Facebook YouTube Email color

القسم : أدب الرعب والعام

كل الأيام على ذات الطريق

كل الأيام على ذات الطريق

في يوم ما، كان بينهما ود لا ينقطع، كلمات وأشعار دون حبر. في تاريخهما تخمة أحاسيس جميلة، وفي ذاكرتهما يومان لا ينسيان، يوم التقيا أول مرة، ويوم رحلا آخر مرة. كان رجل كلمة، وكانت هي فتاة غير عادية. أحب هو الأشعار ولم تر هي فيها غير الظاهر والحروف، فإذا غاص هو داخلها، لم تره هي محقاً في ذلك، بل متظاهراً، وظلت تظن هذا حتى يوم فراقهما الأخير.

كان الحب بينهما نادراً، ليس من النوع المليء بالمشاعر القوية الجرافة، بل من النوع الذي تمحو أفعاله كلماته، فقسوة منه عليها بكلمة، وغصة نفس منها على تلك الكلمة، تذهبان بعناق أو بسمة أو وردة، وليس بكلمة مثل ما أتتا. 

كان يوم فراقهما حزيناً مشمساً، وصفعته هي بلسانها، فأحس بحرقة وحرارة داخله تفوق حرارة شمس يونيو المهيبة فوق رأسهما، أما هي فباردة كالثلج وهي ترص الكلمات رصاً كما الإنسان الآلي، وقد ظل يظن أنه لا بد من تدربها على ما قالته ذلك اليوم، فقد احتار في أمرها، فمرات ومرات ومرات أعاد السؤال داخله: كيف لها أن تخبره بكل بساطة أنها ستسافر إلى إنجلترا لبعثة طبية! كيف لها أن تخبره ذاك بكل سكون وهدوء العالم! وكأن الذي يحدث ليس عبثاً! ليس حقيقة! أهي مجنونة! أم هو المجنون!

يخفيها القدر عنه لسنوات، وتظل هي ظاهرة في قلبه لذات السنوات، فلا يحب ولا يتزوج ولا يلمس ولا يرى غيرها في أفكاره، كذا كان، بائس مثير للشفقة في نظره ونظر من يعلم بما يخفيه. 

 راسلته ذات يوم من رقم قديم يحفظه على هاتفه حتى بعد عشر سنوات من الغيبة! رسالة باردة تحمل نبرة رحيلها بالضبط "سأعود في يناير المقبل. لنتقابل في الثالث.. السابعة مساءً.. في المكان إياه" 

كاد يجن، أن تعود؟ هو الذي أوهم نفسه بنسيانها؟ لماذا تعود؟ هل هي التي تعود؟ هل الرقم مخطئ؟

وصار يسأل ويتصل بكل من يعرفها حتى عرف لماذا تعود.. ولما عرف، ولما عاد لبيته بعد أن عرف، وبعد أن اختلى بنفسه، نظر للمرآة، ورغم كل شيء، دمعت عيناه، وبكى. 

إقرأ أيضا: أيامنا الحلوة

في يناير، في الثالث منه، في السابعة مساءً، في مكانهما المحبب، تقول له بعد لقيا باردة منها ومنه، وتحايا ساكنة سكون المياه الآسنة:

_ هبني صرت لك، هل…

يقاطعها بغضب وكأن الروح هبت فيه من جديد:

_ كنتِ لي! 

تهز رأسها:

_ كنت، لكن ما الذي صار؟ ذكّرني، كيف اختلفت سبلنا؟

كان أمامهما نهر، ويقفان على جسر. يقول وهو يطالع انعكاسه على صفحة النهر:

_ بعد كل ذلك الوقت، أراهن أنكِ لا تعرفينه، ذلك الذي سأل: كيف السبيل إلى وصالك؟

_ أعرفه، الإمام سعيد. 

ينظر لها بدهشة لم يتمكن من إخفائها:

_ كنتِ تكرهين الكلمة! كيف تعرفين! 

_ وأنت كنت تعشقها. 

_ ما الذي صار؟

_ تبدل الحال، أحببتها، الكلمة….. 

ثم تتنهد وتنظر لأفق برتقالي جميل، فتكمل:

_ الكلمة جميلة.. الكلمة رائعة. مشاعر العالم كله في حروف. 

_ واحترقتُ حتى أجعلكِ تحبينها، تلك الكلمة. 

تهز رأسها موافقة:

_ نعم فعلت، لا زلت أذكر كتب الأشعار التي أهديتني إياها كي أقرأ ولم أفعل… حينها على الأقل. 

