Facebook YouTube Email color

القسم : أدب الرعب والعام

عيد ميلاد

عيد ميلاد
بقلم : جزائرية - الجزائر

***

- ماما أرجوكِ أسرعي فأصدقائي على وشك القدوم ..
- لا تقلقي يا حلوتي ، أكاد أن أنتهي من الزينة لتكون حفلة أمورتي الصغيرة هي الأفضل على الإطلاق ..
عانقت منى أمها و اتجهت إلى غرفتها ؛ لتجهز نفسها و الإحباط واضح على تقاسيم وجهها ، جلست على السرير و أصبحت تفكر في السبب الذي جعل أصدقاءها يتأخرون عن حفلة عيد ميلادها ثم أصبحت تحدث نفسها بصوت مرتفع
- أيعقل أن تكون المغرورة " مايا " منعتهم من القدوم !!  لا أظن ذلك ، في العام الماضي كنت صغيرة و لكن الآن أصبح عمري 11 و  لن تجرؤ على فعلها ، ممم ماذا إذاً ؟؟ ربما هم يحضّرون لي مفاجأة !! نعم لا شك في ذلك ..
نهضت منى من على السرير و كلها قناعة بأن أصدقاءها يحضرون لها مفاجأة ، فراحت تجوب الغرفة و تغني ثم فتحت خزانتها و أخرجت منها أجمل فستان لديها لتكون أميرة حفلتها ، و بينما منى واقفة أمام المرآة تصفف شعرها سمعت صوت ارتطام شيء بالأرض فخافت من أن تكون كعكتها الغالية قد سقطت لذا نادت أمها بصوتٍ عالٍ
- ماما ، ما الذي سقط ؟؟ أهي كعكتي ؟؟
لكن لا مجيب
- ماما أجيبي !!  
ما من مجيبٍ أيضاً ، و هنا انتابها القلق اتجاه كعكتها طبعاً ، ففتحت باب الغرفة و ما إن خطت خطوة خارجها حتى تفاجأت باللاشيء !! نعم لا شيء فالظلام الحالك يملأ المكان و كذلك السكون الرهيب لكل شيء في اللاشيء !!  تجمدت منى في مكانها و الحيرة تكاد تقتلها ثم راحت تلتفت ميمنة و ميسرة ،  و فجأة هدأت و ابتسمت ثم قالت ..
- هاهاها كشفتكم ، أعرف أنكم هنا ، هيا أشعلوا الأنوار فقد فاجأتموني فعلا .
و كالعادة لا مجيب ، فأردفت و القلق اجتاح وجهها
- يا له من مزاح ثقيل !! توقفوا عن هذا ، هيا أرجوكم !!
و بعد أن فقدت الأمل و علمت أنه حقاً ما من أحد بجوارها سقطت على ركبتيها و عانقتهما بيديها و اجهشت بالبكاء .. ما هي إلا لحظات حتى سمعت أصواتاً خشنة تردد :
- عيد ميلاد عيد ميلاد عيد ميلاد ..
رفعت منى رأسها و إذ بها ترى أعيناً حمراء كبيرة منتشرة في كل مكان ثم شيئاً أو شخصاً - إن صح القول - يظهر من العدم ، و ما إن اقترب منها حتى بدت لها ملامحه فشرعت بالصراخ ..
