القسم : أدب الرعب والعام
كابوس

مرحباً بك في عالم الأحْلام، عَالم سري وغامض للغاية...
عندما تَحْلُم حلماً سيئاً للغاية؛ فإنّك تَقُوم في حالة من الفزع، يملأ جبينك العرق، ودقات قلبك المتسارعة، تصدر صوتاً كقرع الطبول، وربما تبكي.
وهذا إن دل علي شئ، فإنما يدل علي، إنك لم تكن قادراً علي التفريق بين الحلم والواقع!
فأثناء حلمك، كُنت تعتقد أنّك في الواقع، وأنّ كُل مايحدث لك داخل الحلم، هو محض حقيقي!
وربما كنت تشعر بالألم الجسدي، أو النفسي، أو الاثنان معاً أثناء الحلم، كأنك في الواقع؛ فتقوم مفزوعاً من شدة الألم !
مرحباً بك في عالم الأحْلام، عَالم سري، وغامض للغاية، وإنْ شئْت، فقل عالم غريب، لا تستطيع تمييزه عن الواقع، ولا تستطيع تفسير كيفية حدوثة !
الأحْلام، والواقع وجْهان لعملة واحدة، هي الحياة.
الحلم، هو واقع لا نعيشه !
سيناريو، يتم تنفيذه بواسطة، العقل الباطن، والّلاوعي، تحت إشراف الخيال !
فعندما تخْلد للنوم، فإن العقل الباطن، واللّاوعي يبدءان عملهما: العقل الباطن يكتب السيناريو، والّلاوعي يقوم بتمثيله .
حقاً إنه ماهر؛ حيث يمكنه تجسيد أي شئ، وأيْ شخص، وفي أي مكان، وزمان، حتي أنه يمكنه تجسيد شخصيتك !
إنّه ماهر لدرجة تجعلك تتوهم، أنك في الواقع، وأنّ كل ما يحدث لك حقيقي، وأنّه لا سبيل للشك لحظة واحدة، أنّك بداخل حلم ما !
المثير حقاً، عندما يدور السيناريو حولك، ويتجسد اللاوعي شخصيتك، ويوهمك أنك في مكان مظْلم، تطاردك بعض الكائنات المخيفة.
بالإضافة إلي، بعض المؤثرات الصوتية، والبصرية، عالية الجودة!
الآن، لا مجال للشك، بأنّك داخل حلم لعين، بل كابوس أحمق.
"أنت الآن بداخل واقع!، واقع لا يحدث لك!، لكنك ستعيشه، وتشعر به، وستكون محظوظ جداً، اذا إنتهي ذلك السيناريو باكرا"ً .
ولكن، تخيّل، أنّ أحد تلك الكائنات المخيفة، يقترب منك، بوجهه البشع، المخيف، الذي تكاد تراه بصعوبة، وسط ذلك الظلام الدامس!
يقترب اكثر، وفي يده بلطة كبيرة، ممتلئة بالدم، وأنت تقف مكانك، بعد أنْ قام الخوف، الذي اعتلاك، بتجميدك في مكانك، وتلجيم لسانك، وشلّك عن الحركة، والصراخ أيضاً؛ لربما يأتي أحداً لنجدتك!
فإذا حاولت أنْ تفتح فمك لتصرخ؛ فيخرج لاشئ !
"هل شعرت بالخوف حقاً ؟!، وهل هذا الشعور بالخوف، يشبه الشعور بالخوف في الحقيقة، والواقع ؟!، أم أنّه مختلف نوعاً ما !"
ها أنت، مازلت متحجراً في مكانك، فقط، تكتفي بمراقبة ذلك الكائن، يقترب منك ببطئ قاتل.. وها هو يقف أمامك..
تري وجهه المخيف بوضوح، فتتمني من كل أعماق أعماق قلبك، لو أنّ كل ذلك، مجرد حلم لعين !
"يالسذاجتك!، إنّه بالفعل حلم، ولكن هذا دليل قاطع، علي أنّ اللّاوعي، يُتْقن عمله جيداً، وعقلك الباطن، يقوم بمهمته علي اكمل وجه ".
بينما أنت تتصبب عرقاً، من شدة الخوف، بل الذعر، ونبضات قلبك تكاد تتوقف، بل تكاد تصيبك بالصم، من شدة صوتها، الواضح، في ذلك السكون، القاتل، المظلم من أيْ ضوء، عدا ذلك الشعاع الباهت، المتسرب من عمود إنارة صدئ، ومائل، يظن الناظر إليه، أنّه حتماً، سيسقط !
ها هي البلطة، ترتفع عالياً، علي مرمي بصرك، تتابعها بعينين جاحظتين، تكادان أنْ تَخرجا من مكانهما .
