تجارب من واقع الحياة
فوضى في سن الـ 14
![]() |
بين كل هذا الصراع و الألاف الأشياء تكونت شخصيتي الباردة و الكئيبة |
أذكر أني كنت فتاة جيدة لكن لم يكن أحد ينظر إلي بتلك النظرة ، لا أعلم لماذا ؟ ما أعرفه أن أقاربي كانوا يكرهوني جداً و يبغضوني جداً من دون أي سبب مقنع ، مع أني و أهلي نعيش في بلد أخر إلا أن الحقد و المرض لا يفارق قلوب أقاربي أبداً. كنت أحب أهلي جداً ، لكني لم أتوقع أني سأصل لمرحلة يكرهوني هم فيها أيضاً.
بعد أن أصبح عمري أربعة عشر عاماً أتتني الدورة الشهرية و كنت حينها لا أعلم عن هذا شيئاً و لم تكن أمي تهتم بي أو بالتوضيح لي ، فخفت أن أخبرها و ذهبت لأخبر صديقتي التي تسكن بالطابق الأسفل و قامت هي بمساعدتي و توضيح الأمر لي ، وعندما ذهبت لأخبر أمي أظهرت لي تضايقها الشديد من الأمر و طلبت مني أن لا أخبر أحداً و ضربتني بشدة لا أعلم لماذا ؟ و يبقى السؤال لماذا أمي عاملتني بهذه الطريقة بالوقت الذي كنت في أمس الحاجة اليها ؟.
كل يوم مشكلة بين أمي و أبي و تصل أصواتهما للشارع ، و هذا ما سبب لي إحراج شديد بين الجيران و المعارف القريبين منا ، لا أعلم لماذا هم لا يهتمون بنفسيتي المدمرة أساساً.
أبي شخص متخلف و يكرهني و دائما ما يضربني و يسبني بكلام بذيء ، أخي الكبير مدمن إباحيات ، و أبي و أمي يعلمون و دائماً ما يشتمني بالكلام الخادش للحياء ، و أبي يقول : دعيه يعمل ما يشاء فهو طائش و هو بالأخير أخوك الكبير ، أخي الكبير دائماً ما يضربني أمام أي أحد ، فهو لا يستحي من أحد .
لم يحصل لي هذا إلا في بداية سن المراهقة لذا لا أعلم لماذا ، و يبقى السؤال ، هل عندما يصل المرء إلى مرحلة المراهقة يصبح منبوذا مثلي؟.
و بين كل هذا الصراع و الألاف الأشياء تكونت شخصيتي الباردة و الكئيبة ، شخصيتي التي تكره جميع الناس ، شخصيتي التي لا تثق بأحد حتى أمها ! شخصية تافهة تتقمص دور الضحية لتتلذذ بالمعاناة المتعودة عليها.
و أظل أنا واقفة بين ممرات حياتي المظلمة و الباردة .
تاريخ النشر : 2021-04-09