير قادرة على تحقيقه ، لماذا ؟ .. لأن الشخص الذي سُجلت بأسمه لا أعرف مكانه ، و لا حتي أمي تعرف مكانه ، إنه ابن صديقة أمي و بالأساس هي من أوصلت الموضوع لأمي و جعلت أمي تتكفل بي ، أنا لا أعرف عنوانه ، رقمه أو حتى شكله ، أنا أحمل اسم شخص لا أعرفه و لا حتى معرفة سطحية ، لن أستطيع الوصول له حتى لأخذ توقيعه الذي يمكّنني من السفر وحدي لأحقق حُلمي !
أتعلمون شيئاً ؟ حتي عندما أريد أن أتزوج ، لن أستطيع لأن ولي أمري والذي هو و يال حظي لا أعرفه !! ليس موجداً معي .. الامر معقد ، أنا أبكي كل يوم بسبب كل هذا ، ما الخطأ الذي ارتكبته ليحدث لي كل هذا ؟!!
حسبي الله و نعم الوكيل في كل من ظلمني هذا الظلم ، لقد فكرت في الانتحار و لكن خفت من الله و لأنه ليس من العدل أن أتعذب في الدنيا و الآخرة !
ماذا أفعل في كل هذا ؟ لقد أخبرتني أمي أن هذا ابتلاء و اختبار من الله لي ، و لكن ما هذا الاختبار الذي يدمر حياتي ؟!!
آسفه على الإطالة و لكن كان يجب أن أحكي كل ما في قلبي ، فأنا حقاً تعبت و مازال أمامي الكثير لأواجهه .