تتسائل في استنكار شديد لما يحدث، ومحاولة تصديق ما يدور، ما هذا ؟!، هل انا المقصود..؟، هل هذه نهايتي..؟!
"الغريب في الأمر، أنّك تجهل أين أنت، وما الذي جاء بك إلي ذلك المكان الغريب، ومتي جئت، وكيف ؟!
ولكن، هكذا بدأت الأحداث...من العدم !
نظرك مصوّب ناحية تلك البلطة اللعينة، الملطخة بالدماء، والمرتفعة عالياً، بواسطة ذلك المخيف، ومازلت تتمني، لو أنّ كل ذلك مجرد حلم، وأنّك ستستيقظ الآن، ولن يصيبك مكروه !
تري المشهد ببطئ شديد، يمر شريط حياتك أمام عينك، تتألم من شدة الخوف، وبسرعة شديدة، تناقض ذلك البطئ اللعين، تنقض عليك البلطة؛ لتشج رأسك، إلي نصفين، تتألم بشدة بالغة، تجعلك تخرج من ذلك المكان الغامض، والمجهول؛ لتجد نفسك، في مكان آخر، اكثر واقعية، ومنطقية؛ حيث تجلس علي ذلك السرير، المألوف، في تلك الغرفة المألوفة، التي تَعْلوها صرخة شديدة، تملأ أرجائها، وربما شهقة، أشبه بشهقة شخص تعود إليه روحه من جديد، لا يعلم سببها احداً، غيرك.
"هل شعرت بالألم حقاَ، في تلك اللحظة، التي انقضت فيها، البلطة عليك، وشجّت رأسك إلي نصفين ؟!" .
نبضات تتسارع، ثم تتباطئ، كلحنٍ يُصدره عازف طبول، أعياه العزف، وقرر فجأة، أنْ يتوقف.
إحساس بالأمان التّام، مع محاولة إدراك، أنّ كل ماحدث، ماهو، إلّا كابوس، بل حلم لعين، بل جريمة في حقك، كان المجرم فيها، العقل الباطن، واللاوعي، أنتَ المجني عليك، لكن لا عدالة، لا قضاء .
"الحمد لله" .. تردد بعض التعويذات، حوار داخلي "كيف حدث ذلك" ؟!
تشرب بعض الماء، نفس عميق، زفيره مصحوب برعشة، تملأ كيانك.
تتردد بين النوم، والخوف من النوم؛ كي لا تعود لذلك الواقع الملعون، الذي لا تعيشه، ولكنه يحدث لك !
في نهاية المطاف، ينتهي بك التردد، في مياه المحيط الباردة، وسط الظلام الدامس، تطاردك بعض أسْمَاك القرش اللعينة...!
تاريخ النشر: 2014-08-28
التعليقات (25)
The Controller:
موضوع مميز أيها الكاتب :) أحييك
9/10
لكن أين الـ1 المتبقي !؟ لماذا التقييم ينقصه جزء ؟!؟!؟
____________________________
يبدو أنك تحترم الأحﻻم ! و تعطيها قدر أكبر من قدرها :)
حري بك أن تحترم العقل الواعي ﻻ العقل الباطن !
لكن لماذا !؟ العقل الباطن هو بوابة لأسرار عديدة في الجسد !
و لديه قوة أسطورية بها أشياء لم نتوصل لها حتى !
إنه الفرق بين الآدمي و الأسد !
الأسد أقوى من الإنسان , و مع ذلك الإنسان إستطاع ترويض الأسد ليكون ألطف من الهر !!!
كذلك العقل الباطن ! إنه قوي جدآ لكن ﻻ حول له أمام تعليمات العقل الواعي !
_____
منذ قرون و الإنسان يحلم بحكم العالم , إمبراطوريات و ممالك تتهاوى أمام بعضها لتصل إحداها للأرض ! ما معنى هذا ؟! أن الإنسان يحب و يعشق السيطرة و التحكم !!!
إلى أن وصل للتحكم في العقل الباطن بل و ترويضه أيضآ !
بتقنية حديثة جربتها شخصيآ مرة واحدة !
Lucid Dreams !
بل و لها أذرع !!!
DILD
WILD
MILD
لقد أصبح الإنسان هو من يتحكم بالحلم الآن ﻻ العكس ! مع مزيد من التدريب طبعآ
بل و يوجد متدربين و خبراء لهم عالم خاص عندما ينامون ! يبنونه كل يوم !
لقد إنتهى الكابوس ! و بدأ عهد جديد يسمى " الحلم الجلي "
..................
