طفلة في المصعد
![]() |
صار يطرق بهستيريا على باب المصعد المعطّل |
فكان كلما وجد الأولاد يلعبون الكرة بفرح , كان يأخذها منهم و يرمي بها بعيداً , و هو يصرخ في وجه الأولاد و ينهرهم , فهو لا يطيق سماع أصواتهم …
و لهذا كان يكرهه الجميع , مما جعلت لقمة عيشه لا تسدّ الرمق , كما إن معظم الناس رفضت توظيفه لسوء سمعته ..
حتى وظيفته كساعي عند خال صديقه (المدير في إحدى الإدارات) طُرد منها اليوم و من دون سبب , لذلك ذهب الشاب المعروف بإسم عاصي لزيارة صديقه , ربما يتوسّط له عند خاله و يحلّ المشكلة , كيّ لا يصبح عالة دون مال ….
و صعد درجات سلّم البناية و طلب المصعد , و وصل الى الطابق الخامس حيث منزل رفيقه , لكن الجواب كان بعدم وجود رفيقه بالبيت … فإستدار غاضباً , و عاد أدراجه الى باب المصعد الذي صعد الى فوق .. و بعصبية أخذ يكبس الزر لينزل بسرعة ..
و هنا !! توقف باب المصعد عنده , ففتحه بسرعة ليجد فيه فتاة صغيرة ذات السنوات الثمانية , تحمل لعبتها .. فأخذ يتأففّ , فهو لا يريد أن ينزل معها ..لأنه يكره الأطفال , و لا يطيق سماع أصواتهم المزعجة
لكنها قالت له :
– هيا يا عمّ إدخل ..المصعد كبير , يمكننا أن ننزل معاً
– (بغضب) : أفّ !! حسناً
فدخل لأنه كان مستعجل , و كبس زر الطابق الأرضي ….و ماهي الا لحظات حتى بدأ المصعد بالأهتزاز , ثم توقف نهائياً عن النزول ..
و هنا !! أضيء اتوماتيكياً , نورٌ خافت في ركن سقف المصعد ……
و فجأة !! تعالت صرخات الشاب الهستيرية , و البنت الصغيرة تراقبه بخوفٍ و قلق !
الشاب يصرخ خائفاً :
– إفتحوا الباب
و أخذ يطرق بقوّة على باب المصعد .. فحاولت البنت الصغيرة تهدئته :
– اهدأ يا عمّ , لقد إنقطعت الكهرباء !
– لا أستطيع التنفس .. أرجوكم إفتحوا الباب !!
ينادي البواب من خارج المصعد :
– من في الداخل ؟!!
فتجيبه الطفلة :
– عمّ أبوعلاء .. لقد علقنا
البواب : من معي ؟
– انا مها من الطابق السادس
– ابو علاء : مها أحمد ؟
– مها : نعم
– ابوعلاء : ألم يخبرك أحد إن المصعد معطل ؟!
و هنا يصرخ الشاب من جديد :
– ماذا يعني هذا ؟! أخرجني الآن !!!
– البواب أبوعلاء : من معك يا مها ؟!
– مها : رجلٌ لا أعرفه
و يتابع الشاب الصراخ .. فيقول له ابو علاء (من الخارج) :
– اهدأ يا رجل !! لقد أخفت البنت
الشاب بعصبية :
– إتصل بالمصلح فوراً !! ماذا تنتظر ؟!
– البواب : موعدنا معه بعد ساعة , لكني سأتصل به الآن ليأتي حالاً.. إصبر قليلاً….مها !! حاولي أن تهدئي من روعه , و سأجد حلاً
– مها : حسناً
و تابع الشاب الصراخ …و بعد دقائق إنهار جاثياً على ركبتيه زائغاً البصر , و بدأ يتمتم بكلمات و بصوتٍ مخنوق :
– جدي …أرجوك إفتح الباب
((و دارت في رأسه ذكريات اليوم الذي غّير حياته …كان يومها في العاشرة من عمره عندما تجرّأ أول مرّة , بسؤال جدّه عن سبب ضربه له بسبب و بدون سبب ))
فردّ الجد غاضباً :
– أتريد أن تعرف لماذا أضربك ؟ حسنا !! سأقول لك
ثم سحب حفيده من يده , و الصغير يبكي و يناشده أن يتركه ..