لقد كان طويل القامة له قرنان صغيران و أذنان مدببتان و شعرٌ كثيف في كل أنحاء جسده و عينان حمراوتان تفيضان شراً ، أغمي على منى من هول ما رأته و ما هي إلا مدة وجيزة حتى استيقظت و وجدت نفسها تطفو في اللاشيء و تلك الأصوات لا زالت تصدر من كل مكان و بعدها اقترب منها ذلك المخلوق لكنها واجهته هذه المرة قائلة ..
- ما و من أنت ؟؟ أين أنا و ماما و الآخرون ؟؟ و لماذا ...
قطع هذا المخلوق كلامها بإشارة من يده جعلت شريطاً لاصقاً يلتف حول فمها ، ثم قال بصوتٍ خشنٍ مزدوجٍ كصوت رجل آلي :
- أتعلمين ، لا أحب الثرثرة .. حسناً لا يهم ، مرحباً بك أيتها الصغيرة في عالمنا ، ماذا ؟؟ لم أسمعك !! ماذا تقولين ؟؟ ارفعي صوتك !! (و هو يقهقه) اااه أتريدين أن تعرفي لما أنتِ هنا ؟؟  لا بأس إذاً (بنبرة غاضبة) لأنكم ببساطة أيها السفهاء التافهون تزعجونني .. ألم تستغربي أن والديك اشتريا منزلاً فخماً بسعرٍ زهيدٍ ؟ ربما والديك لم يخبراك لأنك صغيرة لكن دعيني أخبرك بشيء ..
 هذا منزلنا نحن و كل من تجرأ على دخوله و إزعاجنا  ندم على ذلك ، حفلاتكم الصاخبة تزعج معشر الشياطين .. لن أخفي عليك أنني اشتقت للبشر فلم يجرؤ أي أحد على دخول منزلي بعد مقتل ذاك الصبي و عائلته يوم عيد ميلاده قبل عقد من الزمن .. لن أنسا أبداً تلك الوجبة الدسمة .
و بعد أن أنهى كلامه أشار بيده  فسقط الشريط اللاصق على الأرض ثم أردف قائلاً ..
- كلمة أخيرة عزيزتي فأنا جائع ..
- أين عائلتي و أصدقائي ؟؟
- أوه نسيت إخبارك ..أنظري .
فرقع أصابعه فأنار جزء من اللاشيء لتظهر أشلاء بشرية مكومة فوق بعضها.. صعقت الفتاة و ما إن صرخت حتى ..
- منى عزيزتي استيقظي إنه حلم هيا استيقظي !!
- ( وهي تتثاءب ) ماذا ؟؟ حلم !! .. ااه كابوس مزعج .
خرجت الأم من الغرفة و نهضت منى من السرير ، التفتت إلى الحائط لترى التقويم ثم قالت ..
- إنه عيد ميلادي .. أفضل يوم في السنة .
و بعدها اتجهت إلى الحمام و أغلقت الباب وراءها .. لتصدر تلك الأصوات من تحت السرير
- عيد ميلاد عيد ميلاد عيد ميلاد ..