_ لم تتحدثي بكذب، لم أنجح في سحبكِ معي إلى العالم الساحر، الآن وقد صار الذي بيننا فراقاً، فكيف ذهبتِ إلى طريق رفضتِ المسير معي عليه! 

تتجنب النظر إليه:

_ الذي حدث. 

_ وما هو؟

تتنهد بضيق:

_ المرء يتغير. 

_ وأنا لم أفعل! 

_ ستفعل يوماً. 

_ أقصد.. الآن وقد صار طريقنا واحداً، أنتشاركه سوياً؟

_ أتحسبني قضيتُ ثلث عُمر خارج البلاد حتى أعود بذات الأحلام؟ ذات الرؤى؟ ذات الانفعالات؟ أعود ذات الشخص؟

_ أتغير حبكِ لي؟

تصمت ولا ترد. يعاود سؤالاً جديداً:

_ هل أحببتِ آخر؟

تنظر له غاضبة:

_ كف عن التظاهر بأنك لا تدري! أنت تعلم لماذا عدت من بلاد الفرنجة. 

يكتم دموعاً ويمحو أفكاراً ويبني سداً صلباً أمام مشاعره:

_ لا أعلم، أخبريني. 

إقرأ أيضا: وأنام ..

تخرج لفافة تبغ من جيبها وتهم بإشعالها. تسحب منها وبطريقة الهواة الذين ليس لهم باع في التدخين، تهف الأبيض الذي يذوب أمام منظر النهر في الأفق. تقول بعد أن فعلت:

_ هذا طريف. 

لا يتعجب من تدخينها، ويسأل:

_ لماذا؟

_ ذلك انتقام مني، أنت، أقرب شخص لي، الرفيق الوحيد، الأول والأخير، تخادعني، تريد اللعب على أوتار مشاعري، تريد أن تجعلني أتذكر السبب، تريد أن تجعلني أتذكر مصيبتي، أأنا محقة؟

ينظر لها بصمت غير مجيب، وتكمل هي:

_ أذلك انتقامك مني لأني تركت لك عالمك؟

ثم تدمع عيناها، وببطء، تنهال الدموع وتكمل هي بنشيج تقاومه:

_ لأني قوية وذلك لن يؤثر بي.. أبداً. 

ثم تنهال في بكاء بصوت مكتوم، أما هو، فيترك دموعه تفيض، ويعيد لأفكاره الحياة، ويهدم سد مشاعره، فيحتضنها:

_ سأعيد السؤال، أنتشارك الطريق سوياً؟

تبعده عنها فتنظر له بكل عجب الدنيا:

_ حتى بعد هذا؟ حتى الآن؟

_ الآن.. ليس بعد ساعات، ليس غداً.. الآن. 

…. 

في مايو من ذات العام، وأمام قبر مفتوح، وبجسد على كتفه وكتف رجل آخر، دمعت عيناه لمرة أخيرة. دخلا القبر فأشار الرجل لاتجاه وقال:

_ الله أكبر. 

وجها الجثة لذلك الاتجاه على جانبها الأيمن، وقاما عنها وهما في قمة تناقض المشاعر والمظهر، فواحد لأول مرة يدخل قبراً، وجهه أحمر مثل ثمرة طماطم فاسدة، وآخر  تلك وظيفته، ورأى من الجثث المئات، لا يهتم بمقدار أقل ما يمكن بالذي يحدث. واحد فقد زوجته الطبيبة التي عادت منذ أشهر قليلة فقط لتموت على أرض الوطن، وآخر يريد لليوم أن ينتهي سريعاً حتى يعود وينام ويستيقظ ليعيد حلقة يومه. 

يقول رجل المقابر:

_ نقرأ الفاتحة؟

فيرفع الآخر يده المرتجفة ويفعل مثل الذي سمع، وكذا يفعل التُربي، وما إن فعل، حتى كاد يخرج، لولا أن كلمات مزامله استوقفته:

_ شُخصَت بمرض لعين.. أخبروها أنها ستموت بعد أسابيع قليلة. 

ينظر له التُربي بعين لوم وعتاب:

_ امسح دموعك، أنت رجل! 

_ عادت حتى تعيش آخر أيامها في الوطن. تخيل تزوجنا في الثالث من يناير الماضي ليس إلا! 

_ امسحها، لا تمشي كل الأيام على ذات الطريق. 

 ينفعل فيرد:

_اليوم الأخير لي معها، والله لا أمسحها! 

يتنهد التُربي:

_ تزوج غيرها، الولّادات كثيرات. 

_ ولادات! 

_ هن كذلك، ولا شيء غير ذلك. 

_ هن كل شيء جميل في الحياة! 