و فتح الجد باب الخزانة الحديدية الصدئة , المرمية في أحد أركان باحة منزله , و الملتهبة من حرارة الشمس , و رماه داخلها ..
ثم صرخ فيه :
– الآن سأخبرك لماذا أكرهك !! لأنك في كل يوم تشبه أباك أكثر فأكثر , في شكله و حتى في أخلاقه السيئة !
– (يبكي) : هذا لا يبرر ضربي !!!
– و تجيبني ايضاً , يا قليل الأدب… الا تفهم !! أبوك قتل إبنتي
– (يصرخ مصدوماً) : لا !! هذا غير صحيح !
– بلى !! كان يضربها كالوحش , حتى في اليوم التي أنجبتك ..أتى لعندنا و طلب منها عقدها .. الشيء الوحيد الذي تبقى من ذهبها , فرفضت .. فجنّ جنونه.. فهو كان يريده للعب القمار..السافل !! لم يراعي انها نفساء ! و رماها من سريرها على الأرض بقوة .. و لم أستطع لا أنا و لا جدتك إيقافه ..و استطاع سحب العقد من رقبتها .. لكنه هرب , بعد أن رآى أمك فاقدة الوعيّ ..و لم يستطع الطبيب إنقاذها , بعد ان فشل بإيقاف النزيف !
آخ !! لو أعرف أين هرب , و الله لقتلته بيديّ !! و ها أنا عالقٌ مع إبنه .. إبن قاتل إبنتي !! و كلّه من جدتك (رحمها الله) .. ليتها تركتني أرميك في دار الأيتام , لكنت تخلّصت من هذا النسل الفاسد ! لكنها ماتت الآن , و تركتني معك !!
– بل يجب أن تحبني ..فأنا ذكرى لك من أمي !
فيصرخ الجد بغضب :
– لا !! أنت لا تشبه أمك بشيء , بل تشبه هو !! و لأني لم أستطع الانتقام منه , فسأعاقبك أنت بدلاً منه …و الآن !! ستبقى هنا في الخزانة ..الى أن تتربّى .
ثم قفل الخزانة , و ابتعد و هو مازال يسبّ و يشتم …
و ترك حفيده يصرخ من داخل الخزانة المعتمة بخوف :
– لا !! أرجوك يا جدي , الجوّ حار و الخزانة ساخنة… أرجوك إفتح الباب !!!
و كانت هذه الذكريات مازالت تدور في رأسه , حين قطعت أفكاره صوت البنت الصغيرة
و كان حينها يتمّتم بتعب :
– أرجوك يا جدي , إفتح الباب .. سأموت من الحرّ … و الله أنا لست كأبي .. أنا لم أفعل شيئاً .. جدي !!
تقاطعه مها بدهشة :
-هل العم ابوعلاء .. جدك ؟!
الشاب و قد إنتبه على كلامه :
– أين أنا ؟!
– مازلنا في المصعد …لما وجهك أحمرٌ هكذا ؟!
– من الحرّ
– بالعكس ! المصعد باردٌ جداً …ما بك يا عم ؟ إنك تخيفني
– أنا فعلاً خائف
– أنت كبير !! يجب أن لا تخاف .. أنظر اليّ ..أنا أصغر منك بكثير , و مع هذا لست خائفة أبداً
– أنا فقط لا أحب ان أُحبس
ففاجئته بسؤالها :
– و هل كان جدك يحبسك ؟!
– ماذا ؟!… (بإرتباك).. نعم
– ربما لأنك كنت ولداً مشاغباً
– (يتنهد بحزن) لا أبداً
– اذاً لماذا لا تشكيه عند أمك و أبوك , و هما سيمنعانه ؟
– (مقاطعاً) أنا يتيم
– ماذا يعني هذا ؟
– ايّ ليس لديّ والدان
– حرام ! اكلاهما ماتوا ؟!