تاريخ النشر : 2016-04-11

تاريخ النشر: 2016-04-11

مواضيع ذات صلة

التعليقات (33)

غموض الظلام:

هل هذه قصة حقيقية؟!!!
مرعبة جدا يالطيف شو هالقصة ان شاء الله تكون خيالية والسلام عليكم!!؟

الناقد:

وااااااو أنت فعلا مبدعة و رائعة

أسلوب راق و غامض و مبهم نوعا ما مما يؤدي إلى جدب القارء و الشوق لقراءة القصة

أما النهاية فكانة بحق جد جميلة و بغموض متقن

حقا إنها تحفة فنية في الأدب يا صديقتي الغالية لكي من تشجيع و تنويه زيدي في كتابة عكدا قصص بأنت مدهلة حقا

تحيات === الناقد ===

"مروه":

تشبه قصص صرخه الرعب..لكنها مسليه:)

مها:

رووووعة... سيناريو لفيلم رعب

جودي - فلسطين:

قصة جميلة جدا جدا.. استمتعت بقرائتها جدا.. تصلح ان تكون سيناريو لفيلم رعب!
احسنت عزيزتي :)

bakry2.sy:

القصة رااائعة
انت مبدعة بحق صديقتي
اسلوبك مدهش
استمري ....

خالدة:

لقد راقت لي النهاية كثيرا و يعجبني انك ابقيت جذوة القصة متقدة
احسنت يا بنت بلادي

غريبة الاطوار:

قصة جميلة
تسلم ايدك

Star:

ههههههه،،عجبتني .. عيد ميلاد عيد ميلاد عيد ميلاد

سموحة السودانية:

روعة........تسلم ايدك استمري في الابداع ياجزائرية

سمورة-الجزائر:

ههه يا لها من قصة في يوم عيد ميلادي يا للمصادفة شكرا مسبقا على الكوابيس هههه

تحيا الجزائر مليار مرة:

نعم. القصة جيدة ومخيفة في نفس الوقت شكرا على الجهد المبذول *أنا جزائرية و ألف تحية إلى كل الجزائريين

عزف الحنآيٰا:

يالها من قصة جميلة .. !!
أحسنتِ عزيزتي الجزائرية ..
اتمنى لكِ مزيداً من الإبداع والتآلق ..
دمتي بحب وسعادة :)

هابي فايروس:

في النهايه هو حلم؟
أ ح س ن ت .
:)

ابو العز:

القصه جميله واسلوبك جميل بكل
معنى الكلمة
ابدعتي

فتاة الكرز:

ابدعتي حقا ايتها الجزائرية قصة جميلة حقا ابهرينا بقصصك الجميلة في المرات القادمة تحياتي:99)

علياء:

رووووعة

Shrooq:

لا يوجد مثل هذا القصص الي ايمانو بالله وفي نهايه هذا حلم وقصه جميله جدا

حنين الجزائر:

احسنت قصة رائعة المزيد من الرعب.......

Darkness nightmare:

رووووووووووووووعة >_

شخصية مميزة الى جزائرية:

اعجبتني القصة بنت بلادي ابن عائلة وناس هذا الشيطان الذي ذكرها بعيد ميلادها على طريقته لايجب ان يلام فهذه طريقتم في الأحتفال بعيد الميلاد

محمد حمدي:

كانت جميلة ونهايتها اكثر ما اعجبني

لكن الحوار بين الشيطان والفتاة كان ممل قليلا

Black Crystal:

اعجبتني.

MARWA:

جيده

غاده شايق:

جميله ، إلا أنه عليها مأخذ بسيط وهو أنه بعد الكابوس لا يتثآءب الإنسان ، فإما قام مفزوعا مهجوما ، و إما صحا خائفا حزينا .
أحسنتِ إلى الأمام .

ابتهال:

جميله‏ ‏‏ ‏‏ ‏‏ ‏‏ ‏‏ ‏‏ ‏‏ ‏‏ ‏‏ ‏‏ ‏‏ ‏‏ ‏‏ ‏‏ ‏‏ ‏‏ ‏‏ ‏‏ ‏‏ ‏‏ ‏‏ ‏‏ ‏‏ ‏‏ ‏‏ ‏‏ ‏
كلامك‏ ‏صحيح‏ ‏غاده‏ ‏
ان‏ ‏شاء‏ ‏الله‏ ‏انشوفلك‏ ‏قصص‏ ‏اجمل‏ ‏واجمل‏ ‏الجزائريه

من رفية الى يمينة صاحبة المقا:

سيناريو رائع لفلم رعب

الكسندرا:

قصة روووووعة والنهاية جمييييلو وغامضة اسلوب راااائع شكراااا

الكسندرا:

اسلوب رائع ومخيف وبالمناسبة اليوم عيد ملادي مما زاد خوفي هههه

ashm ashmere 2018 @gmil com:

قصة حلوة جدا

Azainall2020:

رائعة لكن النهاية متسرعة
لم تعجبني طريقة "منى" في الإستيقاظ من ذلك الكابوس كانت عادية جدًا :)
..
..
ملاحظة: تم تغيير الاسم السابق (azainall2020@) إلى الاسم الحالي (Azainall2020)
ودمتم بخير :)

نينا القاتلة:

فصة جميلة ورائعة انا ايضا من جزائر

سناء فيريس:

واو.روعة.واصلي يا ذكية.