كان الله يحاسبني كلما أخطأت
يمسك بيدي و يوقفني على شفير جهنم فأرى وديان و جبال هائلة من النار |
فيأتي إلي أثنان لونهما أبيض أشبه بالدخان أو الأجسام الشفافة ، فيمسكاني عن اليمين وعن الشمال و أنا أكون في قمة الخوف ، و يذهبان بي إلى مكان و يوقفاني و كأني أعلم أني واقفة أمام الله تعالى ، فأحني رأسي رهبة منه و خوفاً ، و لكني كنت أسمع صوته و هو يحاسبني و يقول : فعلتي كذا وكذا ، ثم يقول : خذوها ، فيمسكاني نفس الشخصان و يجراني و كأني من شدة الرعب لا أقوى على الوقوف ، ثم ينتهي الحلم ، فأصبحت أخاف أن أخطئ ، و اذا حدث مني خطئ فأنا بشر ، رأيته يحاسبني و يحذرني ، و أحياناً كنت أرى رسول الله صل الله عليه وسلم يمسك بيدي و يوقفني على شفير جهنم فأرى وديان و جبال هائلة من النار ، فاغطي بيدي على وجهي و أبكي ، و كان ينزع يدي من على وجهي ويقول لي : انظري ، هذه جهنم ،
أصبحت أحلامي بعدها تتحقق ، فلم تكن أحلام عادية أبداً بل كانت قصص كاملة ، واضحة ، مُرتبة الأحداث ، كبرت و كبرت الأحلام معي ، أتذكر حين كنت في الخامس الابتدائية رأيت نفسي أقف على نهر بجانبه شجرة خضراء و كان الجو ضبابي ، ثم رأيت شيخ يرتدي لباس أبيض و كان جسمه شفاف ، ثم قال لي : ستنجبين خمسة أبناء ، ثم أشار بيديه كأنه يقول : أنتهى أو فقط ، ثم غادر ، كبرت و تزوجت في سن 17 عام ، ولدي الأن خمسة أبناء ، عندما كنت أقع بمشكلة و أنام و أنا حزينة كنت أرى أني أجلس على سجادة في الصلاة و خلفي أمرأة تشبهني تماماً و وجهها يشع نور شديد و كانت ترتدي ملابس الصلاة و تقول لي : هيا قومي نصلي ، فانهض و أصلي معها ،
أحياناً كانت أحلامي في أمور بسيطة و مضحكة ، في أمور الحياة ، و مع هذا تتحقق ، كأن أحلم أن أحد صديقاتي تتصل عليه فاستيقظ على رنة الهاتف و أجدها نفس الصديقة أو أحلم أن أمرأة ستزورنا اليوم ، و فعلاً تتصل علي أمي و تخبرها أنها ستأتي ، كل ذلك قد تكون أمور عادية تحدث مع أغلب الناس من أحلام تحذيرية ، كتلك التي ذكرتها أو أحلام إخبارية كما سلف ، و لكن هل تعلمون أني احلم بالشخص قبل موته بشهر أو بأسبوع أو بعدها أيام ، و أرى من يخبرني أنه سيموت ، و حقاً يحدث ما اخبرني به ، كما حدث مع والدي – رحمه الله – كان بكامل صحته وعافيته و قبل شهر من وفاته رأيت جدي والد والدي يقف على شفير قبر مفتوح و أنا أبكي و أضرب بيدي على صدره و أقول له : أبي مات يا جدي ، و هو يقف وقفه عسكرية كأنه يستقبل أحد و لا يجيبني ،
و بعدها تأزمت نفسيتي و كنت أبكي كل يوم و أجلس مع أبي و أساله : هل تعاني من شيء ؟ و كان يجيبني : لا يا أبنتي ، أنا بكامل صحتي والحمد لله ، و بعد مرور شهر على هذه الرؤيا و بعد ألم نفسي فضيع لا يعلمه إلا الله مات أبي فجأة ، و صُدمت لدرجة أني تجمدت لثلاثة أيام لم أبكي و لم ينزل مني دمعة ، رغم أني كنت أبكي قبها كل يوم عشرات المرات.
فرأيت نفس الرجل الأبيض يخبرني بموت خالي بعد معانة مع مرض يمر به ، و فعلاً فجأة مرض خالي بالسرطان و بقي أكثر من سنة يعاني ثم مات ، و بعدها رأيت عمة أبي ، و هي أمرأة ماتت منذُ زمن بعيد كأنها أتت لزيرتنا و جميع أسرتي أقبلوا عليها يسلمون عليها إلا أنا ، كنت مضطربة منا ، ثم أمسكت بيدها وقلت لها : أتيتي لتأخذي من ؟ فتبسمت و قالت : يمكن محمد ، ثم ذهبت ، فلحقت بها و قلت : من محمد ؟ هناك ثلاثة في الأسرة أسمهم محمد ، فتبسمت و رحلت و لم تجبني ، و بعدها بعدت أيام مات زوج عمتي و كان أسمه محمد.
تاريخ النشر : 2021-01-05