– أمي ماتت عندما أنجبتني , و أبي ..لا أدري أين هو(بصوتٍ منخفض) أتمنى أن يكون ميتاً
– (متفاجئة) لا تقلّ هذا الكلام ! هذا غلط ..هو يبقى أبوك
– لكنه كان سيئاً جداً مع أمي
– معلمة الدين تقول : إنه يجب أن نسامح كل من يخطىء معنا , و ندع الله يحاسبه عنّا
– (يتنهد بحزن) سامحه الله
– أرأيت !! هكذا أفضل… إمسك هذه
– ما هذه ؟
– إنها حلوى بطعم الحامض
– و ماذا أفعل بها ؟
– كلّها !! فأنا عندما أكون حزينة أو غاضبة من أخي الصغير , أو حتى خائفة من الأمتحان ..آكلها .. ثم أغمض عيني , و أفكّر بشيءٍ جميل ..وعندما تنتهي الحلوى , أفتح عينايّ و أصبح بألف خير .. صدّقني !! إنها حلوى سحرية .. خذّ جرّبها
و حينما سمعت الشاب يحطّم الحلوى بأسنانه , صرخت معاتبة :
– لا ليس هكذا !! عليك ان تمصّها بهدوء .. هيا خذّ حبة أخرى ..و الآن عليك أن تُغمض عيناك , و تُفكّر بشيءٍ جميل
– أنا ليس لديّ شيء جميل أفكّر فيه
– غير معقول ! … كم عمرك ؟
– ثلاثين عاماً
– الا يوجد يومٌ جميل في كل هذه السنين … هيا !! حاول من جديد
فأغمض عيناه , بينما كان يمصّ الحلوى .. ثم تذكر شيئاً , فابتسم …
فقاطعته قائلة :
– هآ …ارأيت !!
– ماذا ؟!
– لقد إبتسمت … بماذا فكرت ؟
– تذكّرت اليوم الذي كان فيه جدي خارج المنزل ..و كنت في مثل عمرك تقريباً .. فأخذتني جدتي (رحمها الله) الى السوق , و لعّبتني بالمراجيح , و أشترت لي الحلوى… كان ذلك أجمل يومٍ في حياتي
– ارأيت !! الدنيا فيها أشياء جميلة ..علينا فقط أن نبحث عنها
– لما كلامك أكبر من عمرك ؟!
– (تضحك) هذا ما تقوله لي معلمتي أيضاً ..أتدري يا عم ..لم أعرف إسمك بعد ؟.. انا مها ..و انت ؟
– كان إسمي رضا .. لكن بعد وفاة جدتي , سمّاني جدي عاصي
– لكن رضا , أجمل من إسم عاصي !
– نعم أعرف
– وأين جدك الآن ؟
– لقد مات .. (بصوت منخفض) و الحمد الله
– إذاً !! سأناديك بعمو رضا
– رضا ! … يآه… لم ينادني أحد بهذا الأسم منذ زمن , ذكّرتني بجدتي رحمها الله ….(و يسكت ثم يقول)… إخبريني الآن ..الى أين كنت ذاهبة ياعفريتة , في مثل هذا الوقت ؟
– لم يتأخر الوقت بعد ! كما إنني كنت ذاهبة لبنت الجيران في الطابق الأول لألعب معها , فإبنتي تحب اللعب مع إبنتها
– هآ… إذاً هذه إبنتك ..
و يشير الى اللعبة التي كانت تحملها
– نعم
– و ما إسمها ؟
– إسمها سلمى
– و بأيّ صفّ تدرس سلمى ؟
– سلمى مازالت طفلة ..الا ترى ؟!
– (يضحك) …طيب , في أي صفّ تدرس أم سلمى ؟
– أنا في الصف الثاني …و أنت بأيّ صفّ ؟
– أنا… (بحزن) كنت في الصف الخامس , عندما أخرجني جدي من المدرسة
– (بغضب) أفّ…. لما هو لئيمٌ معك هكذا ؟!
