فقدان المتعة بالطفولة
![]() |
لم تكن طفولتي سهلة بل إنها معقدة جدا |
مرحبا احبتي عندما قرأت تجارب من الواقع أصبحت أكثر جرأة في طرح قصة حياتي الخفية التي لا يعلم بها سوى الله .. أتمنى بالمقدمة أن لا تكرهوني أو تضحكوا علي . لقد تعبت من النفاق و مجاراة الواقع و عقلي سيقف من شدة التفكير و الخوف. لم انم يوما واحدا دون البكاء على نفسي و الخوف من الآتي .
أنا شخص ولد في عائله محترمة .. تبدأ المشكلة عندما تزوجت امي من أبي ووجدت معه 2 اطفال من زواجه السابق فتكفلت أمي برعايتهم و تربيتهم ولكنهم لم يكونوا يحبونها فهي في نظرهم سرقت مكان أمهم الحقيقية .
المهم لقد كان أخي الأكبر يحاول افتعال المشاكل لكي يتم طلاق امي فحاول بشتى الوسائل ولكنه فشل . و أخيرا لم يجد حيل جديدة سوى أنا ، لقد كنت حينها عمري 4 سنوات و هو كان حينها 18 سنه .
ما زلت أذكر ذلك اليوم لحد الآن طبع في ذاكرتي حينما تجرد من رابط الأخوة التي تربطنا و اغتصبني بألم شديد و ضرب لم أكن بذلك السن اعرف ما الذي يحدث و لكن أتذكر كل شي رغم صغر سني . ولم يكن هناك أحد بالمنزل ولقد استغل هذه الفرصة و كررها عدة مرات و أنا خائف من البوح لأمي ، فكانت الكوابيس تأتي إلي بكثرة حتى تنبهت أمي و قلت لها أن أخي السبب فهو يضربني عندما لا تكونوا في المنزل .
تداركت امي الموضوع و وضعت شرطا أن ننتقل لمكان آخر و أن يعيش أخي الكبير مع أمه فرجع و تركنا بالمكان الجديد .
عدت إلى طبيعتي و لكنني كرهت الرجال و خفت من الاختلاط بالرجال أو الخلوة لوحدي مع شخص لا اعرفه . بقيت طيلة طفولتي من البيت للمدرسة ومن المدرسة للبيت . حاول الأساتذة التفرقة و العنصرية بمعاملتي ولكنني كنت متفوق إلى درجة الهوس بالقراءة والكتابة و احصل كل سنه على المرتبة الأولى في مدرستي .
لم يحب أحد الجلوس بجانبي داخل الصف في الابتدائية لأنني كنت خجول و خائف أكثر من اللازم لم احظى بصديق يساعدني على الثقة بنفسي . لم أجد سوى الدراسة المتنفس الوحيد لوحدتي .
عندما سجلت بالاول ابتدائي انتقلنا للعيش مع خالتي و أبناءها الثلاثة فقد كانت مطلقة و اطفالها صغار وكذلك مع أبناء خالي و عائلته أيضا ، كنا 3 عوائل في بيت كبير .
عشنا معا لمدة 12 سنه لاحقة في ود و وئام أحيانا ومشاكل و كراهية أحيانا أخرى، كنا كلنا اطفال صغار مع بعض.
مرت السنوات و نسيت كل شيء عن حادثة الاعتداء الجنسي واستطعت أن أصبح ذكيا في حل الاسئلة و تصحيح أخطاء لغوية و حفظ الكلمات ومطالعة الكتب في مكتبة ابي الخاصة . أحببت نبوغي في مجال جديد و مختلف عن بقية الأطفال لم أذهب للعب كرة القدم في الحي أو اركض بالساحة العامة إنما بقيت اقرأ كتب جديدة في علم الجيولوجيا و الآثار، لقد كان حلمي أن أكون عالم آثار .
لم تكن طفولتي سهلة بل إنها معقدة جدا بالكثير من الترحال و لكنني سعيد الآن بما وصلت إليه، لقد أصبحت الكتب الدفاع الوحيد عن ذاتي .
هناك أحداث أخرى غيرت حياتي ربما أذكرها لكم في جزء آخر .
تاريخ النشر : 2016-01-03