Hana:
انا قليل لشوف كوابيس بس مراة بشوف نفسي عم اوقع من مكان عالي و بلاقي نفسي واعقة عن السرير ههههههه
كنت خاف بس هلأ ما عاد خاف كنان كنت شوف نفسي عم اتفشكل باستيقظ بلاقي حالي رح اوقع عن السرير
كوابيسي عبارة و هيدي الاشياء دائما بشوفها
كل مرة بشوف اسناني عم يوقعوا بالمنام اما احد ضربني بوكس و هروا سناني ومرات حادس وخلى اسناني يوقع...
عيسى:
مقال رئع اهنيك
صلاح السعيد من مصر:
بجد انت رائع انا اندمجت جدان وبعمق ولكن قرائه ايه الكرسى قبل النوم مفيده ايضان
walaa:
بصراحة لقد مررت بمثل هذه الأحلام المخيفة في بادئ الأمر كنت أستسلم لها (أو انقاد لها إن صح التعبير )
لكن وبعد تكرار تلك الأحلام بدأت وبشكل غريب (حتى انا لا اعرف كيف حدث ذلك) بالتحكم في أحلامي لست اقصد أن أحلم بما أشاء ولكن استطيع التحكم بعض الأمور المخيفة فمثلا إذا حلمت بشخص يلاحقني و يريد إيذائي و وصلت إلى نهايه طريق مسدود فإني افكر بالطيران مثلا وحينها فعلا أهرب من ذلك الشخص عن طريق الطيران!!
لكن حينها ينتهي الحلم بشكل مفاجئ دائما ما يحدث ذلك لي فحين أفكر في طريقة للهرب و يحدث ذلك ينتهي حلمي بكل بساطة
أمينة:
مقال جيد لكن بصراحة لم تعجبني الحبكة، احسست انك تريد ان نجعل القارئ يعيش اجواء الرعب و لكن لم ينجح ذلك، ربما لان المقدمة طويلة بدون سبب او الاسلوب.. المهم، عمل جيد
سمارا:
قصة رائعة حاولت ادماجنا في احداث القصة ... احيانا اجد نفسي اندمج فعلا واحيانا اخرى اجدني اقرأ فقط ...
لكن القصة رائعة ... وكم من الاحلام نتمناها واقعا ... وكم من الواقع نتمناه حلما
توتة:
ارعببببببببببببببببتنسيييييييي
ياسمين:
مخييف
رزان:
موضوع جميل سلمت يداك
ــــــــــــــــــ
للاسف أنا كذلك أعطي الاحلام اكثر مما تستحق ! ولكن انا استطيع تذكر 3 او 4 احلام ليس 1 !! واستطيع التمييز بين الحلم والواقع ! لان عيني في الحلم تفقد تقنية الـ hd
D:
وتصبح الرؤية شبه منعدمة ومع ذلك فاني أعرف من رأيت وواستطيع أن أنهض من الحلم متى أردت !
المهندس احمد:
كلما كان الانسان ذكيا وناجحا كلما زاد نشاط الاحلام لديه وبكل المستويات وتصير افلام وليس احلام مشكور عالموضوع
حلوومة مكة ♥:
ﻻباس لكن الموضوع ليس فيه أدنى رعب *ﻻ اعلم لماذا ولكن احسيت بان هناك نبرة متكررة فيما يتعلق بذكر دقات القلب لكن بشتى تعابير وكلمات مترادفة !!
اعتقد اني قرأت الموضوع وخرجت منه دون أي مشاعر تجاهه فقط قرأته ..
اظن ان الموضوع يفتقر قليﻻ لﻻثارة التشويقية !!
سلمت يداك ..
مو مهم:
رووعة روعة روووووووعة استمررر ♥_♥
مستر بوبنسكي:
ههههههههههههه
رائع مثير مدهش ونهاية مثيرة ومضحكة
أشكرك على جهودك يا صديقي
مايا:
روووووعه بس الصوره احلا شي
غدير:
سلمت يداك كتابة رائعة
دوست دارم:
هههههههههههههههههه
أحسن تعليق hana
هّالُة الُعّزّاؤٌيّ "Al_Iraqia":
ممتاز..
ههههههههه اعجبتني النهاية تباً
بانتظار المزيد غلاي
دمت بود
mero:
انا احيانا بحلم بكوابيس بس في حلم دائما بحلم بية هو ان انا بقع من مكان عالي بيقولو ان لو كملت الحلم كان ممكن اموت
sifr ns:
ابداااااع
maha:
mero هذا الشي صحيح العقل الباطن يخترع هذا الحلم علشان تقومي من نومك لأن أعضاء جسمك كانت بتتوقف من العمل اذا ما قمتي....انا كنت كثير احلم مثل هالاحلام بس الحين قليل جدا
Nono Al-kofi:
حلوة★
المدريديه زينب المدريديه:
مقال مميز
بلاك فايروس:
رائع
آيات:
كنت انتظر بفارغ الصبر ماسيحدث لكن في نهاية ...