– كان يكره أبي
– وما دخلك أنت ؟!
– كان يقول إنني سأكون سيئاً مثله , عندما أكبر
– لا هذا غير صحيح !! ليس هناك أحداً مثل الآخر … فأمي تقول : إن الله خلق كل إنسان مختلف عن غيره
– (يتنهد) صحيح و الله
– يعني أنت لا تعرف القراءة و الكتابة , يا عم
– بلى , أعرف قليلاً
– إذاً لما لا تعود الى المدرسة , بعد أن مات جدك
– لقد صرت كبيراً جداً على المدرسة
– لا هذا غير صحيح !! فجدي عمره ..لا أدري ..ربما مئة عام , فهو كبيرٌ جداً .. و مع هذا , دخل الى مدرسة الكبار , و صار يقرأ و يكتب ….هآ ما رأيك ؟
– لا أدري ..سأفكّر بلأمر
– طيب ماذا كنت تريد أن تكون , عندما كنت صغيراً ؟
– لا أذكر
– أعني , ماذا كنت تحب أن تفعل ؟
– كنت أحب اللعب بالكرة , لكن جدي كان يمنعني من رؤية باقي الأولاد , و يحبسني بالمنزل
– أفّ …أنا أكره جدك هذا .. و الله لو لم يكن ميتاً , لضربته لك
فضحك رضا
– مها : إذاً أنت تحب الرياضة ؟
– نعم كثيراً
– إذاً …لما لا تعمل عندنا في المدرسة ؟
– و ماذا أعمل ؟
– أستاذ الرياضة في مدرستي سافر للخارج , و هم يبحثون عن أستاذ آخر …تعال لعندنا… و الله سيحبوك كل اصدقائي
– أنا لا أحد يحبني
– لماذا ؟!
– لأني شرير
– لا من قال هذا …لحظة !! إذاً قلت لي جدك ثانية , (بعصبية) والله سأضربك أنت
فيضحك
و تتابع مها :
– أنت طيّب وأنا أحببتك كثيراً .. هيا قلّ إنك ستعمل في مدرستي !!
– حسناً , سأفكّر في الموضوع .. لكنك لم تخبريني بإسم المدرسة ؟
بحماس و فرح :
– مدرسة الأجيال !! إنها هناك في آخر الشارع …هل عرفتها ؟
– نعم عرفتها
– جيد… يجب عليك ان تعمل , كيّ تشري الحلوى لأولادك
– أنا ليس عندي أولاد
– كيف ؟! كل الكبار لديهم أولاد ؟
– أنا لم أتزوج بعد
– لماذا ؟
– لأني قبيح .. و لا توجد من ترضى بي
– (مستغربة) لكنك جميلٌ جداً !
– (بإستغراب) جميل !
– نعم كثيراً .. إنك تشبه ذلك الممثل في التلفزيون (..) كأنك هو …إذا كنت لا تصدقني , أنظر في مرآة
و على الضوء الخافت , إقترب رضا و نظر في مرآة المصعد , و هو مندهش :
– (بصوت منخفض) .. فعلاً .. شكلي لا بأس فيه !
– (مها متعجبة) الا يوجد مرآة في منزلك ؟!
– بلى… لكن هذه أول مرة أرى نفسي فيها هكذا !
و يقطع حديثهما صوت المصلّح , يتكلّم معهم من خلف المصعد و أمامه البواب :
– المصلّح : هآ قد أتيت !! سأصلحه بسرعة… كيف حالكم ؟
– مها : نحن بخير !!
– البواب أبوعلاء : و أنت يا رجل.. كيف حالك ؟
– (يبتسم) رضا : أصبحت بألف خير
– المصلّح : خمس دقائق و نخرجكم… أصبرا قليلاً !!
– رضا : حسناً
ثم اقتربت مها من رضا , و تنهدت بحزن
– رضا : ما بكِ ؟!
– أتدري …حتى الآن لا أعرف ماذا سأصبح عندما أكبر
– يجب أن تكوني طبيبة نفسانية
– (مها مستغربة) : و ماذا أعمل ؟!