_ وكل شيء قبيح أيضاً. 

يعلو صوته على التربي:

_ أتعي ما تقول أنت! 

_ لا تصرخ في القبر! 

_ لكن… 

يقاطعه التُربي:

_ امسح دموعك. 

ثم يهم بالخروج، وفي طريقه وعلى باب القبر، يسمع الزوج يهتف:

_ ألا تدعو لها بالرحمة؟ ألا تدعو لي بالخلاص؟ أن أموت فأقابلها؟

يهتف التربي بصوت عالٍ لأول مرة منذ سنوات بعد أن أغاظه الزوج:

_ الأولى نعم! أما لك فسأدعو ألا تمشي كل الأيام على ذات الطريق! 

تمت. 

تاريخ النشر: 2024-08-18

للمزيد من مقالات الكاتب : البراء

مواضيع ذات صلة

التعليقات (15)

آيه:

قصة جميلة حقاً، من كل قلبي أقول أنها ممتعة، دافئة وغامضة لكن ليس بطريقة مزعجة مغيظة، أعجبتني العلاقة الغريبة بين البطلين، النهاية الماسأوية وكلمات حفار القبور كانت قاسية حقاً إلا أنها مناسبة تماماً.
لك جزيل الشكل لقصة عذبة كهذه.
تحياتي أخي البراء وبالتوفيق الدائم إن شاء الله.

البراء:

أما أنا فمن كل قلبي سعيد بكل هذا الكلام الجميل بحق القصة، هذا شرف لي، لذا كل الشكر لكِ أختي آية. أثناء كتابة القصة توقعت أن شخصية حفار القبور لن تعجب البعض، ولكنني قررت المضي قدماً بأي حال، عندنا ذلك المثل الشهير الذي قلته لنفسي آنذاك "هي موتة ولا اثنين"
من ناحية أخرى أردت أن يكون التربي صوت العقلانية داخل عقل البطل، وبدا لي أن الحوار في القبر له من الدلالات ما يكفي.
في النهاية، أنا أكثر من ممتن بهذ التعليق الدافئ مثل وصفكِ للقصة، فكامل الشكر والامتنان على مرورك وتعليقك أختي الكريمة آية.
تحياتي.

جمال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياك الله اخي العزيز وكاتب الموقع بلا منازع
عمل خفيف لطيف زبدته في نهايته. لكم اعجبتني شخصية حفار القبور، الحياة لا تتوقف ولن تتوقف إلا عندما يحين اليوم الموعود.
فإن نحن توقفنا طحنتنا عجلاتها طحنا غير مشفق. فلا عدنا للماضي ولا استطعنا على المستقبل. وعاجلا ام اجلا سيكون حاضرنا ماضي
فلم التوقف؟
سررت بقراءة عمل اخر لك. حياك الله

البراء:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
يا أهلاً وسهلاً بك أخي الكريم جمال، حامل لواء الموقع والذي بسببه الموقع قائم الآن، اسمح لي أن أشكرك على مجهوداتك أنت والأخت وفاء على الإبقاء على مكان من أفضل الأماكن على الإنترنت حي.

عودة للقصة، سعيد أن شخصية حفار القبور أعجبتك، وهذا شرف لي، لكن دعني أخبرك أن كلامه قد يكون صحيحاً إلا أن تنفيذه من أصعب ما يكون على بعض الناس، إنها المشاعر.. ذلك الشيء، وهي معادلة طريفة بعض الشيء، كلما فقدت إنسانيتك، وتبلدت مشاعرك، كلما تألمت أقل، ووصلت لمبتغاك أسرع.
غير أن كلامك دقيق، إن توقفنا واستسلمنا دهستنا الحياة دهساً، خصوصاً في ظل الأوقات والنهارات السريعة للعالم الذي نعيش فيه، الحوادث خلفك على الطريق السريع وأنت لا تملك الوقت لتزيل قدمك على دواسة الوقود، جنون مطلق يا صديقي.
على أي حال، أشكرك على المرور أخي جمال، فرحت جداً بتواجدك هنا أيها المحترم، وفرحت أكثر بمدحك للقصة، هذا يثلج الصدور قليلاً.
تحياتي.

