عبد لاثنا عشر سنة – مذكرات الحر العبد
![]() |
الفيلم عن قصة حقيقية وحاز على اشادة واسعة من النقاد |
عبارة ارددها احيانا وقد تكون غير منطقيه للبعض ، قد يفهم البعض ما أقول والأخر لا، لكن لا بأس لن يكون هنا نقاش عن هذه المقولة وتفسيرها والا كنت وضعتها في خانة الأسئلة ، لكن فقط أحببت ان انوه ان العبودية لا تعني محو العنصرية و هي موجودة و الان بإصدار جديد! يدعى بالعنصرية الحديثة و قد ناقش فيلم (Get out) مؤخرا هذه الظاهرة ، وسأضع رابطا بالأسفل لمراجعه الفيلم لمن يريد القراءة عنه.
ما اردت شرحه هو ان العنصرية شيء موجود في كل ابن ادم ، هو التفسير للاختلاف الذي يلاحظه الانسان في الأشخاص من الأعراق الأخرى ، وهذا ربما يقوده الى رسم صورة نمطية ثابته لبقية عرق الشخص الذي امامه ، و هذا ما نراه كثيرا في الأفلام و الكتب…الخ
موضوعي اليوم عن ردة فعل سببتها العنصرية المفرطة و تم انتاج أفلام لها وهي العبودية.
![]() |
بعض افضل الافلام واشهرها تدور حول محور العبودية والعنصرية |
للمعلومية الأفلام التي يكون محور موضوعها عن العبودية موجودة بشكل ضئيل – عكس العنصرية – في عالم السينما ، ولكنها دائما ما تثبت جدارتها بالتجسيد الواقعي الذي تقدمه لأيام الحرية المحدودة لدى أصحاب البشرة السوداء ما قبل اصدار حكم الغاء بيع العبيد و منها احد روائع المخرج كوينتن تارانتيو فيلم (غانغو الحر-Django unchained ) و فيلم ( 12 عاما من العبودية – 12 years a slave ) من اخراج ستيف ماكوين و الذي حاز على جائزة اوسكار لأفضل فيلم ,و كذلك جائزة الغولدن غلوب لأفضل فيلم دراما , وحصل حصل على 97% من المراجعات الإيجابية على موقع الطماطم الفاسدة , و 10/8,1 في IMDb . كما انه موضوع مقالنا اليوم.
من الحرية الى سجن العبودية
![]() |
سليمان نورثب .. رجل اسود حر |
يتحدث فيلم (12 عاما من العبودية) عن سليمان نورثب ، و هو رجل حر اسود يعيش مع زوجته و طفليه (بنت و ولد ) في مدينة نيويورك و يعمل كنجار و عازف كمان.
في يوم ما يعرض عليه رجلان العمل كموسيقي في واشنطن لمدة اسبوعيين و بأجر مرتفع, يقبل سليمان العرض ويذهب معهما ، لكن سرعان ما وجد نفسه مكبلا بالأصفاد في غرفة مظلمة بعدما تم تخديره ، وسرعان ما يدرك سليمان انه تم اختطافه و ان الرجليين ما كانا غير تجار رقيق ( بروان و هاملتون) ، و أنه الان على وشك أن يباع كعبد.
يتم نقله الى نيو اورلينز باسم (بلات) ، وهو عبد هارب من جورجيا امي لا يقرأ و لا يكتب. ومن هنا تبدأ قصه نورثب و كيفية عيشه لـ 12 سنه كعبد بين بقية العبيد و الاسياد المختلفين.
![]() |
يجد نفسه بين ليلة وضحاها وقد فقد حريته واصبح عبدا |
الفيلم ذو قصه درامية شيقة مليئة بالأحداث العاطفية بين نورثب و بقية الشخصيات في القصة , السرد جيد جدا لا تشوبه شائبة سوى ربما بعض المشاهد (التمطيطة) او العنيفة و غير لائقة في الفيلم ، لكن لم يكن التركيز عليها شديدا بل كان محط الانتباه هو الإخلاص الشديد لسرد السيرة الذاتية بشكل لائق لسليمان نورثب الحقيقي.
من هو سليمان نورثب؟
![]() |
سليمان نورثب الحقيقي |
هو رجل اسود امريكي افريقي ولد عام 1808 لاب و أم تم تحرريهم من العبودية مسبقا و كان مزرعا و عازف كمان محترف و مالك ارض في هيبرون (نيويورك).
في عام 1841 عرض عليه العمل كموسيقي في واشنطن ، وهناك تم تخديره و بيعه كعبد لمزراع و من ثم لكاهن ، وكان هذا الكاهن يؤمن ان الانجيل سمح بتملك العبيد و ضربهم عن العصيان و يجب عليهم تقبل مصيرهم في سبيل إرضاء اسيادهم.
و في عام 1853 بعد 12 عاما استطاع نورثب ان يسترجع حريته مجددا عن طريق رجل كندي كان يعمل عند الكاهن بشكل مؤقت.
بعد استرجاع حريته رفع نورثب قضية على الخاطفين و لكنه خسرها لعدم جواز شاهدته امام البيض و استطاع الخاطفان و احد تجار العبيد الافلات من المحاكمة.
![]() |
الفيلم يصور معاناة العبيد في الولايات المتحدة في القرن 19 |
في نفس العام نشر نورثب مذكراته (عبد لـ 12 سنة) و الذي بيع منه 30,000 مما جعله من اكثر الكتب مبيعا وقتها, و قد وصف بشكل مفصل معامله العبيد في مزارع لويزيانا ، كما ارفق أسماء أسواق الرقيق في كل من واشنطن و نيو اورليانز.
مقطع الفيديو الترويجي الرسمي للفيلم .. فيلم رائع فعلا ويستحق المشاهدة |
و لم يتوقف نورثب عند هذا الحد .. فقد شارك في الكثير من الحملات المساهمة في مساعدة العبيد و الدفاع عنهم كما القى الكثير من المحاضرات عن الغاء العبودية و استمر يناضل بصوته الى ان وافته المنية عام 1863.
المصادر :
– Solomon Northup – Wikipedia
– 12 سنة من العبودية
– فيلم Get Out … فيلم ذكي يعالج ظاهرة العنصرية بشكل لم تشاهده من قبل
تاريخ النشر : 2018-08-20