– كما فعلت معي الآن ..تكلمي مع المريض , و سيشفى بإذن الله بسرعة
– لكنك لست مريضاً !
– بلى , كنت مريض .. أما الآن و بفضلك , أصبحت أفضل بكثير
– لم تخبرني بعد …هل سأراك في المدرسة غداً ؟
– (يبتسم) الأستاذ رضا …و الله لم أتخيل نفسي يوماً , أن أكون معلماً !
– إذاً هل ستدرّس في مدرستي ؟
– من الجيد إنني خسرت عملي اليوم .. فمن كان يتصوّر , من ساعي الى معلم رياضة !
مها بفرح :
– يعني قبلت !!
– لا أستطيع أن أرفض , بعد كل هذا الإلحاحّ
يصرخ المصلح من خلف الباب :
– دقيقة وحدة و سينزل المصعد !!
– رضا : حسناً !!
– رضا : هآ يا مها… استذهبين الى صديقتك الآن ؟
– لا .. من الأفضل أن أعود الى البيت , لقد تأخر الوقت ..سأزورها مرة ثانية , فأنا جائعة ….آه صحيح !! تعال و كلّ عندنا , ستكون أمي الآن إنتهت من تحضير الغداء .. و الله أكلها لذيذٌ جداً
– لا يا مها , يجب أن أذهب .. لكن شكراً لك
ثم فُتح باب المصعد …و سلّم رضا على مها , التي عادت الى المصعد لكي تعود لمنزلها في الطابق السادس ..و بعد أن شكر رضا المصلح و البواب ..
إقترب من باب البناية .. فناداه البواب :
– ابوعلاء : عفواً ..أنا لم أرك هنا من قبل ؟!
– رضا : أنا لست من سكان المبنى , كنت أزور صديقي في الطابق الخامس ..لكني لم أجده , سأزوره مرة أخرى
– لقد أخافني صراخك
– (يضحك) كنت خائفاً , لكن مها بكلامها اللطيف , هدّأتني
– نعم , جميع من في المبنى يحبها
– حماها الله
– لا تؤاخذنا يا سيد…
– رضا …لا يهمّ …و عفواً إذا كنا أتعبناك
– لا أبداً , هذا واجبي …مع السلامة
– مع السلامة
و قبل أن يخرج من المبنى , نادته مها :
– عمو رضا !!
– رضا : الم تعودي الى بيتك بعد ؟! ستقلق أمك عليك
– مها : نسيت أن أعطيك هذه
– ما هذه ؟!
و أعطته كيس الحلوى بالحامض
– مها : إنها الحلوى , كلّ منها كلما كنت حزيناً .. لكن لا تنسى ان …
– رضا (مقاطعاً ) سأغمض عيناي , و أفكر بشيءٍ جميل …فهمت يا معلمتي
– ضروري !! و الاّ لن تقوم الحلوى بعملها السحري .. لكن بماذا ستفكّر هذه المرة .. أبجدتك أيضاً ؟
– لا .. بل باليوم الذي علقت فيه , مع أجمل بنت في العالم …. سأراك غداً في المدرسة
– إذاً سأناديك من اليوم , بالإستاذ رضا !!
فابتسم رضا وقبّل رأسها ….
و خرج الى الشارع , و في الطريق ..إقترب من الأولاد الذين كانوا يلعبون الكرة في الشارع .. فخافو منه !… فأخذ الكرة .. لكن هذه المرة , لم يرمها بعيداً كعادته .. بل لعب بها بمهارة و خفّة ..فصفّق له الأولاد (و هم مندهشون) .. ثم لعب معهم قليلاً , و بعدها سلّم عليهم ….
و مشى بعيداً , و قد إرتسمت على وجهه إبتسامة عريضة .. فقد شعر و كأنه وُلِد من جديد .. و لأول مرة , لم يعد ناقماً على الحياة ..
فتمّتم في قلبه قائلاً :
– شكراً يا حبيبتي مها
تاريخ النشر : 2016-02-04