Manal🌹:

اسعد الله اوقاتك اخي البراء

كيف حالك اليوم

كما تعلم عندما اعلق على عمل ادبي لا انظر اليه نظرة تشريحية نقدية كما يفعل الاخ عبد الله المغيصب مثلا ذكره الله بالخير هو وجميع الغائبين عنا اعادهم الله على خير جميعا .. ذاك لاني في النهاية لست ناقدة ولا هذا مجال اختصاصي بل اقيمه كقارئة مدمنة على المطالعة ولي فيها خبرة طويلة كما تعلم

حسنا .. لا انكر ان القصة هذه المرة فيها الكثير من اللمحات الجيدة والقوية وانها اتت بشكل عام مسربلة بالغموض والتشويق والانتظار لما سيأتي لاحقا وكذلك للمختبئ وراء كل جملة والكثير الكثير من التساؤلات التي ولدت جوا من الحيرة المغرقة في التوجس

كما ان الفكرة المؤثرة التي قامت عليها كل القصة وطريقة ايصالها للقاريء بالتدريج وبهدوء قاتل اثرت زوايا النفس بلمحات من فوران يعقبه هدوء ثم يغلبه الفوران ثانية بحيث جعلتنا اخي البراء نعيش بين امواج الشك المتلاطمة تأخذنا وتعيدنا وتؤرجح توقعاتنا بقوة وهذه مهارة ادبية تحسب لك بقوة ولاول مرة تستعملها بهذا الزخم الطاغي وبمهارة شديدة

لنتكلم الآن عن الجانب السلبي

كقارئة اصدقك القول لم استمتع بها بدرجة استمتاعي بقصصك السابقة والسبب بالتأكيد الاغراق باستعمال التكنيكات الادبية وعدم تطويع الفلاش باكس بسلاسة كما كنت تفعل عادة .. بمعنى ان الحوار في القصة طغى على الاحداث فقام بنشتيت الانسيابية نوعا ما وخلق حيرة وارتباك جعل القارئ لايميز الطريق ومن هذا ومن ذاك ومن الذي يتكلم الآن .. حتى استذكار الماضي جاء عن طريق الحوار دون تمهيد سردي وهذا ما خلق نوعا ما حيرة وذهولا حتى تمام وضوح الصورة .. اي حتى النهاية وهذا اضاع الاستمتاع خلال مراحل القراءة

هي وجهة نظري فقط .. قد يحسها البعض وقد لايحسها الآخرون

لاانكر ان قلمك في كل تجربة يزداد لمعانا من نواح عدة

وفقك الله اكثر واكثر وبانتظار عملك الجديد

تحياتي

البراء:

ملأ الله يومكم بالسعادة أختي منال. بالعكس أنا أرى في مجرد طرحك وتعليقاتك نقداً مفيداً ورؤية جيدة تفيد الكاتب، ثم صحيح، لا أعلم أين اختفى ذلك الرجل الدحمان هههه، كان ليقتل هذه القصة نقداً، لتعاركنا كثيراً عليها حتى أدمى كلانا الآخر، أتمنى أنه بخير.
بالعودة للقصة، مبدأياً، أكثر شيء سعدت به هو نقدك البناء، أصدقك أنا القول أن واحدة من أكثر مشاكلي التي أعاني منها مؤخراً في كتاباتي هي التعقيد وعدم وضوح المشهد أو الفكرة كاملة للقارئ، فدائماً هناك ضباب بيني وبينه من ناحية المحصلة النهائية للقصة، إما ضباب حول منطقية خيط الحبكة، أو حول الطريقة التي وصلت بها لنقاط معينة، أو في مثل حالتنا هذه، حول وضوح المشهد بعض الشيء من البداية للتهيئة للاستمتاع به أثناء القراءة نفسها لا الاستمتاع به في النهاية بعد فهمه، لو تعلمين، من أكبر النقاط التي كانت أنقدها بنفسي هو التوجه المباشر للنتيجة بدون تزيين طريق الوصول، فإذا أردت قتل فلان أقتله هكذا لحظتها، لا أبني شيئاً من وراء قتله ولا أزين طريقة قتله ولا.. ولا ولا.. لأن هذه كانت شخصيتي قبل سنوات، متحمس مندفع قليلاً يحسب أنه يفهم كل شيء ويرى كل شيء بعين الإبداع، اندفاع شباب أو أياً كان سمه كما تشائين، لكن اليوم لأسباب كثيرة، تغيرت وصرت أصبر علي الكلمات والأحداث، وصار الاعوجاج ناحية التعجل، اعوجاجاً ناحية التمهل والصبر على المحصلة النهائية للأسف، لكن أعتقد أنه لا يمكن الحصول على واحدة منهما دون سلبيات معينة، وبالتأكيد هناك توازن مثالي أحاول الآن الوصول له بشتى الطرق، وسأصل يوماً ما إن شاء الله.
سعيد أيضاً بملاحظتك لنقطة الهبوط والصعود، واحدة من أهم النصائح التي كنت أنصحها لبعض أصدقائي الكتاب هي تهدئة الرتم وتخفيضه عنوة للصعود به مجدداً، كنت أقول "مَلّح عملك حتي تحليه مجدداً، فالفاكهة مهما كانت جودتها بعد العسل لا طعم لها" وهذا أساس الكثير الكثير من الأعمال الروائية والدرامية، وهذا يأخدنا لنقطة أخرى أنه مجدداً، تعليقكِ أختي منال يعد نقداً يستفيد منه الكاتب.
في الأخير أشكركِ أختي منال على هذا التعليق والمرور الجميل كالعادة، أنا أسعد جداً بهذه النقاشات كما تعلمين. وفقنا الله وإياكِ إلى فعل الخير.

Manal🌹:

تماما اخي البراء بالضبط

هذا ماقصدت ايصاله لك حرفيا

في القصة بؤر نور كثيرة ساطعة تطغى عليها مهارات ادبية جديدة واضح انك صقلتها جيدا في فترة غيابك

النقاش البناء في العمل الادبي من اروع الادوات التي يمكن ان يسخرها الكاتب للتحليق عاليا في سماء الابداع وهي دائما سواء اخطأت ام اصابت تخلق جوا من التفكير العميق كما انها تفتح بوابات الخيال وتحرك المياه الراكدة للأسئلة واجاباتها المنطقية

سلمك الله وحفظك

البراء:

أشكركِ أختي منال.. هذا شرف لي، أتمنى أن يأتي يوم وأتمكن من استخدام كل ما تعلمته دفعة واحدة في كتابة شيء مميز.
وأتفق معكِ، سواء كان الرأي صائباً أو غيره، فهو بالتأكيد يفتح الباب للتفكير المنطقي على الأقل.
أشكركِ جزيل الشكر على تواجدكِ وإفادتك أختي منال، وفقكِ الله للخير دائماً.
تحياتي

لمى:

نعم عندي نفس وجهة النظر تهت وانا اقرأ لكنها قصة جميلة ورائة

Manal🌹:

هلا عزيزتي لمى .. اجل هي جميلة جدا

البراء:

أشكرك أختي لمي، في المرة القادمة إن شاء الله سأحاول توضيح الأمور قليلاً.

نوار:

القصة بسيطة في فكرتها، جميلة في طريقة تناولك لهذه الفكرة، وخير الكلام ما قل ودل..
لا أظنني أستطيع كتابة قصة بهذا القصر، فقلمي متى بدأ بالكتابة بالكاد أسيطر عليه ههههه
تحياتي لك

البراء:

فرحت كثيراً بتواجدكِ أيتها العزيزة نوار..لا شيء أفضل من أن يبدأ المرء يومه بهكذا تعليق.
أما أنا فربما العكس، لم أعد أحب الإطالة في القصص كما كنت أفعل، ولو فعلت تخرج مهلهلة غير قانعة.. أعتقد أن شيئاً ما داخلي تغير ناحية الكتابة، ليس في الحب بالطبع فلازلت أعشق الكتابة وأفي لها بكلي، ولكن ربما في نظرتي أو رؤيتي لطريق الحروف.. تغيير للأسوأ أشعر.. ولكن أنا سعيد بكل حال، وأكثر سعادة بتواجدكِ هنا اليوم. لماذا لا تكملين جميلكِ وتمتعينا بقصة ما من قصصكِ؟ ههه سيكون هذا رائعاً فعلاً.
نهايةً أشكركِ جزيل الشكر على هذا التعليق غير المتوقع، من هذا الاسم النادر ذو الباع الطويل في كابوس.. لكِ مني امتناني وتحياتي أختي نوار.

نوار:

وأنا كذلك سعدت بردك أيها الأخ والصديق العزيز.. آخر قصة نشرت لي هنا مضى عليها أكثر من سنتين وبعدها لم أكتب عملا كاملا.. كلها قصص تنتظر مني أن أكملها! وبصراحة أجد صعوبة بالعودة للكتابة مع أن الرغبة موجودة لكن شيء ما يشوّش أفكاري ويعيق حروفي.. على العموم سأسعى لكتابة قصة جديدة فقد اشتقت لقراء كابوس واشتقت للتواصل معهم..

البراء:

هو اتفاق إذن، بانتظار هذه العودة بفارغ الصبر. ربما يمكنك قراءة بعض نصوصك القديمة لإعادة ترتيب أفكارك بشكل تلقائي.. أعتقد ان هذا يساعد ولا يرهق المرء ذهنياً ويعطيه الحافز أيضاً.
بالتوفيق بإذن الله.